والدة الشهيد أحمد زهران.. الخنساء التي “أرضعت أبناءها مستيقظة كي لا يشربوا حليب الغفلة”
وهج نيوز : في مقابلة صحافية سابقة قالت والدة الشهيد زهران زهران وهي اليوم أم لشهيد ثان مع ارتقاء ابنها أحمد شهيدا فجر اليوم “أرضعت أولادي الحليب وأنا صاحية حتى ما يشربوا حليب غفلة”.
وتابعت أمينة زهران بعفوية وإصرار: “من يشرب حليب الغفلة (أثناء نوم الأم) سيبقى نائما وغافلا بعد أن يكبر، أما أولادي فهم ليسوا من هذا النوع، ومن يرضع وهو صاح يبقى صامدا وقويا وله مهابة بين الناس”.
الأم التي وصلها الخبر الذي توقعته وبعد تهديدات ضباط المخابرات لها بأن يجلبوا لها ابنها “في كيس” كانت ترد وتقول: “ما كتبه الله سنراه، أنا مؤمنة بالقضاء والقدر، ومهما كانت النتائج سأكون راضية عنها”.
وبعد أشهر من الملاحقة تمكنت قوات الاحتلال فجر الأحد من استهداف خلية عسكرية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس كان أحمد زهران (31 عاما) على رأسها إضافة لعضوين من حركة حماس.
وتابعت الأم التي وصفت في مسيرة جماهيرية في بلدة بدو صباح اليوم بـ”خنساء فلسطين”: “إذا استشهدوا فهذا شرف لي، إنها المحبة من رب العالمين فإذا كتب علي ربي أن يستشهد أحمد فهذا يعني أن الله يحبني لكونه يحب من يجاهد في سبيل الله، وأولادي تربوا على المقاومة”.
وطوال الفترة الماضية اعتقلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 12 فردا من عائلتها وأبنائها وأحفادها من أجل انتزاع معلومات عن مكان أحمد زهران وللضغط عليه من أجل تسليم نفسه.
وخلال السنوات الماضية اعتادت العائلة مسلسل الاقتحامات الليلية لمنزلها بحثا عن ابنها الذي أعلن استشهاده إلى جانب أعضاء خلية مكونة من مقاومين. وعاش زهران حياة مليئة بالمطاردة ومن ثم الاعتقال ومن ثم المطاردة فالاغتيال.
وتعاني عائلة زهران من عدم التئام شملها منذ تسعينات القرن الماضي نتيجة عمليات الاعتقال المتواصلة بحق أبنائها.
وفي حديث مع أمينة زهران، والدة أحمد، قبل يوم من استشهاد نجلها، قالت: “احنا شامخين وصابرين وراضيين بوعد الله، إن متنا بنموت شهداء، وإن عشنا بنعيش سعداء”.
وبعد أن وصلتها أخبار استشهاد ابنها قالت: “إحنا لسنا أفضل من العائلات التي قدمت شهداء، نحن الآن مع القيادات مثل الرنتيسي وأحمد ياسين، نحن نريد الآخرة، والحمد لله، وهذا قدرنا ونصيبنا، الشهادة لا يحظى بها غير المؤمن ومن يحبه الله”.
وتابعت بنبرة ثقة وهي محاطة بمئات الشباب: “أرواحنا فداء فلسطين”.
وشهيد اليوم كان قد أمضى في سجون الاحتلال 6 سنوات هي مجموع الاعتقالات التي تعرض لها؛ وتم الإفراج عنه قبل شهور، حيث كثف الاحتلال قبل ثلاثة أسابيع اقتحاماته لمنزله العائلة من أجل إعادة اعتقاله، لكنه لم يكن موجودًا في المنزل، لتبدأ عملية المطاردة، بعد أن رفض تسليم نفسه للاعتقال.
محمد زهران، شقيق الشهيدين قال إن جيش الاحتلال اعتقل 6 أشخاص من العائلة في المحاولة الأولى لاعتقال أحمد. والمعتقلون هم: حمزة زهران، موسى زهران، محمد زهران، مجد زهران، موسى محمد زهران، زهران زهران، وهشام جهاد. وتابع قائلا: “وفي نهاية الأسبوع الماضي عاد جيش الاحتلال لاقتحام منزل أحمد بحثًا عنه، واعتقل أيضًا ثلاثة أفراد من العائلة، كما اعتقل زوجته أسماء عاصي من منزل عائلتها في بيت لقيا، ثم اعتقل تقي الدين زهران، إبراهيم زهران، وعبد الجبار زهران”.
وبعد قرابة أكثر من أسبوعين من المطاردة، التحق أحمد بشقيقه الشهيد زهران، الذي ارتقى عام 1998 بعد مطاردته لسنواتٍ على خلفية نشاطه في كتائب القسام، ومشاركته في عملية أسر الجندي “نخشون فاكسمان” سنة 1994، حيث أسفرت عملية الاغتيال عن استشهاد الشابين زكريا بدوان ومحمود حميدان اللذين كانا برفقة أحمد في منزلٍ قيد الإنشاء في قطعة أرض قريبة من بلدتي بدو وبيت عنان شمال غرب القدس.
والشهيد أحمد زهران هو أب لخمسة أبناء وحاصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، نفذ عددا من العمليات بينها عملية إطلاق نار على جيب للاحتلال على طريق القدس – رام الله عام 1992، مما أدى إلى مطاردته منذ ذلك التاريخ إلى حين استشهاده، كما قام بإيواء الشهيد يحيى عياش والشهيد رائد زكارنة منفذ عملية العفولة في تاريخ 6-4-1994.
المصدر : القدس العربي