احتجاجات في السودان رفضا للحكم العسكري و«تجمع المهنيين» ينتقد العنف ضد المشاركين

وهج 24 : خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى  الخميس في احتجاجات لرفض الحكم العسكري، مع تفاقم أزمة الانتقال المضطرب في البلاد من الحكم الاستبدادي، وفيما أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجين، اعتبر «تجمع المهنيين» إن الهجوم على المتظاهرين السلميين خطوة «مقصدها الاستفزاز والدفع في اتجاه العنف». وقال التجمع في بيان «هاجمت القوات الأمنية حشود الثائرات والثائرين السلمية بأم درمان أمام مقر البرلمان، في خطوة مقصدها الاستفزاز والدفع في اتجاه العنف». ورأى أن «الهجوم على المواكب السلمية هو إعلان سافر من السلطة الحالية بكل مكوّناتها عن عدائها للثورة والثوار وتطلعاتهم» وناشد حشود المتظاهرين في أم درمان التمسك الكامل بالسلمية.
وأطلقت قوات الشرطة السودانية، قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق آلاف المتظاهرين أمام مقر البرلمان، غربي العاصمة الخرطوم. ووفق شهود عيان للأناضول، فقد فرّقت الشرطة آلاف المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع أمام مقر البرلمان، في مدينة أم درمان، غربي الخرطوم.
كما تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مجموعة صور ومقاطع فيديو، تظهر حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة، جراء إطلاق وابل من قنابل الغاز.
وقال مرتضى الكنزي، نائب المدير العام لمستشفى أُم درمان، إن ستة أشخاص أُصيبوا بجراح.
وشوهدت أعمدة دخان فيما كان المتظاهرون يحرقون الإطارات ويلوحون بالأعلام السودانية
وقدر المشاركون بالتظاهرات بآلاف في الخرطوم وبقية ولايات البلاد، للمطالبة بـ «حماية الثورة واستكمال مهامها وتحقيق مطالبها».
وحمل المتظاهرون في الخرطوم وأنحاء البلاد الأعلام الوطنية ولافتات مدون عليها عبارات تطالب بالحكم المدني، منها: «يا سلطة مدنية.. يا ثورة أبدية» و«كل السلطة في يد الشعب» كما رددوا هتافات منها «سلمية.. سلمية» و«ثوار أحرار.. حنكمل المشوار».
وتقاسم الجيش الحكم مع المدنيين في سلطة انتقالية منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019 في انتفاضة شعبية بعد ثلاثة عقود في السلطة. تحالف ائتلاف من مجموعات متمردة وأحزاب سياسية مع الجيش، الذي اتهم الأحزاب المدنية بسوء الإدارة واحتكار السلطة، ويسعى إلى حل مجلس الوزراء. ويقول قادة مدنيون، إن هذا من شأنه أن يصل إلى حد الانقلاب ويقولون إن الجيش يهدف إلى تنصيب حكومة يمكنه السيطرة عليها.
وانتقد المتظاهرون في هتافاتهم رئيس مجلس السيادة الحاكم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان واتهمته بالولاء للبشير. وطالب البعض بتسليم القيادة إلى المدنيين وطالب آخرون بإقالته.

قوات الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين غرب الخرطوم

وردد المحتجون في أحد الهتافات قائلين «البلد دي حقتنا.. مدنية حكومتنا».
وقالت سلافة محمد، طالبة في الحادية والعشرين لفت نفسها بعلم بلادها الأبيض والأحمر والأسود والأخضر في الخرطوم، «نحن هنا لنؤكد أن الشعب يحمي ثورته وأننا لن نعود الى الدكتاتورية».
وحولها، هتف متظاهرون «الجيش جيش السودان، لا جيش البرهان» في إشارة الى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وهتف البعض بحكم مدني «سلّم.. سلّم يا برهان». بالنسبة إليهم، مكتسبات العام 2019 مهددة اليوم بالاعتصام الذي ينظمه منذ ستة أيام أنصار الحكم العسكري. ويقولون إن هذا الاعتصام يقف وراءه العسكريون لاستعادة السلطة بحجة أن الشارع معهم.
ورفع بعضهم لافتة كتبوا عليها «البرهان لا يمثلنا». وكان شاب يتحدث إلى المتظاهرين الذين يهتفون «ثورة ثورة» مذكّرا بانتفاضة 2019 وانتفاضة العام 1964 التي تحل ذكراها اليوم، والتي أنهت حكم إبراهيم عبود، قائد أول انقلاب عسكري في السودان بعد بضع سنوات من استقلاله.
وقال أمير الشاذلي، وهو موظف في الثلاثين، «نريد تحقيق كل مطالب الثورة: الحرية والعدالة والسلام». وبينت نصال أحمد إن النزول الى الشارع اليوم يثبت «أن الشارع ملك للثوريين». وأضافت «الشعب هو الذي يقرر، والشعب لا يخون أبدا».
أما الدالي إبراهيم، وهو مدرس في الرابعة والثلاثين، فقال «نريد حكما مدنيا خالصا. العسكريون يجب أن يسلموا السلطة، انتهى وقتهم، لقد أعطيناهم فرصتهم».

«الردة مستحيلة»

وشوهد عدد من وزراء الحكومة يسيرون في أجزاء مختلفة من الخرطوموكتب عضو مجلس السيادة صديق تاور، أحد المسؤولين المدنيين العديدين الذين أيدوا الاحتجاجات، يقول على تويتر «21 أكتوبر درس لكل واهم بتدوير عجلة الزمن للوراء من طغاة وفلول وانتهازيين.. فالشعب أقوى. والردة مستحيلة. وبوصلة الثورة لا تتجه للخلف. معا من أجل استكمال مطلوبات الفترة الانتقالية كاملة غير منقوصة».
وقالت لجان مقاومة أحياء الخرطوم، في بيان، إنها تحتج على اتفاق تقاسم السلطة بالكامل وتطالب بحكم مدني واحد. وأُغلق العديد من المتاجر في وسط الخرطوم، تحسبا للاحتجاج وانتشرت الشرطة بكثافة.
ويقول الجيش إنه ملتزم بالانتقال إلى الديمقراطية والانتخابات في نهاية عام 2023.
ولا يزال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي يترأس مجلس الوزراء بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين، يتمتع بشعبية على الرغم من الأزمة الاقتصادية. وقال إنه يتحدث إلى جميع الأطراف في الأزمة من أجل إيجاد حل.

داعمون للجيش

وتنظم الجماعات المتحالفة مع الجيش بقيادة زعيمي المتمردين السابقين والمسؤولين الحكوميين حاليا مني مناوي وجبريل إبراهيم، اعتصاما أمام القصر الرئاسي منذ يوم السبت. وجرى تخطيط طرق الاحتجاج في مناطق مختلفة بعيدا عن منطقة وسط المدينة لتجنب المواجهة مع الاعتصام المؤيد للجيش.
وقالت السفارة الأمريكية على «تويتر» «نشجع المتظاهرين على أن يلتزموا السلمية ونذكرهم بالدعم الأمريكي القوي للانتقال الديمقراطي في السودان».

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا