الشعبوية طريق للمناصب !!!

المهندس هاشم نايل المجالي …..

 

ان في كلام وخطابات وتغريدات كثير من المسؤولين تحمل في طياتها الحجب والمواراة عن كثير من الحقائق ، فما نستبعده او ننفيه قد يحضر بشكل او بآخر من مصادر أخرى اصبحت في متناول اليد وتقصد وتستهدف الرد على تلك الخطابات .
فلقد اصبحت المفاهيم واعادة صياغتها وتشكيلها للتعبير عن اي ازمة او حدث ، هي المحرك الاساسي لتغيير الفكر داخل المجتمع وتحرك الشعبوية بمفهومه المتشعب والذي ينسجم مع مفهوم الشعب ومطالبه وموقفه .
لهذا ينجذب غالبية ابناء المجتمع وطبقاته البسطاء منها وغيرهم الى تلك النخبة من سياسيين واقتصاديين ، تعبر عما في داخلهم من احتقان او عدم رضى عن كثير من المعطيات والقرارات والامور الاخرى التي اضرت بمصالحهم وحياتهم المعيشية .
اي اننا امام مكاشفة ونقد مفاهيمي للعديد من المصطلحات والتغريدات ، فليست دائماً الكلمات بريئة او محايدة ، ولأن الخطاب بمثابة حجاب يخفي اكثر مما يظهر ، ولأن الحقيقة دوماً متعالية لتوضح الامور بشكل جلي ، فدوماً الاستتارة حول اي شيء مفهوم يتم تداوله بشكل واسع على اعتبار انه فسحة لممارسة حيوية الفكر تمهيداً للنقد والمساءلة .
فهناك من المسؤولين والنواب وغيرهم يعتبرون الشعبوية اصطفاف مع الشعب ضد القهر والظلم ، لذلك يصدح صوتهم عالياً في الخطب والحوارات وتترنم كلماتهم نثراً وشعراً ، وهناك ما يرى ان الشعبوية اصبحت توظيف خبيث يرمي من ورائه الشخص مكاسب سياسية وشخصية يتنفع منها مالياً او معنوياً ويحقق مناصب عليا يتنفع منها ، فهي تسلق على درجات السلم الذي يستند فيه على جدار من يريد ان يسكته ويروضه ويرضيه والامر متكرر باستمرار والشواهد كثيرة .
اي ان هناك من يتحدث باسم الشعب لغايات التوظيف الشخصي ، فتجدهم ينحازون لاي صرخة وصيحة وازمة ، فالدولة هي قابيل والشعب هو هابيل او ثنائية الجلاد والضحية .
فلنكن واقعيين في طرحنا لمشاكلنا وازماتنا باسلوب علمي وواقعي ومنطقي ، موثق بما يدعم طرحنا ويعزز موقفنا دون التلاعب بالالفاظ والخطابات الرنانة التي يتداولها القريب والبعيد دون الاستناد على وقائع حقيقية بل التلاعب بالحقائق ، نحن مع الاصلاح والتغيير الايجابي ، ومع محاربة الفساد بشتى اشكاله وانواعه بالمنطق والعقلانية .
فهناك من رجالات الوطن في شتى المواقع والمناصب السياسية والعسكرية وغيرها كان ولائهم وانتمائهم مائة بالمئة وتم الاستغناء عنهم رغم مصداقية انتاجهم وعملهم بكل وفاء واقتدار ، لنجد المناويء والمعارض على مدار سنين طويلة يحصل على ارقى المناصب بكل احترام ، لنجد حالة نمو المعارضة المبنية على ردة الفعل النفسية والرفض للواقع لانه يعارض المصلحة الوطنية ، فعلى اي نهج سنعلم ابنائنا لصناعة المستقبل .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا