الى اين نحن ذاهبون !!!
المهندس هاشم نايل المجالي…..
كل منا له رؤية وتحليل وتقييم للواقع الذي نعيش فيه اجتماعياً واقتصادياً وعملياً يتأثر هذا الواقع في كثير من المتغيرات الداخلية والخارجية ، لذلك لا بد لأي شخص منا ان يرسم واقعه ويفكر بكافة المتغيرات والمعطيات التي يحمي بها نفسه من أية مخاطر قد تواجهه مستقبلاً .
فكيف يمكن ان نكون اصحاب رؤية مبصرة ، فهل نطرح كثيراً من الاسئلة على انفسنا ونجيب عليها بأنفسنا ، ام نطرح الاسئله ونستقطب الاجابات عليها .
فكثير من الازمات لا تكون سهلة القراءة على المدى البعيد كما يعتقد البعض ، فهي تحتاج الى تحليل وتقييم لما لها من انعكاسات سواء على المدى القصير او على المدى البعيد .
فهي صورة تفتقد الى الوضوح لكن الرأي العام والرأي الجمعي اكثر اتزاناً وعقلانية من الرأي الفردي ، فالرأي العام قوة خفية تجعله يتنبأ بالخير او بالشر على حد سواء ، لكن يثبت قدرته على تحمل المسؤولية المترتبة على قراره لاجماع نسبة كبيرة عليه .
وهذه هي الديمقراطية الحديثة التي تتأسس على الرأي الجماعي خاصة في مجتمع يتميز في النضج والوعي والادراك ، ولا بد من الانصات الى الارادات لكافة الفئات المجتمعية ، كذلك الى القوى المختلفة لركوب قاطرة الامن والاستقرار المجتمعي بعيداً عن اي مغامرات فاشلة .
وحتى نتجنب ولادة شخصيات تسعى لتعكير صفو المجتمع في طروحات متضاربة تتأرجح بين الشعبوية والانانية الفردية ، التي من الممكن ان تحظى بقبول لدى فئات مجتمعية ، وكلنا مطالبين بالتزام الحذر من هؤلاء تحت راية واحدة اسمها الوطن اولاً وقبل كل شيء حفاظاً على امنه واستقراره وتعزيز الولاء والانتماء .
كذلك نحن نعيش عصر ما بعد الحقيقة ونعاني تشويهاً مكثفاً على عقل الفرد والعقل الجمعي على السواء ، بفعل التدفق الهائل والمستمر للمعلومات والاخبار والصور والفيديوهات التي يصعب فرزها وتمييز الصحيح من المزيف ، او الصادق من الكذاب نظراً للطرق المبتكرة والتقنيات الحديثة التي تصاغ بها تلك الاخبار .
فهناك بيئة خصبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للوصول الى اقناع فئات كثيرة والسيطرة على تفكيرهم وتحريكهم ، فسرعة الانتشار كبيرة وتطال الصغير والكبير والجاهل والمتعلم والفقير والغني ، كقوة ضاربة لعملية التضليل او نشر اشاعة تؤثر على المتسلقين لهذه المعلومات بانواعها ، وتؤثر على فهم وادراك الناس للعديد من القضايا سواء بالسلب او بالايجاب ، فهناك طوفان رقمي اهوج كورقة تتقاذفها رياح مزيفة من الكذب والخداع تتلاعب بنا تارة يمينة وتارة يساراً .
ننقاد الى اي طرح دون تحليل او تقييم لاهدافه وغاياته ، خاصة ان هناك من يسعى ان ينال من امن واستقرار الامة كقطيع منظم ما لم نفتح اعيننا وعقولنا للاستمرار في مسيرة الاصلاح ومحاربة الفساد الذي هو سهم مصوب اتجاه صدورنا ، والحقيقة وجدت لنبحث عنها لا ان نتلقاها من فاعلين لا نعرفهم .
لذلك فان التحلي بمبدأ الشك والمقدرة على التحليل والتفكير النقدي عند تلقي المعلومات المعروضة في البيئة الرقمية ، وعدم تصديق ما يعرض الا بعد غربلته ، وحتى لا يتم التلاعب بوعي المتلقي .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]