أنتي الجنان .. أنتي الأمان
هيا حمد …..
الى من علمتني معنى الحياة..وأسقتني من وريدها زمزم الوجود..من زرعت داخلي الحب وغرست الأمل في فؤادي..
الى من جعلتني أعشق روحها..وأتنفس دنياها..فهي الشمس المشرقة..الوردة المتألقة..قد وصفوكي بالجنة فهنيئا لي….
غاليتي قد وضعوكي بالقمة،تاجا يعلو الراس..ياقوتتي أنتي ،لؤلؤتي ،انتي الذهب والماس..
أمي اسمعيني…
عندما كنا صغار ،نلعب وسط الأطفال لم نجد الاكي بيتا لا بل قصرا أنتي…
لم نكن نرى الحياة الا ملعبا وساحة،ولكن ان تعبنا وضاقت بنا الهموم كنتي لنا الراحة..
علمتنا أن الوقت هو الاول بالترتيب واكتشفنا أن صوتك هو بوصلة الأمان عندما عن الحق نغيب،فالله الله أمي يا أجمل أقداري والنصيب،علقتني بكي بحبل يجمعنا، كي نأبى على مر الدهر بالانفصال،فأدمنت وجودكي فاستعمرتي مهجتي،وسكنتي العقل والأوصال..
اماه!!قد كبرنا وبدأت الحياة تظهر لنا بحقيقة كنا نجهلها..
في كل يوم قناع مختلف..دروب كثيرة،سئمنا خلالها ما نراه من أمور نحسبها هينة ودقيقة،لم نكن نعلمها ،وعجزنا عن تخطيها ولم نكتشف،وبقينا في حيرة..
لم ندرك يوما ان اصبعك الصغير عندما يعانق أيدينا انما هو وجود بأكمله،وان طرف ثوبك الذي تعلقنا به في الصغر كان لنا الحضن والأمان..
ما أصغر تلك التفاصيل ،وما أكبر شوقنا لها الان..
أماه !!ما كنا ندرك أننا سنكبر ونفترق ،ظننا أنها سنة الحياة،ولكن بعدك جمر بداخلنا يحترق،يامن جمعتنا في الصباح على نفس المائدة،ونثرتي داخلنا عطرك الفواح،وكنتي لنا مدرسة ذات فائدة،فياليتها تدور السنين والأيام تنقلب للخلف عائدة،
فلا أجمل من صباح نبدأه باشراقة وجهك ،وابتسامة ثغرك،ونقاء قلبك،فهنيئا لكي الفوز بالجنة ،ووضعها تحت قدميكي،
اماه!!! بقربكي فقط أجد أفراحي،وأداوي جراحي،دمتي لي وطنا أسكنه وقت الضيق،يا أعظم نعمة وأجمل صديق،أمي خذيني بحضنك فأنتي للجنة طريق…