الكورونا والفكرية العلمانية الوحشية !!!
المهندس هاشم نايل المجالي …….
العلمانية بنظرتها الشمولية تركز على البعد المادي للكون ، وان المعرفة المادية تعتبر المصدر الوحيد للاخلاق وان الانسان يغلب عليه الطابع المادي الروحي ، في رسالة واضحة لتحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والمباديء عن مجالات الحياة .
اي ان الفكر العلماني ينظر الى الواقع نظرة ذات بعد واحد الا وهو المادة فقط ، ويعتبر الانسان ماكينة في مجتمع الانتاجية وقيمته تستمد من تلك النظرة ، فعدا انتاجيته المادية وما يملك من المال فلا قيمة له بعد ذلك .
فهناك كثير من المصانع والشركات المنتجة لسلع متنوعة غذائية وغيرها ، هدفها الاول والاخير هو الربح المادي وزيادة شريحة مستهلكي تلك المنتجات للوصول الى اعلى نسب بيع لسلعها .
حتى ان جودة المنتج وما يحتويه من مواد حافظة او مسرطنة او ملوثة وتأثيره على المستهلك ، لا يهمها طالما انه لا يؤثر على ارباحها ، وحتى وإن تسبب ذلك المنتج امراض واضرار صحية على المستهلكين فالاهم عندها ان تستمر عجلة الربح المادي .
ومن هذا المنطلق فان الفكر العلماني يعتبر كبار السن عبء كبير على البشرية وانهم غير منتجين ، وبالتالي فان نظرتهم المادية والنفعية هو الموت لهؤلاء ، وافضل لهم من خلال ممارسة الوحشية الفكرية للعلمانية بايجاد وسائل متنوعة للتخلص منهم ومن بينها فايروس كورونا لانه لا معنى للقيم الانسانية الحقيقية لديهم وغيرها من الامراض المعدية .
رغم وجود الكثير من المبررات المضللة للحقيقة خاصة ان هناك قصور في الرؤية لدى الكثيرين ، فنظرتهم للانسان وفق منظور البعد الواحد وهو العامل الذي ينتج والمستهلك الذي تتربح منه الشركات والمصانع ، فهي نظرة نفعية وتقليل وتحفيز من حقيقة الانسان .
ونحن في دولة تؤمن بالخالق العادل الرحيم وبأوامره وبالقيم الاخلاقية والانسانية ، وهذا يسرطن الفكر العلماني النفعي والمادي ويعيد هيكلة المفاهيم المغلوطة ويعيد صياغة القيم الجديدة المطروحة من خلال الاتفاقيات مستغلاً الجهل بالشيء والاستثارة الشهوانية على انها تحضُّر وحداثة .
ونحن نشاهد مظاهر جديدة مسموح بها في العديد من الدول العربية بعد ان اصيبوا بذلك الفكر العلماني ، وها هي تستغل المطاعيم ضد الكورونا كسياسة اقتصادية مادية للهيمنة والسيطرة على دول العالم الفقيرة .
فهذا هو الانزلاق الخطير لتلك الدول داخل تلك الافكار دون اي معيار فكري وعقلي منطقي يراعي خطورة ذلك وابعاده على المجتمع وافراده ، والعمل على عدم تفشي هذا الفكر ووقف السلوكيات المرتبطة به بتوعية شعبية ومبادرات مجتمعية .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]