الابتكار لوحده لا يكفي !!
المهندس هاشم نايل المجالي ….. ..
الكثير من المسؤولين والهيئات والمؤسسات تتناول في خطاباتها موضوع الابتكار ليستهوي بها جميع من يستمع اليها ، وكأن الابتكار كلمة مفردة تتعلق بالتقنية والاختراع التقني لوحدها كافية ولتقف عند هذا الحد منها ، فكم سمعنا عن العديد من الابتكارات في المؤسسات والشركات ونيل الشهادات وبراءات الاختراع لنتغنى بها اعلامياً وغيره ، إلا ان ذلك لا يكفي لان هناك مفهوم شامل للإبتكار وهو الإستثمار في إبتكار التقنية بشكل اساسي ورئيسي ، ليكتمل بناء اللبنات المكملة لحلقة الإبتكار فإبتكار منتج لوحده لا يكفي حتى وان كان فريداً من نوعه ، لكن هل حقق هذا المنتج نجاحات اقتصادية او مردوداً استثمارياً .
كذلك فان للابتكارات ميزة تنافسية فهي ليست براءة اختراع فقط او ورقة علمية منشورة ولا يكون على هذا الابتكار طلب في السوق .
ان الهدف من اي ابتكار هو الحفاظ على التقدم امام المنافسين للبقاء في الصدارة .
فعلى سبيل المثال قامت شركة ابل باطلاق منتجها الايباد ، كمنتج مبتكر فريد من نوعه له خصائص مميزة وفي نفس الوقت كان هذا ابتكار ومنتج عند شركات اخرى ، لكن ميزة شاشة اللمس او الملفات الصوتية المتعددة والاتصال بالانترنت كان من خصائص شركة ابل حصراً .
لذلك كانت متميزة عن غيرها بالابتكار ، فالجودة وثبات الاداء واعطاء ميزات خاصة غير التغليف الجذاب هي سلسلة مترابطة لاعطاء قيمة لهذا الابتكار .
فاين هذه الابتكارات التي تتغنى بها ، وماذا حققت للاقتصاد من مردود استثماري يستحق ان نفاخر به ابتكارات الدول المتقدمة .
فعلى سبيل المثال هناك دوماً مؤتمر الابتكار والذكاء الاصطناعي في التعليم ، حيث ان الذكاء الاصطناعي لم يترك باباً الا وطرقه ضمن ميادين الحياة العملية والعلمية ، ومن اجل اثارة الوعي بقضايا التعليم الحديثة ومناقشة كافة التحديات التي تواجه استخدام هذه التقنيات من اجل تعليم يحمل شعار تنمية القدرات الابداعية فهناك تطبيقات حديثة .
والابتكار المترجم الى عمل متطور باستمرار وكذلك الريادة تعتبران مهارات القرن في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات المتسارعة ولنحقق أعلى معايير الجودة فيجب ان يتم ايضاً تطوير المناهج في ضوء الابتكار والذكاء الصناعي ، كذلك القيادة التربوية الموجهة للابتكار فهناك واقع للابتكار التعليمي وهناك الروبوتات التعليمية ، فعلى المعنيين في القطاع التعليمي استشراق معالم التحديات التي تواجه الابتكار والذكاء الصناعي ميدانياً .
وتطوير البيئة البحثية والتعليمية وتبادل الخبرات البحثية والعلمية مع الدول المتقدمة وتقويم كافة البرامج والنظم التعليمية ، وهذا لا ينطبق فقط على واقع التعليم بل ينطبق على مراكز التدريب المهني والجامعات ، كذلك الامر في مختلف القطاعات الاخرى الصحية والهندسية وغيرها .
فهل من مؤتمر وطني يناقش كافة المحاور اعلاه والتحديات التي تواجه التنفيذ العملي لذلك .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]