استنفار في السلط الأردنية.. تحقيق “جنائي” بوفاة 7 مرضى بسبب نقص الأوكسجين ووزير الصحة ومدير المستشفى أول المستقيلين- (صور وفيديوهات)
وهج نيوز : طبيعي القول سياسيا بأن وزير الصحة الأردني العجوز الهادئ وخبير الوبائيات الدكتور نذير عبيدات كان أول من يدفع ثمنا ويعلن استقالته بعد حادثة “تقصير” شديدة الحساسية انتهت بوفاة 7 مواطنين على الأقل في مستشفى السلط الجديد غربي العاصمة عمان.
مكان الحادث مناطقيا وعشائريا واجتماعيا “حساس للغاية”، وبعد وقت قصير من الحادث قام الملك عبد الله الثاني بزيارة المستشفى، واطلع على مجريات ما حدث، وخرج إلى المواطنين وتحدث إليهم، وطلب من مدير المستشفى الدكتور عبد الرزاق الخشمان الاستقالة فورا.
ومسألة “نقص الأوكسجين” سبق أن نوقشت على طاولة مجلس الوزراء حسب الناطق الرسمي الوزير صخر دودين لكن الحادثة المؤلمة التي خطفت كل أضواء المسرح ستكون من حيث التداعيات والتدحرج بمثابة “لغم سياسي وبيروقراطي” ينفجر في حضن حكومة متعبة ورئيس وزراء مرهق من المفاجآت هو الدكتور بشر الخصاونة الذي فقد الأسبوع الماضي وزيرا استقال من حكومته لأسباب شخصية، واليوم ضحّى بوزير الصحة الأكاديمي عبيدات في مرحلة يتهم فيها وزراء الصحة شعبيا وإعلاميا بالتركيز فقط على “كورونا” وتجاهل إدارة سلسلة ضخمة من المشافي والأمراض.
بكل حال استبق الوزير عبيدات بعد ساعات فقط من استقباله لشحنة من اللقاحات بسرور مسار الأحداث وأعلن بعد واقعة السلط تحمله المسؤولية الأدبية وقدم استقالته لرئيس الوزراء الذي أمر بدوره بـ”تحقيق شامل وشفاف” في الوقت الذي أعلنت فيه النيابة العامة رسميا بأنها تتولى التحقيق “جنائيا” بحادثة وفاة ستة مواطنين اختناقا بسبب نقص الأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي.
فنيا السبب المرصود المحتمل حتى الآن لحالات الوفاة وسط “غضب عارم” لأهالي محافظة البلقاء هو “خلل ما” في إدارة سلسلة “التزويد والتوريد” بمادة الأوكسجين وهو خلل بصرف النظر عن التحقيق الرسمي يتحمل مسؤوليته كبار مدراء المستشفى.
الأهالي في المنطقة بحالة غضب وقوات الدرك أحاطت بالمستشفى والحكومة استعانت بالوجهاء والنواب، والقصر الملكي يراقب ويتابع التفاصيل والحكومة متحفزة سياسيا لاختيار أقصر الطرق لتجنب كلفة سياسية كبيرة، والوزير عبيدات على الأرجح فقد فرصته في الاستمرار.
سياسيا وليس جنائيا فقط هذا وضع مربك جدا للرئيس الخصاونة وحكومته.
لكن الأهم قد يكون استذكار المحزن والمؤسف بشأن إشارات على صلابة النظام الصحي وسياسات التركيز على الفيروس كورونا والتي سبق أن حذر منها أمام “القدس العربي” خبراء كبار من بينهم سعد الخرابشة وزير الصحة الأسبق والجنرال الطبيب معين حباشنة.
تهمة التقصير بمعناها الجنائي هي الحد الأدنى المتوقع لعدد لا بأس به من كبار المسؤولين العاملين مع الوزير عبيدات.
لكن التداعيات الأهلية والاجتماعية للواقعة قد تكون أصعب وأكثر تعقيدا مع أن المسألة تتعلق بحادث وقع فعلا ويمكن التعامل مع نتائجه في “إطار القانون والمسؤولية” وعبر تحقيق قضائي مستقل يحدد المسؤوليات والأشخاص ويشرح للأردنيين ما الذي حصل ولماذا.
المصدر : القدس العربي





