في الذكرى 21 لتحرير جنوب لبنان…الصبر الإستراتيجي للمقاومة ومحورها ينتصر في النهاية
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….
بالرغم من الظروف المفتعلة التي يمر بها لبنان الحبيب والتي يعلمها الجميع وهي من ضمن الضغوطات الدولية وعمالة بعض العملاء والتبع للصهيوغربيين داخل لبنان، ورغم خطر تفشي فيروس الكورونا إلا أن شرفاء الشعب اللبناني وهم كثر وجنوب لبنان بالذات، أبى كل حر وشريف ومقاوم منهم إلا أن يحيي الذكرى 21 لتحرير الجنوب الأبي المقاوم من قوات كيان الإحتلال الصهيوغربي، كيف لا وذلك التحرير مثل لهم العزة والشموخ والصمود والثبات والمقاومة أمام كل ما تعرض له لبنان وشعبه من حروب وظلم وإجتياحات وتهجير وأمام مرأى من العالم المنافق وبعد أن كانت المقاومة المشتركة اللبنانية والفلسطينية لقوات الإحتلال بالمرصاد في أي تحرك حتى لا يتم إحتلال لبنان بالكامل، ثبت الله الجنوب بشعبه ومقاومته فإزدادت قوة وإصرارا وتعبئة وإعدادا وعدة وسلاح أرهب عدو الله وعدونا وجعلته يخرج مهزوما مذلولا هاربا وجنوده من الخوف كانوا هاربين وبسرعة ومنهم غانتس المعتوه وزير الدفاع في حكومة نتنياهو اليوم والذي كان هاربا وكان آخر جندي يدخل حدود فلسطين المحتلة مسرعا خائفا مضطربا ينظر ورائه خوفا من ملاحقة رجال المقاومة له ولجنود عصابات إحتلاله والكل شاهده على شاشات القنوات الإعلامية حتى أغلق بوابة فاطمة ولحق بعصاباته الصهيونية…
وبعدها كثرة الضغوطات والمؤامرات الصهيوغربية والمستعربة والمتأسلمة للقضاء على شرفاء لبنان ومقاومة حزب الله بالذات لكنهم فشلوا جميعا بعون الله لمحورنا المقاوم وإزدادت قوة مقاومة حزب الله اللبناني وكلما كانت تزداد تلك الآلاعيب والضغوطات على شرفاء وأحرار لبنان ومقاومة حزب الله كلما خرجوا أقوياء شامخين منتصرين على كل تلك المؤامرات المسيسة نتيجة إيمانهم بالله وبحق المقاوميين في المقاومة لتحرير أراضيهم من تلك العصابات الصهيوغربية التوسعية وصبرهم الإستراتيجي أدى إلى ذلك النصر والتحرير وخروج المحتلين وعملائهم اللحديين اللبنانيين معهم بالخزي والعار والهزيمة إلى غير رجعة بإذن الله تعالى….
تلك المقاومة الحرة أعادة كرامة الشعب اللبناني وعزته وسيادته وإستقلاله الكامل وخلصته من الإحتلال والتبعية للغرب الصهيوني إلى الأبد، بالرغم من وجود أقلية من الأحزاب اللبنانية التابعة منذ زمن بعيد للصهيوغربيين لغاية يومنا الحالي إلا أن شرفاء وأحرار ومقاومي لبنان هم كثر وقوتهم في صعود، وعملاء الصهيوغربيين والدول الداعمة لهم في إنهيار كامل وشامل حتى أنهم وقعوا بالهاوية مرات عدة وهزموا أمام العالم أجمع لكن العزة تأخذهم بالإثم ويظهروا أنفسهم أمام شعوب العالم بأنهم المنتصرون ويبقوا مستمرين بأخطائهم وكبواتهم والتي لم ولن ينهضوا منها أبدا لحين زوالهم جميعا ولأن المقاومة ومحورها آياديهم دائما على الزناد وأعينهم مبصرة في كل مكان وكل الجيوش والشعوب العربية والإسلامية معهم وهذا ما ثبتته مقاومة غزة العزة في ردها على الإحتلال الصهيوني وشرطته وقطعان مستوطنيه على المقدسيين والشيخ جراح والمسجد الأقصى وباب العمود، فكان الرد مدويا ومفاجئا للجميع لقنت خلاله الصهيوغربيين والمطبعين المتصهينين وكل أدواتهم في فلسطين وفي لبنان وفي كل دول الأمة والذين يطأطؤن رؤوسهم خزيا وعارا وذلا وهذه هي نهاية كل العملاء وعلى كافة المستويات العليا والصغرى، فإنتصرت غزة ومقاومتها ومحورها في كل مكان وفشل عدوان عصابات نتنياهو على غزة فشلا ذريعا بكل ما تعنيه الكلمة من فشل….
تلك المقاومة اللبنانية ومحورها المقاوم العربي والإسلامي والعالمي ثبتوا معادلة قاوم ولا تساوم حرر دون تنازل تنتصر لأنك مقاوم، لأن ما أخذ منك وأحتل بلعبة الدول الغربية سينتزع بالصبر الإستراتيجي وبإعداد القوة العسكرية وبكل أنواع الأسلحة الشاملة، وذلك الكيان المحتل وعصاباته تم تأسيسه في منطقتنا كشرطي لأمريكا والغرب في المنطقة للحفاظ على مصالحهم وعصابات الكيان الصهيوني وحسب معتقداتهم يريدون أرضا لينفذوا أوهامهم التلمودية المزورة في فلسطين والمنطقة والعالم فإلتقت المصالح وكانت إمبراطوريتة الصهيوغربية قائمة على إرتكاب كل الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المحيطة بفلسطين في لبنان والأردن وسورية ومصر فأحتل وقتل وهجر وسرق ونهب خيراتهم وهودها ظنا منه أنه سيبقى إلى يوم الدين ويحكم الأرض وما عليها…
وبعض حكام الخليج من المطبعين مع الكيان الصهيوني بالخفاء قديما والآن علنا والذين لا قبلة لهم إلا الصهيوغربيين لتبقى عروشهم دائمة إلى يوم الدين، هم يقفون مع من يعتقدون ويظنون بأنه الأقوى والشرطي الأمريكي والغربي في المنطقة ويعملون على إرضائه لأنهم يظنون بأن بقاء عرش السيد الشرطي الأمريكي في المنطقة يطيل بقاء عروشهم وهذه هي سياساتهم الفاشلة وعبر التاريخ، وإنتصارات محور المقاومة المتلاحقة وبكل الميادين تصفعهم على وجوههم وتجعلهم يشعرون بالخزي والعار لما إرتكبوه والذل والضعف الذي أصابهم عندما لجأؤوا لما سمى بدولة إسرائيل وهي دولة أوهن من بيت العنكبوت….
فمحور المقاومة والمقاوميين في جنوب لبنان وغزة وسورية واليمن…وغيرها كسروا كل القيود الصهيوغربية وأعادوا للشعب اللبناني ولشعوب تلك الدول وللأمة قوتها وعزتها ومبادئها وقيمها واخلاقها وحريتها وسيادتها الحقيقية على برها وجوها وبحرها وأصبح الشعب اللبناني وشعوب الأمة يعيشون بكرامة وشموخ وعز وفخار بالمقاومة الحقيقية التي لم ولن تقبل أو ترضى بطقوس البذخ والقصور والعروش الذهبية التي كان يعيشها وما زالوا بعض حكام الخليج المطبعيين وسياسيهم وحاشيتهم ومنافقيهم وتبعهم والتي هي حق لشعوب الأمة كاملة وليس لهم ولشعوبهم…
تلك الشعوب وبالذات المحيطة بفلسطين والتي تحملت الحروب والفتن وتبعات المشاريع والمؤامرات الصهيوغربية ومجازرهم وتهجيرهم وقتلهم وسلب خيراتهم والذين يعيش ثلثيهم بالفقر المطقع ورغم ذلك لديهم عزة وكرامة وشموخ أكثر من حكام تلك الدول الذين نهبوا أموال الأمة ومنحوها للغرب الصهيوني وعصابات كيانهم دون حسيب أو رقيب أو أية مسائلة إلهية شرعية وقانونية تخلص الأمة منهم وتعيد خيرات الأمة للأمة ودولها وفقرائها وإعمارها وتطورها ونمائها وقوتها، لأن الله حبى تلك الخيرات لتلك المنطقة لتوزع على شعوب ودول الأمة كلها لتزداد قوة لا ليستخدمها حكام الجهل والتخلف ويعطوها للغرب الصهيوني لنزداد ضعفا وفقرا وجهلا وتفتتا وتهجيرا وإحتلالا كاملا بمعناه السياسي والعسكري والإقتصادي والمالي وحتى الديني والثقافي والإجتماعي…
لذلك كان حجم المؤامرات كبير جدا على تلك المقاومة ومحورها وبالذات بعد أن هزمت كيان الصهيوغربيين مرات عدة ودعمت المقاومة في غزة لتحرير فلسطين كاملة من النهر للبحر ومن البحر للنهر، وتعيد حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الأمة، وأيضا لأن تلك المقاومة ومحورها أعادوا القضية الفلسطينية للساحة الفلسطينية والعربية والإقليمية والعالمية وتحريرها لجنوب لبنان أثبت مطامع ذلك العدو بالتوسع فلجمته إلى غير رجعة…
فالمقاومة فكر راسخ في أمتنا وعقيدتنا الإسلامية وفي عقولنا وقلوبنا وأرواحنا دون خوف من أحد أو تردد أو نفاق أو حب للظهور أو لمصلحة ما والحصول على الأموال والمغريات الدنوية الفانية، ورفضا قاطعا لا رجعة عنه لأوامر وضغوط ومشاريع رؤساء أمريكا وأوروبا المتصهينين الجبناء كما فعل بعض المستعربين والمتأسلمين في الماضي والحاضر…
ويحق للشعب اللبناني ومقاوميه أن يحتفلوا بذكرى التحربر في كل عام لأنه تحرير حقيقي لأراضي لبنانية نابع من وجدان وضمير وأرواح ودماء المقاوميين الزكية الطاهرة، والذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم لحماية لبنان وشعبه والأمة من ذلك الكيان الصهيوني التوسعي المجرم، وضد الظلم الصهيوغربي العالمي لمنطقتنا وقضايانا وحقوقنا المغتصبة…
وبذلك إنتصرت مقاومة حزب الله وحررت الجنوب وصمدت رغم كل المؤامرات والضغوطات والحصار والإغتيالات والتهم والتحريض والفتن الطائفية والحروب التي شنت عليها وعلى محورها وستبقى هذه المقاومة مستمرة صامدة بهمة أبنائها الشرفاء وعون الله لهم وللسيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه، وسيبقى محورها المقاوم داعما لها صامدا وثابت على مقاومته إلى أن يتحقق النصر النهائي للأمة العربية والإسلامية بطرد القوات الصهيوغربية والأمريكية بالذات من المنطقة ومن ثم تحرير الأرض والإنسان من الظلم والظلام والطغيان والإستكبار وتحرير مزارع شبعا اللبنانية والجولان وفلسطين كاملة من البحر إلى النهر قريبا بإذن الله وبعونه لمحور المقاومة ولكل من تكون بوصلته العمل ليلا ونهارا للتحرير ولو على مراحل من الكيان اليهودي الصهيوني الغربي المجرم والقاتل للأمة وللإنسانية جمعاء، يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله تعالى…
الكاتب والباحث…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….