عملية جوية للتحالف… والحوثيون يعلنون استهداف معسكر سعودي بـ5 صواريخ باليستية
وهج 24 : أعلن «التحالف العربي»، أمس الخميس، تنفيذ عملية جوية ضد «أهداف عسكرية مشروعة» في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، متوعداً إياها بـ»ما هو أوسع وأشمل»، في حين أكدت الجماعة استهداف معسكر سعودي بـ5 صواريخ باليستية.
وقال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في بيان، إن «قوات التحالف الجوية نفذت الخميس عملية ضد أهداف عسكرية مشروعة بالعاصمة صنعاء، استجابةً للتهديد وتحييد خطر الهجمات الوشيكة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة المفخخة على المنشآت المدنية بالسعودية».
واعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة على مناطق سعودية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباط هذه الهجمات، فيما خلّف بعضها ضحايا مدنيين.
وأضاف أنه تم تنفيذ هذه العملية «لحماية المدنيين والأعيان المدنية (المنشآت غير العسكرية) من هذه الانتهاكات الجسيمة (للحوثيين)، باعتبار المدنيين والأعيان المدنية خطاً أحمر».
مقتل وإصابة ستة مواطنين
وتوعد المالكي الحوثيين قائلاً: «في حال استمرار وتمادي المليشيا الحوثية ومواصلة انتهاكاتها الجسيمة فعليها الاستعداد لما هو أوسع وأشمل».
وأكدت جماعة الحوثي مقتل وإصابة ستة مواطنين بغارات جوية للتحالف العربي، استهدفت مخازن أدوية في العاصمة صنعاء. وقالت قناة «المسيرة» الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، إن أربع غارات جوية للتحالف على مخازن الأدوية في حي سعوان جوار المدينة السياحية بصنعاء، «أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين وجرح ثلاثة آخرين».
وكان شهود عيان أفادوا لوكالة الأنباء الألمانية بأن انفجارات عنيفة شهدتها منطقة سعوان شمالي العاصمة صنعاء، وامتد صداها إلى أحياء أخرى.
وأضاف الشهود أن «الانفجارات ناجمة عن غارات جوية لطيران التحالف العربي، استهدفت معسكر سلاح المهندسين، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بشكل مكثف من أماكن القصف».
ولاحقاً، أعلنت الجماعة استهداف معسكر سعودي بـ5 صواريخ باليستية، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 35 شخصاً، جنوب غربي السعودية.
جاء ذلك في بيان للمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع. وقال سريع: «تمكنت قواتنا الصاروخية من تنفيذ عملية نوعية استهدفت معسكر قوات الواجب بجازان (جنوب غربي السعودية)، يوم الأربعاء، بخمسة صواريخ باليستية». وأضاف أن «العملية استهدفت مقر القيادة للمعسكر ومخازن الأسلحة ومرابض طائرات الأباتشي، وأسفرت عن مصرع وإصابة أكثر من 35 سعودياً، بينهم ضباط وطيارون للطائرات الأباتشي».
وللعام السابع، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
وكان الحوثيون قد أعلنوا أمس عزمهم الاستمرار في هجماتهم المسلحة على خصومهم سواء في اليمن أو في السعودية، واعتبروها عملاً مشروعاً ويندرج تحت عقيدة «الدفاع عن النفس»، في رفض واضح لكافة النداءات والإدانات الدولية لأعمالهم العسكرية، وبالذات المصاحبة لانتهاكات جسيمة تتعارض مع قواعد الحرب ومع بنود القانون الإنساني الدولي.
وفي تعليقه على قرار مجلس الأمن الذي أدان الأعمال العسكرية لجماعة الحوثي في محافظة مأرب، قال رئيس الوفد الحوثي المفاوض والناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام، في تغريدة له أمس في حسابه في موقع التدوين المصغر (تويتر): «تبنِّي مجلس الأمن موقف قوى العدوان ليس بجديد، وهو بانحيازه الفج والأعمى منذ أول يوم ساهم في إطالة هذا الصراع كل هذه السنوات». واتهم مجلس الأمن بالقيام بتعطيل قراراته وإفراغها من أي مضمون حقيقي، فقال: «كما أن مجلس الأمن بنفسه يعطل بياناته من أي تأثير إيجابي».
وأعلن الموقفَ الصريح لجماعة الحوثي من قرارات مجلس الأمن والنداءات الدولية بقوله: «من جهتنا نؤكد أن اليمن ومن موقع الدفاع عن النفس مستمر في صد العدوان وبكل وسيلة دفاعية ممكنة»، ومصطلع العدوان يطلقه الحوثيون على قوات التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، بالإضافة إلى القوات الحكومية في الداخل، وهو بهذا يعلن عدم اكتراث جماعة الحوثي بأي قرارات أممية تصدر ضدها، خاصة وأنها لم تتأثر بقرارات مجلس الأمن السابقة التي تضمنت بعضها عقوبات مشددة على قيادات بارزة في جماعة الحوثي.
وكان مجلس الأمن طالب، في بيان لأعضائه، أمس الأول الأربعاء، بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2565 (2021)، ووجه انتقادات حادة للانقلابيين الحوثيين لارتكابهم انتهاكات جسيمة خلال المواجهات المسلحة مع القوات الحكومية.
وأعلنت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إدانتها للهجمات المسلحة لمليشيا جماعة الحوثي على خط الملاحة البحرية الدولية قبالة السواحل اليمنية وطالبت الميليشيا الحوثية أيضاً بوقف هجماتها المسلحة على محافظة مأرب، التي تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الحوثيين في محاولة منها لاجتياحها والسيطرة عليها.
وأكدت الدول الأعضاء في مجلس الأمن في بيان لها، على «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء اليمن»، وفي مقدمتها «هجمات الحوثيين العابرة للحدود ضد السعودية». وأوضح البيان التزام مجلس الأمن بوحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه.
وأشار إلى الكارثة الإنسانية التي تعصف باليمن جراء المواجهات المسلحة هناك بين الميليشيا الحوثية والقوات الحكومية، معرباً عن قلقه إزاء «الحالة الإنسانية المتردية في اليمن، بما فيها الجوع وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق». وشدد، مجلس الأمن، في بيانه، على «ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك تلك المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين»، مطالباً بضرورة «ضمان المساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي، وتجنب أي أعمال يمكن أن تسبب معاناة للسكان المدنيين».
وفي الوقت الذي أعرب فيه عن القلق العميق إزاء انهيار سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار في جنوب اليمن، طالب الحكومة الشرعية وشركاء اليمن (دول التحالف العربي) باالنظر في جميع الإجراءات الممكنة لتعزيز الاقتصاد، بما في ذلك ضخ المزيد من العملات الأجنبية في البنك المركزي اليمني»، مشيراً إلى تقديم المجلس «الدعم الثابت لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ».
العودة للمفاوضات
في غضون ذلك، دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، أمس الخميس، المجتمع الدولي بضرورة قيامه بدوره في ممارسة الضغط على الأطراف اليمنية المتحاربة من أجل الجلوس إلى طاولة المباحثات لوضع حلول ممكنة للحرب الراهنة في اليمن.
وقال خلال مباحثات أجراها أمس مع السفير السويسري لدى الولايات المتحدة جاك بيتلود: «يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات هادفة وعاجلة للضغط على الأطراف في اليمن، للتفاوض». وأرجع أهمية ذلك إلى المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يتعرض لها أغلب السكان في اليمن.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا المتحدة وفرنسا، دانت التصعيد الحوثي المسلح على محافظة مأرب، وانتقدت بشدة الممارسات الحوثية المخالفة لقواعد الحرب والقانون الإنساني الدولي في العمليات العسكرية في محافظة مأرب، من خلال القصف العشوائي على مناطق آهلة بالسكان المدنيين، بالإضافة إلى محاصرتها لمنطقة العبدية لنحو شهر، قبل سقوطها في أيدي المسلحين الحوثيين مطلع الأسبوع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها: «تدين الولايات المتحدة تصعيد الحوثيين حول مأرب، والذي يظهر استخفافاً صارخاً بسلامة المدنيين، حيث يعيق الحوثيون حركة الأشخاص والمساعدات الإنسانية ويمنعون الخدمات الأساسية من الوصول إلى 35 ألفاً من سكان العبدية»، مشيرة إلى أن ممارسات الحوثيين تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً في محافظة مأرب، والذي تسبب في نزوح المزيد من المدنيين اليمنيين داخلياً.
وأضافت: «ندعو الحوثيين إلى وقف هجومهم على مأرب وتلبية الدعوات العاجلة من مختلف أنحاء اليمن والمجتمع الدولي لإنهاء هذا الصراع ودعم عملية السلام الشاملة بقيادة الأمم المتحدة».
وأضافت في بيانها: «تحث الولايات المتحدة الحوثيين على السماح بالمرور الآمن للمدنيين والمساعدات المنقذة للحياة والجرحى على الفور، وإن الأمم المتحدة على استعداد لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لسكان مأرب مع شركائها».
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن بعض الأنشطة الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن ستتوقف قريباً بسبب نفاد التمويل.
جاء ذلك في بيان مقتضب لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن «أوتشا».
وقال البيان: «سيضطر بعض الشركاء في المجال الإنساني قريباً إلى تقليص أو وقف التدخلات المنقذة للحياة بسبب نفاد الأموال».
وأضاف أن ذلك «سيشمل قطاعات حيوية مثل الصحة والمياه والنظافة ومخيمات النازحين»، دون تفاصيل أكثر.
في حين، أكدت الحكومة اليمنية الشرعية أنها تدرك أن الضمان لإنهاء المعاناة الإنسانية لليمنيين والامتثال للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان «يأتي بإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي والحرب التي أشعلتها في البلاد». وجاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية في الحكومة الشرعية، رحبت فيه ببيان مجلس الأمن حول اليمن.
وأكد بيان وزارة الخارجية، دعم الحكومة اليمنية لما ورد في البيان من إدانة أعضاء مجلس الأمن للهجمات على أراضي السعودية، والهجمات المتزايدة على السفن التجارية والمدنية قرب السواحل اليمنية وتجنيد الأطفال واستخدامهم والعنف الجنسي والمطالبة بإنهاء حصار مديرية العبدية جنوبي مأرب.
المصدر : القدس العربي