حينما يلتقي الأقوياء…يصمت الجبناء…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…….
تابعنا بإهتمام شديد اللقاء الذي جرى بين وزيري الخارجية الإيراني عبداللهيان والروسي سيرغي لافروف والذي جرى بعد إتصال بلينكن وزير خارجية أمريكا بوزير الخارجية الروسي لافروف للوساطة مع إيران وإقناعها بالعودة للمفاوضات والحوار وإبلاغه بمؤشرات إيجابية إتجاه بعض النقاط الإضافية التي أضيفت على الإتفاق القديم وهي قطع الدعم لفصائل المقاومة العراقية والسورية واللبنانية واليمنية والفلسطينية كدول وجماعات أو ما تسميه أمريكا وحلفائها الجبناء (منع نفوذ إيران)، عدم رفع العقوبات عن إيران أو رفعها جزئيا وعدم إعادة الأموال الإيرانية المحجوزة لديها في أمريكا مباشرة وغيرها من دول حلفائها كاليابان، والحديث حول الصواريخ البالستية وهذا ما رفضته إيران الإسلامية جملة وتفصيلا…
والمشكلة هنا بأن حلفاء أمريكا في منطقتنا اليهود الصهاينة المحتلين لفلسطين والأراضي العربية الأخرى والمتصهينين المطبعين أردوغان وبن سلمان وبن زايد وبن خليفة وداعميهم في الكنغرس الأمريكي واللوبي الصهيوني لغاية هذه اللحظة وبعد كل تلك الأحداث المتسارعة التي جرت في منطقتنا والعالم إلا أنهم لا يتقبلون واقع هزائمهم وفي كل الميادين ولا بالواقع الإقليمي والدولي الجديد، وهؤلاء الحلفاء الخارجيين الجبناء لأمريكا وداعميهم في الداخل أي في الكنغرس من الحزب الجمهوري وبعض الديمقراطيين هم من أوقعها بالكثير من المشاكل والحروب في منطقتنا والعالم من خلال مخاوف لا وجود لها وأكاذيب لا أساس لها من الصحة وأحداث 11 أيلول المفتعلة وكذبة أسلحة الدمار الشامل وإحتلال أفغانستان والعراق ليس ببعيد…
وهذه النقاط وتلك المخاوف تم اقناع ترامب المجنون بها من قبل نتنياهو وأردوغان وبن سعود وبن زايد وبني خليفة آنذاك وعرضها ترامب على إيران لإضافتها على الإتفاق وقال أنا أنتظر إتصال من إيران ورفضت إيران ذلك وبكل شموخ ولم تتصل بترامب أبدا فألغى ترامب الإتفاقية النووية كلها، وبايدن أعاد الإعتراف بالإتفاقية لكن مع إضافة تلك البنود أو الحوار حولها ورفضت إيران رفضا كاملا وأصاب إدارتها الإحباط بعد تسعة شهور من رفض إيران إضافة تلك البنود أو الحوار حولها نهائيا ومطالبة أمريكا العودة للاتفاقية القديمة التي وقعت زمن أوباما وإدارته وبايدن وكيري كانا جزءا من تلك الإدارة…
ولقاء وزيري الخارجية الإيراني والروسي كان أيضا لبحث العلاقات الثنائية وتمتينها ومتابعة الإتفاقيات الموثقة والإستراتيجية الموقعة بينهم وفي شتى المجالات وتطويرها إلى أبعد الحدود ضمانا لخير الشعبين والمنطقة والعالم أجمع وبالذات الأزمة السورية والإتفاق الدائم بينهم على الوقوف بجانب سوريا ودعمها والحفاظ على وحدة أراضيها ورفض أي وجود لأية قوة دون إذن من الحكومة السورية الرسمية وتاكيد خروج الإحتلال الأمريكي والتركي وعصاباتهم الداعشية والمرتزقة من إدلب وشمال شرق سوريا، وهذا التنسيق دائما مستمر بين الحليفين القويين وفي مختلف قضايا المنطقة والعالم للوصول لحلول نهائية ترضي الجميع والتفرغ للمشاريع المستقبلية للمنطقة وبين البلدين والشعبين الصديقين…
وفي سياق الحديث عن قضايا المنطقة والأزمات وحلولها أيضا صرحت إيران لموسكو عن مخاوفها من زعزعت أمن منطقة القوقاز التي يسعى لها أردوغان والصهاينة ودواعشهم وليس فقط مشكلة الحدود مع أذريبجان، وأبلغ عبد اللهيان لافروف أنها إذا وجدت نفسها مضطرة لتدمير التواجد والقواعد الإسرائيلية وعصابات الدواعش فلن تتردد قيد أنملة، وإيران إختارت الدبلوماسية منذ أكثر من سبعة أشهر منذ أيام الرئيس روحاني وحكومته وبوساطة روسية وموسكو تفهمت تصريحات إيران ودعت إلى أن تكون هناك شراكة إقليمية بين دول المنطقة…
لكن اذربيجان أصرت على نفيها بعدم وجود قواعد إسرائيلية أو دواعش ومرتزقة على أراضيها والتقارير الإعلامية والإستخباراتية الإيرانية والعالمية كشفت ذلك منذ الحرب بين أذربيجان وأرمينيا وبعد إيقافها، ورغم المناورات الضخمة التي أجرتها إيران على الحدود مع أذربيجان لتكون رسالة واضحة لها ولإسرائيل وحتى لتركيا ودواعشها ومرتزقتها إلا أنها تتمسك بالدبلوماسية لإنهاء أية أزمة مفتعلة من قبل الصهاينة الإسرائيليين حتى تبقى الشراكة الإقليمية والتعاون والتنسيق بكل المجالات بين دول تلك المنطقة بأكملها…
فحينما يلتقي الأقوياء يجب أن يصمت الجبناء، ورغم الضغوط الكبيرة على بايدن وإدارته من الكنغرس والحزب الجمهوري المسيطر عليه من اللوبي الصهيوني ستعود أمريكا للإتفاق النووي القديم
وتنفذ شروط إيران جميعها وتفهم رفضها للبنود المضافة لانها حقوق لها ولأمتها ولن تتخلى عنها أبدا، وأيضا حتى لا تقع أذربيجان ومنطقة القوقاز برمتها في حروب عبثية سببها الصهاينة وأوهامهم وأكاذيبهم ومرض الخوف من الآخر والتحريض عليه وهو مرض خطير جدا وله أثار جانبية حالية وتوابع مستقبلية على الإنسانية بأكملها وهذه هي طبيعة الفكر الصهيوني الإسرائيلي والذي نشروه في أمريكا وأوروبا وبين قادتهم وحكوماتهم وشعوبهم وبطرق مدروسة وممنهجة، ويحاولون نشره في منطقة القوقاز لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه سابقا بعد فشل مشاريعهم التلمودية اليهودية الصهيونية الهستيرية في دول المنطقة والعالم أجمع….
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…