أهالي شهداء مستشفى السلط قلوبنا معكم لننسى جراحنا من أجل وحدة وبقاء الوطن
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…..
في هذه الظروف المؤلمة والطارئة والإستثنائية التي يمر بها أردننا الحبيب ومنذ إنتشار وباء كورونا لغاية هذا اليوم الأليم وما جرى في مستشفى السلط الجديد وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه يهيب بالحكومات المتعاقية عامة وبوزارة الصحة خاصة والكوادر الطبية بشكل عام من أخذ كل الإحتياطات اللازمة لحماية الأردنيين من تبعات ذلك الفايروس الخطير وكان دائما يحذر من وقوع أية أخطاء قد تحدث هنا وهناك تزيد من نسبة الإصابات أو الوفيات أو تصيب المواطن بأمراض أو أوبئة طارئة وعممت تلك التحذيرات الملكية على كل الوزارات والمستشفيات…
لكن للأسف الشديد حدث اليوم مصاب جلل، حدث ما لم يكن متوقع في مستشفى السلط الجديد من إنقطاع بالأوكسجين في أقسام المستشفى الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من المواطنين الأردنيين رحمهم الله جميعا وأدخلهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان وتعازينا القلبية الحارة لأهاليهم وذويهم وعزائنا واحد فمصاب أي أردني هو مصاب لكل الأردنيبن ولكل إنسان على وجه هذه الأرض المباركة، والكل يعلم بأن أي مستشفى في الأردن والعالم يجب أن يكون هناك إحتياطي لكل التوقعات وبالذات الأوكسجين تماما كإنقطاع الكهرباء يجب أن يكون هناك مولدات كهربائية إحتياطية لمواجهة أي طارئ مهما كان صغيرا أو كبيرا…
ويجب أن لا ننسى بأن مثل هذه الأخطاء الغير مقصودة حصلت وتحصل في أكبر دول العالم وأكثرها إحتياطا وخبرة ومتابعة ورقابة،
ولكن وبما أن المستشفى جديد ولم يمر على إفتتاحه إلا أشهر محدودة وكلف مبلغ بالملايين تقريبا 30 مليون ويزيد حسب بعض التقارير لوزارة الصحة كان من المفروض أن يكون جاهزا بكل ما يلزمه من كوادر صحية وتأهيلية وأجهزة فنية وفنيين وأجهزة رقابية وإحتياطي لكل ما يحتاجه أيضا كمستشفى حكومي جديد، لكن يبدوا أن هناك خلل ما وتقصير أو إهمال معين في مكان ما سيتم إكتشافه من قبل المحققين القضائين والذين نثق بهم كمواطنين أردنيبن كل الثقة ونرجو من لجنة التحقيق أن تعرض النتائج مباشرة وفي أقصى سرعة على المواطن الأردني والعربي والعالمي…
والتحقيقات الجنائية القضائية والطبية ما زالت مستمرة على قدم وساق ووجود ثلاثة من المدعين العاميين هو دليل على مصداقية هذه التحقيقات للوصول إلى الحق والحقيقة أمام المواطن الأردني والعالم أجمع وبذلك يتم منع الفتن والتحريض من بعض الفيديوهات التي تنشر في الداخل ومن بعض القنوات الإعلامية العربية الخارجية والمعروفة بنهجها الفتنوي والتي تحرض لإثارة الفتن هنا وهناك لغايات في أنفسها المريضة والمجرمة والقاتلة للأمة ولأوطانها ولشعوبها وما جرى وما زال يجري في دولنا العربية من فتن ونعرات وعصبيات بغيضة دليلا دامغا على ذلك…
ويجب أن لا ننسى أيضا أننا في الأردن وصلنا إلى سمعة طبية عالية وكبيرة نفتخر بها على مستوى المنطقة والعالم وقد قمنا كأردنيين من نشر خبراتنا الطبية في كل دول المنطقة والعالم وهذا ما صرح به أكثر من مسؤول عربي وغربي وأمام الفضائيات العربية والعالمية، وأيضا وكما سمع كل الأردنيين وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية بأننا كنا من الدول الأولى في العالم التي تعاملت مع إدارة الأزمة بكل نجاح في بداية إنتشار الفايروس…
ويجب أن لا ننكر بأن القطاع الصحي في وطننا الأردن ورغم قلة الإمكانات إلا أنه أثبت نجاحه في إدارة الأزمة دون القطاعات الأخرى وبكل ما تعنيه الكلمة من نجاح وهم يواصلون الليل والنهار ويعملون فوق طاقتهم لحماية المواطن الأردني والحفاظ على حياته سالما من كل إصابة أو إنتشار لذلك الوباء اللعين بين الناس وأيضا بين المرضى في المستشفيات بأمراض أخرى وبين المصابين بالفايروس أو أي خطأ قد يحدث هنا أو هناك لكن لا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وما حدث اليوم هو مصاب جلل ليس لأهالي المتوفيين الشهداء رحمهم الله تعالى ولكن هو مصاب للعائلة الهاشمية وللحكومة ولوزير الصحة الذي قدم إستقالته أخلاقيا وتحمل المسؤولية كاملة وكوادر الوزارة ولكل المواطنيين الأردنيين على وجه هذا الوطن المبارك والصابر على كل بلاء وإبتلاء…
فكانت نتيجة هذه الجهود المباركة وتلك الإجراءات السريعة مفخرة لكل الأردنيين وبإرشاد ومتابعة مباشرة ويومية ولحظية من الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله والملكة رانيا حفظهم الله ورعاهم جميعا وسدد على طريق الخير خطاهم، وأيضا زيارتهما اليوم إلى مستشفى السلط الجديد ووقوفهم المشرف مع أبناء وبنات السلط لمواساتهم في مصابهم الجلل والإجراءات الصارمة والفورية والمباشرة التي إتخذها قائد الوطن المفدى أمام المستشفى وعلى سمع الأهالي جميعا ومتابعتة اللحظية لرئيس الوزراء الخصاونة ووزارة الصحة وإقالة مسؤولين لتحملهم المسؤولية ومتابعته للجان التحقيق وكل كوادر الوزارة وكل الوزراء هو مفخرة لنا جميعا كأردنيين بهذه القيادة الهاشمية الإنسانية العظيمة حماهم الله ورعاهم آل البيت الكرام…
وأرجو من أهالي الشهداء العظام وأهلنا في السلط الكرام أن ينظروا إلى الوطن ككل بعقلانية بوحدته وبقائه وبقيادته وبكل ما قامت به الكوادر الطبية من جهود جبارة وحجم المخاطر التي يتعرضون لها ليلا ونهارا وكم عدد الوفيات التي أصابت تلك الكوادر الطبية لحمايتنا كي لا ينتشر الفايروس وهم في الصفوف الأولى لمواجهة ذلك الفايروس الخطير منذ بداية الأزمة لغاية اليوم…
وأن ننتظر جميعا نتائج التحقيق القضائي والجنائي لمعرفة الحقائق كاملة وبشكل شفاف وصريح وواضح، وبعد ظهور نتائج التحقيقات يجب محاسبة كل المقصرين والمهملين والفاسدين وعلى كافة المستويات، وأيضا يجب أن لا نبعد عن عقولنا أن يكون هذا العمل مفتعل لأن الأحداث المفتعلة المشابهة لتلك الحادثة بنقص الأوكسجين جرت في دول عربية ومستشفيات عدة كما جرى في مصر…وغيرها من الدول العربية لتشويه صورة تلك الدول ومستشفياتها وطواقمها الطبية والصحية….
وحتى لا نعمم أي خطأ أو إهمال أو تقصير فردي لفاسد هنا أو هناك يجب أن نوجه الإحترام والتقدير لكل شرفاء الكوادر الطبية والصحية من أطباء وممرضين وغيرهم ومن كلا الجنسين الذين يعملون ليلا ونهارا في وطننا الحبيب الأردن وفي كل العالم ويواجهون كل المخاطر والصعاب لأنهم يعملون في الخطوط الأمامية لمواجهة اي طارئ صحي فيه خطوره على المواطن والشعوب كافة قد يتفأجأ به العالم فيعملون على حماية الوطن والمواطن كيف لا وهم يمثلون خط الدفاع الأول لحماية البشرية وكل الشعوب على وجه هذه الأرض من أية أمراض قد تؤدي إلى كوارث إنسانية كبيرة لذلك هم يعملون بكل طاقاتهم لشفاء المرضى والمصابين وخروجهم إلى أهاليهم وعائلاتهم سالمين معافيين، والخطأ الكبير الذي جرى اليوم في مستشفى السلط الجديد لا يعني بأن كل مسشفياتنا وكوادرنا الطبية قد أخطأت لأن الخطأ الفردي للفاسدين والمهملين والمقصرين يجب أن لا يعمم على الجميع لأننا بذلك نرتكب خطأ أكبر بحق الوطن من الذي جرى في المستشفى هذا اليوم…
وعلى مستوى عالمي لا ننسى دور منظمة الصحة العالمية المشرف وندائها وتوجيهها وإرشادها ومتابعتها المستمرة لدول المنطقة والعالم لأخذ كل الإجراءات والإحتياطات اللازمة لحماية البشرية من خطر هذا الفيروس اللعين والوباء العالمي القاتل والمعدي، كما أنها حذرت مرارا وتكرارا من أي نقص بأجهزة الأكسجين أو أي خطأ قد يودي بحياة المرضى في المستشفيات، وطالبت بأخذ كل الإحتياطات إذا كان هناك نقص وعدم كفاية بالمعدات الطبية اللازمة والأدوية وغيرها من الأجهزة الطبية والكوادر الطبية والتقنية والصحية وبالذات بعد ما أكدت تلك المنظمة بوجود نقص في الكادر الطبي والتمريضي والفني والتقني وأجهزة الأوكسجين على مستوى منطقتنا والعالم….
وكانت كل مطالبها من تلك الدول لتكاتف الجهود كافة في كل أنحاء العالم لمواجهة ذلك الخطر العالمي الذي أصاب كل دول العالم، ولتزويد الدول الفقيرة بكل ما يلزمها من نقص بالكادر الطبي أو الأجهزة الطبية وأجهزة الأوكسجين بالذات والمعدات الفنية ….وغيرها، وللأسف الشديد لم تجد منظمة الصحة العالمية أية آذان صاغية من قبل الدول الكبرى والمسيطرة على كل شيئ له علاقة بالطب والصحة كأمريكا وأوروبا ولم يأخذوا الأمر على محمل الجد ولم يتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية شعوبهم وقد سمع وشاهد العالم كله ذلك الإهمال المتعمد من قبل تلك الدول، الأمر الذي كشف هشاشة الكوادر الطبية والمستشفيات بتلك الدول وقد كشف ذلك الأمر على مستوى العالم الأمر الذي أدى إلى إصابات كثيرة وأخطاء متعددة ونقص باجهزة الأوكسجين في تلك الدول الكبرى ووفيات أكثر للأسف الشديد وحالات شفاء بسيطة بالنسبة لعدد الإصابات والوفيات ونتمنى لكل المصابين في الأردن وفي منطقتنا والعالم الشفاء العاجل…اللهم آمين
حمى الله الأردن وشعبه الصامد والمقاوم وقائده الهاشمي العظيم الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله وجيشنا البطل وشرفاء حكومتنا وشرفاء وزارة الصحة بكل كوادرها الطبية والتقنية والفنية والإدارية وحتى عمال النظافة والتعقيم ومن كلا الجنسين…
وحمى الله الأمة كاملة والإنسانية برمتها من كل الأمراض صغيرها وكبيرها ومن سيئ الأسقام ومن شر هذه الأوبئة والفيروسات ومن أخطاء الفاسدين والمهملين والمستهترين بأرواح المواطنين والشعوب وفي كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة….
وتعازينا الحارة لأهالي الشهداء وذويهم ومحبيهم ورحم الله شهداء الوطن شهداء مستشفى السلط الجديد والمتوفيين كافة من أبناء وبنات هذه الأمة العظيمة رحمة واسعة تدخلهم جنات النعيم ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يشافي كل المرضى والمصابين ويعودوا إلى بيوتهم وأحبابهم وحمى الله البشرية جمعاء… اللهم آمين….
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…