لمصلحة من إرتكبت هذه الجريمة البشعة بحق نزار بنات وفي هذا الوقت…؟!!!

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي……

 

تابعنا بقلق كبير ما إرتكبته الأجهزة الأمنية والمخابراتية للسلطة الفلسطينية من جريمة يندى لها جبين الإنسانية بحق المناضل والمقاوم إبن جبل الخليل نزار بنات، الأمر الذي أدى إلى التصعيد من جديد بين الفصائل الفلسطينية لأنها جريمة إرتكبت بحق كل الشعب الفلسطيني وبحق الأمة والإنسانية كاملة…

وقد يؤدي إرتكاب تلك الجريمة البشعة إلى تعقيد جهود المصالحة الفلسطينية لا سمح الله ولا قدر، والتي وصلت إلى مراحلها الأخيرة حسب ما تم الإتفاق عليه بين الفصائل جميعها في القاهرة وبجهود وإشراف مصري…

وهذه الجريمة وحسب تصريحات بعض الفصائل الفلسطينية كانت بإشراف جهاز الموساد وبتنسيق مع جهاز المخابرات الفلسطيني والأجهزة الأمنية لتوتير الأجواء الفلسطينية من جديد والعودة مرة أخرى للأشتباك الإعلامي والسياسي بين الفصائل، وأية أجهزة هذه الفاسدة والمخترقة والتي تعمل لصالح تنفيذ أوامر وأجندات الإحتلال لتصفية الأحرار والشرفاء والمقاوميين الفلسطينين، الذين هم عماد الأمة ورجائها في الداخل لإرباك العدو وتشتيته وضربه بكل ما يستطيعون من قوة ومن رباط الخيل ليرهبوا به عدو الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء…

إذا لمصلحة من تم إغتيال الشهيد نزار بنات بمثل هذه الجريمة النكراء، وهو من عرفت مواقفة المشرفة والمقاومة للإحتلال الصهيوني وهو الداعم للمقاومة ومحورها والرافض لإتفاقية أوسلو وللسلطة ولتنسيقها مع أجهزة الكيان الصهيوني وآخر تصريحاته حينما كشف فساد السلطة وبالتعاون مع الكيان الصهيوني بقضية اللقاح، ولمصلحة من ترتكب هذه الجريمة السياسية من قبل عصابة سلطة أوسلو وهم يعرفون توابعها على السلم الأهلي والإجتماعي والسياسي والإعلامي والثقافي، قد يكون لتضيع أهداف إنتصار المقاومة الأخير في غزة ومساعدة قادة الكيان المحتل للخروج من مآزقهم وأزماتهم الداخلية والخارجية!! أم لإعادة المناكفات السياسية والإعلامية!! أم لتخويف المقاوميين والأحرار والشرفاء من المسقلين أمثال الشهيد نزار ليكون درسا لمن يعارض السلطة وسلوكها المجرم والمتصهين والواضح اتجاه الشعب الفلسطيني وإتجاه الأمة والإنسانية!!!

نعم قد تكون تلك الجريمة نفذت بمخطط ممنهج من قبل حكومة بينيت المتطرفة والتي تسير على قاعدة فرق تسد وهذا وارد مئة بالمئة، إذا لماذا تقدم السلطة وأجهزتها الفاسدة تلك الهدية الكبيرة السياسية والإعلامية لبينت ولحكومته العنصرية والمتطرفة على طبق من ذهب إذا هذا تأكيد بأنهم تبع لهذا الكيان والسلطة هي عبارة عن جهاز أمني وإستخباراتي على الفلسطينين والأمة من أجهزة الموساد وحكومة الصهيوغربيبن المتطرفة…

وللأسف الشديد حدثت هذه الجريمة البشعة في الوقت الذي تصعد فيه حكومة المتطرف بنيت وجيشه الأحداث في المسجد الأقصى وإختراق قطعان المتطرفين المرتزقة لأبوابه وساحاته كل يوم، وما يجري في حي الشيخ جراح وغيره من أحياء مدينة القدس وباقي المدن المحتلة في مناطق 48، وما يواجهه أبناء شعبنا في المدن المحتلة من هجمات وإعتداءات بكل الأسلحة من قبل المتطرفين الصهاينة وبحماية من شرطة الإحتلال وكل ذلك يجري وبشكل لحظي ويومي وأمام العالم أجمع، وأيضا ما يواجهه الإعلام والإعلاميين الذين ينقلون الصورة والصوت للعالم من إعتقالات وإهانات وسحل وقتل من قبل قوات الإحتلال حتى لا تكشف جرائمهم أمام شعوب الأمة والعالم…

وحدثت في الوقت الذي ينتظر فيه أبناء الداخل الفلسطيني والخارج بل وأبناء الأمة والإنسانية وأحراراها وشرفائها وحدة الصف الغلسطيني ووقوفهم خلف المقاومة ومحورها لخلاصهم مما يواجهونه من ظلم وإستهتار بحياتهم وأعراضهم وأراضيهم وبيوتهم ومقدساتهم من قبل شرطة الإحتلال وقطعان مستوطنيه، فلماذا ترتكب هذه الجريمة التي قد تتسبب بإحداث شرخ كبير وفتنة عشائرية تهدد السلم الأهلي الفلسطيني…؟!!

فهذه الجريمة وما قبلها من إعتقالات للمقاوميبن الفلسطينين وتسليمهم لقوات الإحتلال هزت صورة تلك السلطة وكشفت حقيقتها منذ زمن بل أعلنت موتها نهائيا أمام الشعب الفلسطيني لأنها أسست لتكون اليد الطولى والشرطي الضارب لكل من يطالب بتحرير فلسطين ومواجهة المحتل، وأيضا وجود رئيسها لم يعد مقبولا من كل الفصائل الفلسطينية حتى من الفتحاويين أنفسهم ومن كل أبناء الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، لذلك على الفصائل الفلسطينية وبالتعاون مع المجلس الوطني الفلسطيني وعلى شرفاء فتح بالذات أن يختاروا وبالتزكية رئيسا جديدا يستطيع إدارة هذه الأزمة ويعمل على مواجهة الأزمات والأحداث والجرائم التي ترتكبها قوات الإحتلال الصهيوني في كل فلسطين فهذه المرحلة بحاجة إلى رجالا رجال يعرفون عدوهم جيدا ويستطيعون التعامل معه وفي كل الظروف والأزمات المفتعلة والمفروضة من الماضي والحالية والمستقبلية…

لذلك أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتم إنهاء هذه الأزمة وبالتعاون بين الفصائل الفلسطينية والعشائر الفلسطينية من أهلنا في كل جبل الخليل مع التأكيد والمطالبة الشعبية بتقديم مرتكبي الجريمة إلى العدالة وأن يتم التحقيق معهم من قبل لجنة خبراء مستقلة ونزيهة، مع المطالبة أيضا بإسقاط حكومة إشتية وكل مدراء المخابرات والأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين أعطوا الأمر بإعتقال الشهيد المغدور نزار بنات وعلى رئيس سلطة اوسلو محمود عباس أن يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني التي طالبت في الماضي البعيد والقريب وبالأمس واليوم وغدا لرحيله لأن السلطة ورئيسها وحكومته وكل أجهزتها تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة…

ولأنه إذا لم يتم حل هذه الأزمة وإدارتها من قبل الفصائل كافة والعشائر الفلسطينية فإن أبناء جبل الخليل وكل أبناء محافظات فلسطين في فلسطين والأردن وكل دول الأمة والعالم لن يصمتوا عن مرتكبي هذه الجريمة وعمن أعطى الأمر بتصفية نزار بنات ، والكل يعلم العدو الصهيوني المحتل والصديق والغريب والقريب من هم أبناء جبل الخليل ومن هم أبناء الشعب الفلسطيني…

ولأنه ومنذ تولي عباس رئاسة وزراء السلطة في الماضي وهو في إختلاف مباشر وفي كل الأيدولوجيات مع الشهيد ياسر عرفات، وحينما تولى رئاسة السلطة بعد إغتيال ياسر عرفات أصبح في إختلاف دائم ومستمر مع كل الفصائل الفلسطينية والمقاوميين وحتى مع الغتحاويين أنفسهم والذين لم يعترف بعضهم يوما بزعيم فلسطيني آخر لفلسطين بعد وفاة الشهيد ياسر عرفات….

ويتطلب ذلك إلى إتفاق بين الفصائل كافة وكبار العشائر على إنهاء هذه الأزمة المفتعلة والمخطط لها بأسرع وقت ممكن، وإجراء إنتخابات مبكرة وأيضا وضع إتفاق بينهما على دعم المقاومة الشعبية وبكل أشكالها حتى العسكرية الصاروخية دعما كاملا لتقوية المسار السياسي الدولي والسياسيبن الفلسطينين والعرب الذين ساهموا بوقف إطلاق النار وبشروط فلسطينية، وللأسف الشديد لم ينفذ منها الكيان الصهيوني أي شرط وما زالت جرائمه وأفعاله الشيطانية وآياديه النجسة تمتد وترتكب أبشع الحرائم بحق الفلسطينين في 48 و67 وقد تمتد للخارج، لذلك نحن بحاجة وبوقت سريع لقيادة مخضرمة قوية مقاومة لأشد المراحل صعوبة وتعقيدا يمر بها أبناء شعبنا في صراعنا مع ذلك العدو الصهيوغربي الغاشم والمجرم والمحتل لأراضينا ومدننا ومقدساتنا وأعراضنا وأموالنا وهوائنا الذي نتنفسه…

والسلطة لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني إذا بقيت كما هي بتبعيتها الكاملة للمحتل، رغم صبر وتحمل الفصائل الفلسطينة لكل أخطائها في الماضي والحاضر وهي اليوم نفذت مخطط العدو الصهيوني وحققت له كل الأهداف من خلال تنفيذ إرتكاب تلك الجريمة، آما تنفيذ فتح وحماس والجهاد والفصائل الأخرى والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وإجابتهم وردهم على تلك الجريمة ستظهر في الأيام والأسابيع القادمة لأننا أمام خياران لا ثالثة لهما إما أن نكون ونبقى ونعمل على تحرير فلسطين كاملة من البحر للنهر ولو على مراحل وإما أن لا نكون نندثر ونتبعثر ونموت ونستسلم لكرسي السلطة الوهمية ولأسيادها الصهيوغربيين…

الكاتب والباحث والمحلل السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

قد يعجبك ايضا