الذكرى المئوية الأولى للمملكة الهاشمية الأردنية….
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….
يحتفل الأردنيون اليوم بذكرى المئوية الأولى للمملكة الهاشمية الأردنية وهو عيد وطني للمملكة ولبلاد الشام وللأمة كاملة، ففي المئوية الأولى يتذكر الأردنيون من كافة الأصول والمنابت معنى الوفاء والإنتماء والوطنية والتضحية والوفاء للمملكة الهاشمية ولمؤسسها الشهيد الملك عبدالله الأول رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته، والوفاء للعائلة الهاشمية التي رسخت مبادئ وثوابت وقيم ودستور الدولة الأردنية وجغرافيتها وتاريخها المشرف وأيضا الوفاء للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لتثبيت أركان الدولة على ثرى هذه الأرض المباركة أرض الحشد والرباط…
فعلى ثرى هذه الأرض المباركة سالت دماء الشهداء من الهاشمين ومن كل أبناء الأمة من كافة الأصول والمنابت والذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن ثرى المملكة الهاشمية المباركة، ونتذكر أيضا القادة الهاشميين رحمهم الله جميعا الذين بذلوا الغالي والنفس ليحموا هذه المملكة وشعبها العظيم من كل المؤامرات الخارجية عبر مئة سنة مضت ولتحقيق الحرية الكاملة والتامة للأرض والإنسان في المملكة خاصة والوطن العربي بشكل عام…
أسست الدولة الملكية الهاشمية بدماء الهاشمين والشهداء وأعلن التأسيس على ألسنة الهاشميين فكانت فرحة غامرة لكل أبناء الأمة بتأسيس هذه المملكة العظيمة بقيادتها الهاشمية من آل البيت الكرام… قال تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم…
وأتخذ القرار الهاشمي التاريخي بتأسيس المملكة بعد أن إلتئم شمل شعب المملكة من كل أبناء الأمة، وبعد ذلك بدأت مسيرة المملكة بقيادتها الهاشمية المباركة وبجيشها المصطفوي الهاشمي وبدأ البناء والعمران وعمل المشاريع والبنى التحتية وتقديم الخدمات لكل أبناء المملكة وبدأت التوسعة السكنية في كل أنحاء المملكة وتم عمل المصانع والشركات العامة والخاصة بكل تخصصاتها وإنتشرت المدارس والجامعات والمستشفيات في كل مكان من أراضي المملكة..
وتوارث أبناء هاشم الكرام حكم المملكة جيلا بعد جيل فمن الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول رحمه الله تعالى والذي أستشهد على أبواب المسجد الأقصى المبارك، إلى الملك الباني طلال بن عبدالله إلى الملك الإنسان والعظيم والحكيم الحسين بن طلال رحمهم الله تعالى جميعا وأدخلهم فسيح جناته، إلى الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين الحسين بن عبدالله حفظهم الله ورعاهم، وخلال تلك السنوات كان هناك أحداث مفصلية تدور في دول الأمة العربية والإسلامية جعلت المملكة وقياداتها الهاشمية المباركة وشعبها من كل الأصول والمنابت وجيشها دولة لا يستهان بها فقد تم بعد التأسيس بسنوات إستقلال المملكة وتم تعريب الجيش المصطفوي الهاشمي الأردني عام 1956 وتم طرد كلب باشا إلى غير رجعة، وبعد ذلك في عام 1968 كانت معركة الكرامة التي وحدة دماء الشهداء من الجيش العربي المصطفوي والفصائل الفلسطينية وبهذه الوحدة ألحقوا هزيمة نكراء بقوات وجنود وعصابات الصهاينة المحتلين لفلسطين وبذلك الإنتصار تم لجم ذلك العدو ومنع من التوسع أكثر في الدول العربية والإسلامية لأنه عدو أقام وجوده داخل فلسطين ليوسع سيطرته على الأراضي العربية والإسلامية ليحقق أحلامه التلمودية الهستيرية والمزورة بإسرائيل الكبرى ومن ثم حكم الأرض وما عليها كمرحلة ثانية، ولكن مشاريعه ومخططاته وداعميه في التوسع باءت بالفشل آنذاك ولغاية أيامنا الحالية…
وتأتي ذكرى المئوية للمملكة في ظروف طارئة وإستثنائية تمر بها المملكة والمنطقة والعالم أجمع وهو محاربة فيروس كورونا، وأيضا تأتي هذه المناسبة السعيدة والهاشميون والأردنيون من كل الأصول والمنابت ينتظرون قدوم شهر رمضان المبارك، ويواصلون البناء والعطاء والإنتماء ويرفعون علم المملكة في كل مكان من العالم وقد أصبحوا إنموذجا أمام العالم أجمع ويرفعون الرأس عاليا بمواقفهم البطولية والصادقة والجريئة، فهنيئا لنا بقيادتنا الهاشمية المباركة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وهنيئا لنا بالعائلة الهاشمية المباركة سلالة آل البيت الكرام عليهم الصلاة والسلام،وهنيئا لنا بجيش مملكتنا الهاشمية الجيش العربي المصطفوي وبشعبنا الصابر والواعي لكل ما يدور من حوله والمرابط إلى يوم الدين….
وفي تلك المئوية العظيمة يثبت الأردنيون من كل الأصول والمنابت وهم على أعتاب دخول المئوية الثانية بأنهم يسيرون مع قيادتهم الهاشمية والعائلة الهاشمية كاملة إلى بر الأمان رغم كل الاحداث والأزمات والمؤامرات والضغوطات والحروب بدولنا العربية المحيطة التي اثرت تبعاتها على المملكة وعلى بلاد الشام وعلى المنطقة والعالم والتي أصابت المملكة وقيادتها الهاشمية وشعبها بالألم والحزن لما جرى ويجري إلا أن المملكة الهاشمية بقائدها الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه كانت تخرج أقوى من السابق في كل أزمة وحدث ومؤامرة من هنا أو هناك وهذا دليل على أن هذه الأزمات والأحداث المفتغلة في دول أمتنا والمؤامرات ستنتهي قريبا وفي مملكتنا الهاشمية العظيمة إنتهت بوحدة الهاشميين وعدم السماح لأي إنسان من الداخل والخارج بإيقاع الفتنة بين الهاشمين آل البيت الكرام عليهم الصلاة والسلام، وإنتهت بوحدة الصف وبمعادلة النصر الأبدية حكمة وحنكة القائد عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه والعائلة الهاشمية الكريمة وإلتفاف الشعب والجيش حولهم أي معادلة النصر الأبدية العالمية على كل المؤامرات وهي وحدة القيادة الهاشمية والجيش والشعب معا وبتلك المعادلة نستطيع مواجهة كل ما جرى والأزمات والصعاب والمؤامرات وننتصر عليها وننهيها للأبد وهذا ما كان في الماضي قبل تأسيس المملكة الهاشمية المباركة وإنتصرنا بالتأسيس وبكل ما جرى خلال مرور مئة عام على التأسيس الهاشمي العظيم لمملكة الهاشميين العظيمة…
واليوم وغدا يجب أن نبقى متمسكين بتلك المعادلة وأن لا ننسى توائم الروح فلسطين الجريحة والمحتلة من قبل بني صهيون وداعميهم ، وسورية الحبيبة والتي فرضت عليها حربا مفتعلة بفتن طائفية بغيضة من قبل الصهيونية العالمية وأمريكا وأوروبا وبعض المستعربين والمتأسلمين من حملة الأفكار الصهيونية الوهابية القاعدية والداعشية المندسة على الدين الإسلامي الإلهي والسنة المحمدية الهاشمية الحقيقية وما زالت سورية بقيادتها الحكيمة وشعبها وجيشها ومقاوميها ودول المقاومة الداعمة لهم تقاوم وتحارب عصابات الدواعش والنصرة وغيرها من المسميات المجرمة وفكرها الوهابي الصهيوني القاتل للأمة والإنسانية، وأن لا ننسى لبنان المقاوم والذي يمر بأزمات مفتعلة ومتلاحقة وبنفس الوقت يقاوم ويحارب المحتل الصهيوني ويكبت أنفاسه حتى لا يستطيع التوسع أكثر في دولنا وإحتلال أراضي أخرى من وطننا الشامي الكبير وهم جميعا أهلنا وأبناء وطننا الشامي الكبير والذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام، فقال له الصحابة ولمى يا رسول الله أي لماذا قلت ذلك، فقال لأن الله بسط أجنحة ملائكته لحماية بلاد الشام لذلك نردد دائما مقولتنا الشعبية بأن الشام الله حاميها، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام ( صفوة خلق الله في بلاد الشام)…
ولكن ولظروف الكورونا وخوفا من تفشي المرض بعد أن إستقرت عدد الحالات المصابة تم إختصار الإحتفالات بهذه المناسبة على فعاليات محدودة بسبب تلك الظروف الطارئة ولحماية المواطنيبن من إنتشار ذلك الفيروس الخطير…
والمملكة الهاشمية منذ تأسيسها لغاية اليوم إنموذجا عالميا يحتذى به في كل الدول كما كان دائما في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله تعالى لحكمة قياداتنا الهاشمية المباركة وإلتفاف الجيش والشعب من حولها…
نهنئ قيادتنا الهاشمية الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين والملكة رانيا العبدالله والعائلة الهاشمية الكريمة حفظهم الله جميعا ورعاهم وشعب المملكة من كل الأصول والمنابت والحكومة والجيش الهاشمي المصطفوي وبلاد الشام وكل الأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة المباركة وبقرب حلول شهر رمضان المبارك، فكل عام وأنتم جميعا بخير وصحة وعافية أعاد الله هذه المناسبات العطرة والأعياد الوطنية على المملكة ودول الأمة كاملة وهي على قلب رجل واحد لتنهض الأمة من جديد وتعيد وحدتها وكرامتها وقوتها وتحرر فلسطين وأراضيها المحتلة الأخرى الجولان ومزارع شبعا مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يحقق لنا ذلك ويرفع عنا البلاء والوباء وكل هذا العناء…اللهم آمين يا رب العالمين…قال تعالى ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين) صدق الله العظيم…
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي..