الوعي الذاتي انعكاس لشخصيتك !!!
المهندس هاشم نايل المجالي.. .
الوعي الذاتي هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه ، وجملة المباديء الاخلاقية التي يؤمن بها ، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي اليه ، وذلك ليتمكن من تحكيم الاتجاهات التي ينتهجها والسلوكيات التي يقوم بها .
اي ان الفرد يكون لديه مخزون يستعين به عندما يفكر باتخاذ إجراء معين او تنفيذ سلوك معين ، ويقوم بادراك وتمييز هذا الفكر بكل ابعاده الايجابية والسلبية والتقييم بناء على ذلك يقرر الاقدام على تنفيذه ام لا .
فهناك اذن متغيرات لدى الفرد اما ايجابية لا يمس الثوابت التي يتصف بها الفرد ولديه ما يفسر ويبرر موقفه بقناعة تامة وعلى ضوء خبرة وتجربة ، واما ان يكون التغيير سلبي يؤثر على شخصية الفرد ومكانته ، رافضاً كل المباديء التي كان ينادي بها وينتقد الاراء والافكار بطريقة صدامية خاصة تلك التي كان ينادي بها سابقاً وكأنه شخصية جديدة .
وهذا ما يحصل مع كثير من المسؤولين عندما يكون في المنصب ، فانه يدافع عن آرائه الوطنية والمباديء السليمة التي ينادي بها ليتبعها الجميع ، وما نلبث عندما يفقد المنصب الى التقاعد حتى يتغير بالاتجاه المعاكس من شخصية بناءة الى شخصية متهدمة سلبية ، وهذا ملاحظ وملموس ولا احد ينكر ذلك .
اي ان الهدف الاساسي من الوعي الذاتي هو حماية الشخص من الانزلاقات في المؤثرات السلبية التي تضر بشخصيته الايجابية ، كذلك تحصينه اخلاقياً وسلوكياً .
اي على الشخص ان يرتقي دوماً بمستوى فكر واعي عالي بحثي يفرق بين الخطأ والصواب ، فاذا الشخص فهم ذاته وقدراته ليحافظ على مكانته ، وما يستطيع ان يحقق من انجازات وفق سلوكيات ايجابية وبما يؤمن به ، فانه يحافظ على مكانته المجتمعية والسياسية ويكون اكثر ثقة واكثر انتاجية وقدرة على مواجهة الازمات ، بحيث نستطيع ان نقول ( ان افكارك عن ذاتك هي التي تشكل صورة عن ذاتك ) .
وهي التي تحدد مستوى وعيك وتقديرك لها ، فعندما تختلط علينا الامور فان تلك المحكات والازمات هي التي تثبت للجميع مدى وعينا بذاتنا وفق المعايير التي نتحكم بها ونحتكم عليها ، اي ان الاحتكام هو الثمرة والأهم لوعينا الذاتي .
وهذه المعايير بطبيعة الحال غير ثابتة فهي تختلف من شخص لآخر ومن مرحلة عمرية الى اخرى ، لكن نجمع جميعاً على المعيار الوطني والعقلي والموضوعي .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]