الاسلام والمجتمع والحداثة !!!
المهندس هاشم نايل المجالي…..
ان الحركات والاتجاهات التي تشغل غالبية المسلمين ، يمكن تحليلها في المساحة المتوترة بين مفهوم الاصالة والحداثة فيما يتعلق بأمور الحياة والفقه الديني .
والحداثة التي تسعى الى تغيير كثير من المفاهيم والقيم الاخلاقية والعادات والتقاليد ، على اعتبار انه المستقبل الذي يجب ان يؤخذ كمنهج تطبيقي في مجتمعاتنا ، من حرية شخصية وفردية وممارسات مغالطة للدين والقيم الاخلاقية ، ليجد كثير من المسلمين ان هناك تحكم وسيطرة في مجريات الامور فالقرآن هو الكتاب المنزل من عند الله عز وجل يعتبر جوهر العقيدة الاسلامية وغير قابل للتغيير من حيث الشكل والمضمون وهو يصلح لكل مكان وزمان ، بينما الحداثة لا يوجد اي شيء سواء كان مكتوباً او منطوقاً لا يحق على اعتبار ان جميع الامور قابلة لاعادة الصياغة والتطور مع تطورالمجتمعات .
فهل هي وسيلة لتحديث الاسلام ام الا سلمة بالحداثة فالاصالة الاسلامية تأتي من جوهر القرآن الكريم ، والحداثة تأتي من خارج الاسلام ، اي ان الهوية مهددة من الخارج ويجب الرضوخ اليها حيث يلاقي ذلك رفضاً شعبياً واسعاً .
فهناك الكلمات بالاحرف للحداثة وهناك النصوص الدينية التي لا مجال لتحريفها والتي تنبع من داخل الاسلام وينطلق منه ، ليجد الكثيرين انفسهم مضطرين للدفاع عن الاسلام فيما يستهدفه آخرون ، خاصة من هذه القوى التي صنعت عصابات واتجاهات متطرفة تسيء للاسلام بدعواها وسلوكها واتجاهاتها ، وباستخدام القوى والنفوذ السياسي وبالاساليب الارهابية ، ويشكل القرآن بالاضافة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المرجع الاساسي للمسلم ، الذي ينبغي عليه تطبيقه بحذافيره دون الخروج عن اي حرف او معنى .
فالدين يحتوي على اطار السلوك الذي لا ينبغي الخروج عليه مطلقاً ، والامة الاسلامية مطالبة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق اسلام الاعتدال ولا يقود الى الضلاله .
حيث ظهرت ايضاً جماعات مدعومة من الخارج اطلق عليها تسمية اسلام التأويل الجديد ، حيث في بعض الدول يحاول فتح باب الاجتهاد ، لايجاد افكار تفسيرية جديده لنصوص القرآن تؤدي الى اضطرابات وبلبلة .
كما شاهدنا العديد من الفتاوي المناقضة لشرع الله عز وجل ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وذات مخاطر وابعاد سلبية على مجتمعاتنا ، التي يجب ان نتحاشاها حيث يجد كثير من المسلمين خاصة الشباب منقسماً بين ممارسات تلك الافكار المنسجمة مع الشهوات والاغراءات .
فهل يرضى المسلم المؤمن والمثقف في هذه الحالة الا ان يسأل نفسه هل يرضى ذلك لاطفاله ، اي اننا بمواجهة طرح غربي جديد للدين ينال رضاهم مقابل المساعدات المالية والعينية .
لذلك نجد الخطابات النظرية الداعية للتفكير التقدمي الجديد ، لوجه جديد لدين الحداثة والتجديد الديني ، فليس من هذا كله يوجد مرافيء آمنة ، فهناك لا زالت رقابة فكرية اسلامية على كل تلك التحولات .
ان التحديث بالمفهوم الغربي الذي يجب على الانظمة اتباعه ، يعني عندهم الضوء الذي تنتج عنه انارة الطريق نحو التحريف بالمعلومات الحديثة باستخدام وسائل المعرفة الحديثة ، ليكونوا مدرسة فكرية في كل مكان في التعليم المدرسي والجامعي وغيره ، والتصدي لذلك ابتداءً من الاسرة والمدرسة والمجتمع ، يجعل كل من يريد ان ينال من نصوص القرآن وسنة نبيه بمثابة صحراء فكرية قاحلة ، لا تنهض من اعماقها اي افكار قابلة للتطبيق ، حتى وان كان هناك بعض الشخصيات السياسية والدينية والثقافية تشبه الفرفره ( ارتجاف ) الجناحين ، حيث لا توجد حياة في رمال صحرائكم القاحلة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]