موريتانيا: غرق 47 مهاجراً افريقياً كانوا في رحلة لجزر كناري

وهج نيوز : دعت منظمة الهجرة الدولية في بيان مشترك مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، المجتمع الدولي لبذل جهود عاجلة من أجل إيقاف مآسي موت عشرات اللاجئين الأفارقة السريين الهاربين من ظروف حياتهم القاسية إلى أوروبا.

وجاءت هذه الدعوة بعد الإعلان عن موت 47 مهاجراً سرياً في عرض السواحل الأطلسية الموريتانية أمس في إحدى أكبر الكوارث الناجمة عن الهجرة السرية نحو أوروبا.
وغادر الزورق الذي أقل الغرقى في الثالث آب/ أغسطس الجاري، وعلى متنه 54 مهاجراً بينهم ثلاثة أطفال.
وأدى عطل في محرك الزورق حدث في اليوم الثاني لهذه الرحلة، إلى توقف الزورق وبقائه راقصاً فوق الأمواج حيث قضى ركابه 15 يوماً بدون ماء وبدون غذاء.
وعثر خفر السواحل الموريتانيون على الزورق يوم 16 آب/ أغسطس الجاري وعلى متنه سبعة أفراد أحياء، بينما الباقون قد قضوا في عرض المحيط.
ونقل خفر السواحل الناجين السبعة إلى مدينة نواذيبو لتلقي العلاج، ومن بينهم أربعة في حالة خطرة للغاية.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أنها “تسعى لتقديم المساعدة للناجين والنظر فيما إذا كانوا بحاجة لحماية دولية”.
وحدثت هذه المأساة عشرة أيام فقط بعد وقوع كارثة مماثلة قضى فيها أربعون شخصاً أثناء رحلة في نفس الاتجاه.
ولم يؤد موت هذه الأعداد المتلاحقة من المهاجرين السريين لصرف الناس عن هذه الرحلات المميتة، بل إن حركة الزوارق المحملة بالمهاجرين السريين المتجهين إلى جزر كناري، متواصلة دون توقف.
فقد توفي في كانون الثاني/ يناير من السنة الجارية، 350 مهاجراً، فيما تمكن 8000 لاجئ من الوصول إلى إسبانيا عن طريق البحر.
وفي التوازي مع هذا، فقد تمت إغاثة 1200 مهاجر سري في عرض المياه الإقليمية الموريتانية حيث تلقوا مساعدات طبية في إطار برنامج إغاثي تابع للمنظمة الدولية للهجرة.
وبمناسبة هذه الكارثة، دعت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المجتمع الدولي إلى تعبئة المزيد من الموارد المالية لتمكينهما من مواصلة عمليات الإغاثة والمساعدات الطبية والنفسية والاجتماعية المقدمة لضحايا الهجرية السرية في عرض البحار.
وأكدت ماريا استرافوبولو، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في موريتانيا، أمس، “أن أولوية المفوضة هي البحث عن بدائل أكيدة ومفيدة للرحلات البحرية الخطيرة التي يقوم بها اللاجئون والمهاجرون عبر البحر الأبيض المتوسط، طبقا لأهداف المعاهدة العالمية للاجئين”.
وأضافت: “تبذل المفوضية جهوداً مضنية للتعرف على الأشخاص الذين يحتاجون لحماية دولية والذين يخاطرون بحياتهم عبر هذه المغامرات، وهي تقدم المساعدة للبلدان الذين تستقبلهم”.
وأعلن بوبكر سيبو، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في موريتانيا “أن المنظمة تخشى من أن يتعرض الناجون للسجن والاعتقال”.
وقال: “طبقاً لتوصيات المعاهدة العالمية للهجرة، يجب البحث للمهاجرين الناجين عن بدائل جاهزة تعوضهم عما تعرضوا له من أخطار ومن صدمات صحية ونفسية، ونحن نعمل بالتعاون مع السلطات الموريتانية لاتخاذ إجراءات جديدة للحماية ولمكافحة نشاط المهربين والمتاجرين بالبشر”.
ودعت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، المجتمع الدولي إلى دعم الجهود المبذولة للتعرف على الأشخاص المستفيدين من الحماية الدولية ولمساعدتهم بطرق أكيدة وشرعية، حتى يجدوا بدائل نافعة ومجدية، ولدعم قدرات البحث والإغاثة في عرض السواحل الموريتانية التي تعود المهاجرون على عبورها وهم في طريقهم ضمن رحلات الموت المتجهة إلى أوروبا

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا