ملحمة الأمة الفلسطينية ومقاومتها تنتصر وتثبت مشروعية المقاومة والتحرير

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…

 

إن أي وحدة شعبية في العالم أجمع لا تتم إلا بمشاركة كل الطوائف الدينية والقوى الشعبية والأطياف السياسية المختلفة لأي دولة على وجه هذه الأرض، وذلك ضمن إطار محدد يتفق عليه بين تلك الطوائف والقوى والأطياف، يتم من خلاله الخروج بمنظومة معينة على شكل حركة أو منظمة أو دستور ودولة ترضي كل الأطراف وتحقق فيما بعد الأهداف المرجوة من قيام تلك المنظومة المتفق عليها بين أبناء الشعب الواحد دون تدخلات من أي طرف كان وبالذات من أعداء الأمة الصهيوغربيين وأعوانهم المطبعين من المستعربين والمتأسلمين الذين ينفذون ما يطلب منهم بدقة في فلسطين وفي دولنا ليبقى الخلاف ويستمر لتحقيق أهدافهم وأحلامهم الهستيرية للسيطرة على فلسطين والمنطقة والعالم…

وحديثنا هذا يصب في ما بعد ملحمة الأمة الفلسطينية وإنتصار المقاومة وترسيخها مشروعية المقاومة والتحرير وأن ما أحتل من أراضينا ومقدساتنا العربية بالغدر والتسهيل والآلاغيب الدولية الصهيوغربية والدعم المفرط بكل أنواع السلاح حتى المحرمة دولية لعصابات الإحتلال لا ينتزع ولا يعود إلا بالقوة المشتركة العسكرية والسياسية والإعلامية والشعبية…وغيرها، ويتم ذلك بالدعم الكامل والشامل للمقاومة من كل الأمة العربية والإسلامية وعلى كافة المستويات وبكل أنواع الدعم اللوجستي ليتم التحرير قريبا بإذن الله تعالى…

وقوة التجهيز العسكري والسلاح والصواريخ التي أطلقت من غزة العزة على مستوطنات وتواجد المحتل الصهيوغربي وشرطة عصاباته وقطعان مستوطنيه في المدن المحتلة، هو دليل على تلك القوة وهي التي لقنت العدو الصهيوغربي دروسا في القتال لإنتزاع الحقوق وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والمقاومة لديها المزيد من المفاجأة، والحمد والشكر لله الذي سلم لواء الأمة العربية والإسلامية إلى من دعم مقاومة غزة وجنوب لبنان والعراق واليمن….وغيرها ليدافعوا عن الأرض والإنسان والمقدسات وكرامة الأمة كاملة ويتم تحريرهما فيما بعد وقريبا من الصهيوغربيين ووكلائهم وعملائهم، وهي دول محور المقاومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية وقادتها وجيوشها وشعوبها والتي دعمت المقاومة لتحرير الأرض والإنسان بتلك القوة سواء كان سلاح بري أو بحري أو جوي، وأيضا من تلك الدول والتي قاومت سياسيا وشعبيا وإعلاميا في المحافل الإقليمية والدولية لوقف مجازر نتنياهو بحق أهل غزة من قتل للمدنين وتدمير لبيوتهم ومساجدهم وأبراجهم الإعلامية في غزة وهي الأردن ومصر وقطر والكويت والجزائر وتونس وأيضا إيران وسورية…وغيرها من الدول العربية والإسلامية، لذلك إنتصرت مقاومة فلسطين في 48 وغزة وفي 67 بكل ما تعنيه الكلمة من إنتصار…

تلك المعركة وذلك الإنتصار الذي رسخ أيضا الوحدة الوطنية الفلسطينية بكل فصائلها ومكوناتها ووحد الأمة وجعل بعض أصوات النشاز والمطبعين من الفلسطينين والعرب والمسلمين في ذهول مما جرى وصمت وخزي وعار أمام أنفسهم وأمام شعوبهم وشعوب الأمة لثورة أبناء فلسطين على المحتلين الصهاينة ولما حققته المقاومة والمقاوميين حفظهم الله ورعاهم وسدد على طريق الخير والمقاومة والتحرير القريب خطاهم، اللهم آمين…

وتلك الوحدة التي حققها إنتصار غزة تبقى وتستمر بقيام جهة وطنية فلسطينية قادرة على تجنيد وإستخدام جميع قوى الشعب الفلسطيني المقاوم ودعمها بكل الوسائل لدحر الإحتلال الصهيوني، وهذه الجهة يجب أن تكون إطار تتحد فيه طبقات وفئات شعبية ومن كل الأطياف السياسية والطوائف الدينية والقوى الشعبية في الداخل والشتات، رغم صعوبة هذه المهمة وتعقيداتها الكثيرة إلا أن الأوضاع الحالية وما حققته تلك المعركة نستطيع أن نبني عليه وننهي وللأبد الإنقسام الكبير والخطير الذي كان في الماضي، ويتطلب ذلك بذل الجهود القصوى للوصول إلى الوحدة الوطنية الشاملة على الساحة الفلسطينية ضمن إطار موحد متفق عليه قد تكون منظمة التحرير الحالية مع الإرتقاء بصيغتها ومهمتها الرئيسية وهي (المقاومة والتحرير) وذلك بإدخال كل الفصائل الفلسطينية في عضويتها والعمل على تفعيل الأطر التي أنشأت من أجلها هذه المنظمة لنصل إلى الوحدة الأبدية والتي ستنجح إذا تم الوصول إلى ما يلي….

1- تأكيد دور الفصائل الفلسطينية جميعها في الداخل والشتات بحقها بمقاومة العدو الصهيوني والعمل على إستمرار هذه المقاومة وبكافة السبل ودعمها بكل الوسائل لتبقى صامدة في وجه أي عدوان جديد مهما كان صغيرا أو كبيرا على المسجد الأقصى ومدينة القدس والمقدسيين وغيرها من المدن المحتلة في 48 أو على مدن 67 أو على غزة لتحقق الإنتصارات في كل الميادين العسكرية والسياسية والإعلامية وحتى الإجتماعية…

2- العمل وبكل السبل على حل أي خلاف كان قائما في الماضي بين فتح وحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية وترسيخ الوحدة وإعادة تحديد وتفعيل الهدف الإستراتيجي للشعب الفلسطيني وهو (المقاومة والتحرير) والقضاء على هذا الكيان الصهيوني وتحقيق الإنتصارات وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف…

3- العمل على جمع الشمل العربي والإسلامي ووحدته وإذا لم يتم ذلك فيجب أن لا تتأثر الوحدة الفلسطينية بالخلافات العربية والإسلامية ويجب التمسك بالثوابت الفلسطينية ومقاطعة الدول العربية والإسلامية التي طبعت وتنادي بالتطبيع مع كيان الإحتلال الصهيوني، وتوثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية المتمسكة بالحق الفلسطيني وبالتحرير والمقاومة والدول التي تدعم الشعب الفلسطيني بالسلاح العسكري والسياسي والإعلامي…وغيره لمحاربة ذلك المحتل…

لأنه لا يمكن أن تتم مواجهة هذا الكيان العنصري الغاصب والسارق لوطننا وأراضينا ومدننا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية إلا بالقوة العسكرية والسياسية والإعلامية والدينية وبتنوع أنواع السلاح مما يؤدي إلى دعم القوى السياسية في الداخل والخارج في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية فيما بعد وهذا الخيار يجب أن يكون خيار إستراتيجي متفق عليه ليعيد الكرامة الفلسطينية والعربية والإسلامية والحقوق وبالذات بعد فشل الخيارات والإتفاقيات الإستسلامية…

4- على كل الفصائل الفلسطينية التحالف مع القوى التحررية في العالم والتي تدعم خيار الشعب الفلسطيني في مقاومته حتى التحرير وذلك لأن الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية لهما أعداء على مستوى شعوب العالم أجمع، وهذا التحالف مهم جدا للمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني في التصدي لكل المؤامرات والصفقات الأمريكية الصهيونية ولأعوانهم من بعض حكام العرب والمسلمين المتصهينين…

5- تجديد وإظهار الدور التاريخي للمقاومة في مواجهة أي محتل وفي كل مكان وعلى أي أرض، وهنا يأتي دور الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي الصادق والداعم للتحرير والمقاومة…

6- العمل على عدم وقوع الفصائل الفلسطينية في الإنحرافات الإنتهازية والمصالح الآنية للدول وأجهزة مخابراتها وبعض الأحزاب والطوائف والمذاهب وغيرها المطبعة مع هذا الكيان الصهيوني المحتل، كحركة فتح التي وقعت بعملية السلام المشؤومة وما زالت مرتبطة بها للأسف الشديد، وكحماس التي وقعت بشباك أجهزة الإستخبارات لبعض قادة الدول العربية والإسلامية والغربية وبعض الأحزاب الإسلامية التي أخطأت التقدير وإجتهدت خطأ قبل عشرة سنوات للإشتراك بالمؤامرة على دول الأمة العربية وعلى سورية بالذات بإسم الجهاد والحرية وغيرها من العناوين الصهيوغربية الكاذبة والمدبلجة والمدروسة لتدمير دولنا بأنفسنا والقضاء على محور المقاومة أو إلهائه بحروب داخلية طائفية وقومية حتى لا يفكر بالمقاومة وتحرير فلسطين…

7- العمل على فضح وكشف كل من يحاول ضرب المقاومة الفلسطينية كخيار إستراتيجي للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج او يتآمر عليها وخصوصا على ساحة تواجدها فوق جزء من أرضها الفلسطينية في غزة العزة وكشف التآمر من قبل المطبعين من حكام العرب والمسلمين والموالين للصهيونية العالمية بشكل كامل…

8-أن يتم تشكيل لجنة من نقابة المحامين والقضاة الفلسطينين وكل الدول المحيطة بفلسطين والتي تعرضت لمجازر وحروب تلك العصابات الصهيوغربية وبالتعاون مع الدول العربية والإسلامية الأخرى وكل الأحرار في العالم من محامين وقضاة لرفع قضايا في محكمة الجنايات الدولية على بريطانيا ووعد بلفورها وكل زعماء أمريكا لإشتراكهم بالسلاح لإرتكاب هذه المجازر والحروب وأيضا محاكمة كل زعماء العصابات المحتلة لفلسطين والأراضي العربية وآخرهم نتنياهو المجرم، وأن يتم متابعة تلك القضايا بشكل يومي مع تقديم كل الأدلة والبراهين التاريخية المحكمة على تلك الوعود والصفقات والسرقات والحروب والمجازر…وغيرها من أعمالهم الشيطانية التي يندى لها جبين الإنسانية…

ومن يقرأ التاريخ جيدا يجد بأن بعض حكام العرب والمسلمين المطبعين مع الصهاينة والصهيونية العالمية حاليا أنهم حاولوا وعبر سنوات مضت بإيقاع الفتن وزيادة الشرخ بين الفلسطينين وبين الأمة العربية والإسلامية وقادتها وشعوبها لأنه تم تنصيبهم قديما لخدمة صهيوغربيتهم من داخل الأمة لإبعاد الأنظار عن الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته الفلسطينية نهائيا وهم من كان يشكك في أي إنتصار في الماضي للدول العربية المحيطة بفلسطين على المحتل الصهيوغربي وبأي إنتصار لحركات المقاومة في لبنان وغزة عبر قنواتهم السياسية والإعلامية والمالية التي كانت أيضا تروج وتنشر عبر سنوات الإحتلال الصهيوني بأن الشعب الفلسطيني قد نسي وطنه وقضيته وأن العرب والمسلمين لا يملكون القوة لمحاربة دولة الإحتلال المدعومة من أسيادهم الغربيين، وهؤلاء المطبعين هم العدو فأحذروهم قاتلهم الله وهم منذ عدة سنوات يشنون حروبا على الأمة ودولها وشعوبها بالوكالة عن أسيادهم الصهيوغربيين ليقضوا على الأمة وقوتها التاريخية الدينية والعسكرية والعلمية والتكنولوجية والسياسية والإقتصادية وحتى الثقافية والإجتماعية وعلى المقاومين من ابناء فلسطين وأبناء هذه الأمة العظيمة ليسلموا فلسطين كاملة إلى أسيادهم ومن ثم المنطقة والعالم تنفيذا لأحلامهم الهستيرية بحكم الأرض وما عليها…

لكنهم فشلوا بعون الله تعالى وبثبات محورنا المقاوم والمقاوميين في فلسطين والأمة والعالم، ومسيرة الشعب الفلسطيني ومقاومته وتاريخها الطويل وما تعرضت له من مؤامرات وخدع وأفخاخ الدهاليز السياسية حاول البعض أن يوقعها بها مرات عدة، إلا أنها أثبتت أن الوقوف ضدها وضد مصلحة شعبها الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية ووحدتهم وقضيتهم المركزية هو خط أحمر لا نتسامح به مع أحد، فالمقاومة والتحرير هي حق شرعي للشعب الفلسطيني ولشعوب الأمة العربية والإسلامية وحتى العالمية وهي خيار إستراتيجي لدحر الإحتلال الصهيوني وعصاباته من أرض فلسطين المباركة والأراضي العربية الأخرى بعون الله تعالى وحفظه لكل المقاومين ومحور المقاومة والدول الداعمة لهم سواء على مستوى عسكري أو سياسي أو إعلامي، يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله تعالى…

الكاتب والباحث…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…

قد يعجبك ايضا