السياسات التي إتبعتها أمريكا ضد روسيا وحلفائها وجيرانها في الماضي لن تكون مجدية معهم اليوم

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…….

 

قبل عدة أيام نشر بوتين 175 ألف جندي روسي على الحدود الروسية الأوكرانية وهي رسالة قوية لأمريكا وحلف الناتو حتى لا يتم التوسع على الحدود الروسية في أوكرانيا ولمنع أي وجود لقواعد حلف الناتو على أراضيها لأنها مسألة أمن قومي روسي، ولأن وجود حلف الناتو في أوكرانيا أو غيرها من دول الإتحاد السوفياتي سابقا هو خط أحمر بالنسبة لروسيا، وقد تكون القمة التي جرت بين الرئيسين بوتين وبايدن يوم أمس جيدة كما وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي في مؤتمره الصحفي بعد المؤتمر، حيث أكد بأنهم إتفقا على إستمرار الإتصالات بين الطرفين، وأن بايدن أكد لبوتين بأن أمريكا ما زالت تؤكد وتعترف بإتفاق مينسك، وبنفس الوقت إستمرار دعمه اللوجستي لأوكرانيا وتسليمها معدات دفاعية، ومن باب الترهيب المبطن صرح بايدن لبوتين إستعداده لإتخاذ إجراءات لم تتخذ عام 2014 في حال غزة روسيا أوكرانيا، والرئيس بوتين طلب من بايدن ضمانات بعدم توسيع حلف الناتو وتوسعه وبالذات على حدود روسيا وجيرانها ومحيطمها البري والجوي والبحري، ورغم ذلك لم يقدم بايدن أي إلتزام أو ضمانات لبوتين لكنه أكد لبوتين بأنه سيبحث ذلك مع الرئيس الأوكراني وبعض الدول الأوروبية للسير بالمسار الدبلوماسي بشان هذه الأزمة، وهنا جعل الرئيس بوتين الكرة في ملعب أمريكا وحلف الناتو وأوكرانيا، وهو رجل لا ينوي غزو أوكرانيا لكن يقول لهؤلاء نحن موجودون هنا، وهناك خطوط حمر يجب أن لا يتعدها أحد في العالم وليس حلف الناتو فقط وهي الحدود الروسية، وأي وجود يعتبر تهديد معلن لروسيا ولحدودها ولشعبها ولكل حلفائها في تلك المنطقة…

وبوتين وإدارته يعلمون جيدا بأن هناك غباء مستفحل في الإدارات الأمريكية السابقة والحالية وأيضا طمع وحب السيطرة والتوسع لفرض هيمنتهم على الأرض وما عليها لأنهم يخدمون وينفذون مخططات الصهيونية العالمية في العالم أجمع، وأيضا يعلم بوتين وكل شعوب العالم بأن أمريكا لديها سوء تقدير وعدم رؤيا مستقبلية لما سيحدث مستقبلا إذا بقيت تسير في تلك السياسات الخاطئة التي إستخدمتها ضد روسيا في الماضي البعيد والقريب، وإستخدمتها في كل حرب إفتعلتها بناء على أكاذيب وهمية ومدبلجة وفي كل مكان منذ تأسيسها مرورا بحرب فيتنام والعراق وأفغانستان لغاية مؤامراتها على منطقتنا ودولنا وشعوبنا في 2011 بمى سمي بالربيع العربي والثورات المفتعلة وجهاد النكاح لعصاباتهم الداعشية بكل مسمياتها وأيدلوجياتها القاتلة للبشرية جمعاء، وتلك السياسات الخاطئة أدت إلى أحداث شنيعة وحروب مفتعلة ما زالت منطقتنا وشعوبنا وشعوب العالم تعاني من تبعاتها لغاية يومنا الحالي…

لذلك يجب على أمريكا أن تعيد قراءة تاريخ روسيا جيدا لأنها وعبر التاريخ أسقطت أحلام وأطماع كل من سعى للتوسع والهيمنة والسيطرة الكاملة على الشعوب بالقوة العسكرية أو غيرها ويجب أن لا تنسى أمريكا والدول الأوروبية هزيمة هتلر وأطماعه وطغيانه وجشعه ومحاولته إحتلال كل الدول الغربية بل كل الأرض وما عليها في الحرب العالمية الثانية لولا أنه تعثر بإتحاد سوفياتي قوي آنذآك وبالقلعة الروسية العاصمة الشامخة فهزم شر هزيمة من الجيش الأحمر الروسي وأستطاعت روسيا إعادة كل الدول الأوروبية التي إحتلها
هتلر إلى شعوبها، ولكن الدول الأوروبية ناكرة للمعروف الروسي والتضحيات الكبرى التي قدمها الروس عسكريين ومدنيين لدعم أوروبا وشعوبها، وأمريكا تزور الحقائق التاريخية دائما لمصلحتها وتدعي بأنها هي من هزم هتلر في الماضي وفي تلك الحرب القذرة التي ذهب ضحيتها الملايين من الأبرياء المدنيين ومن العسكريين في كل مكان من العالم، كما تدعي اليوم أمام شعبها وشعوب العالم بأنها هي من هزم عصابات الدواعش في منطقتنا والحقيقة هي من أسسها ودعمها لوجستيا لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها في منطقتنا…

واليوم روسيا بوتين قوة كبرى ولا تخاف من التهديدات والوعيد المبطن والصراخ العلني الأمريكي الفارغ من كل منطق وقوة، ويجب على بايدن وحلف الناتو أن لا يستهينوا بتلك القوة العظمى ولا ينسوا بأن لها أيضا شركاء وحلفاء في كل مكان في منطقتنا والعالم حتى على الحدود الأمريكية كفنزويلا وكوبا وغيرها من دول أمريكا الجنوبية، وهم على أهبة الإستعداد في حال إرتكبت أمريكا وحلف الناتو أية مغامرة في أوكرانيا أو غيرها على حدود روسيا فإنهم سيكونون جنبا إلى جنب في تلك الحرب التي نرجوا من الله أن لا تبدأ شرارتها في أي مكان من العالم لأنها ستكون حربا مدمرة للجميع وكارثة كبرى بحق الإنسانية جمعاء وستكون محور مقابل محور ونيرانها ستحرق الأخضر واليابس لا سمح الله ولا قدر…

لذلك يجب على أمريكا وحلفها الناتوي الهتلري النازي أن يعيدوا قراءة التاريخ الروسي جيدا ويعيدوا أيضا قراءة تاريخ حلفائها في الماضي والحاضر بشكل جيد حتى لا يقعوا بأي خطأ يودي بهم إلى الهاوية، وقد تكون نهاية لتلك الإمبراطورية الأمريكية الظالمة والتي نخرت من الداخل والخارج لأنها إعتمدت في سياساتها وحروبها على الظلم والحصار والعقوبات وتجويع وسفك دماء الشعوب والدبلجة والمؤامرات والعصابات والكذب على شعبها وشعوب العالم، ويجب أن تنتبه جيدا لأن ما أستخدم من سياسات كاذبة ومدبلجة وآلاعيب وتهديد ووعيد ضد روسيا وضد كل من إحتلت أوطانهم سابقا وتحاول إحتلالها من جديد والسيطرة على قراراهم لم ولن تنجح مع روسيا ولا غيرها من الدول ولا بأي شكل من الأشكال،أو بأي دعم لوجستي هنا وهناك لدول وجيوش و عصابات لتقوم بأية مغامرة على روسيا أو حلفائها لأنها ستكون الخاسرة والمهزومة، ولتعتبر أمريكا وحلف الناتو من هزائمهم القريبة في منطقتنا من حلفاء روسيا وشركائها في محور المقاومة الفلسطينية واللبنانية والتي هزمت مدللهم
الكيان الصهيوني المدجج بكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا ورغم ذلك هزم وإنكسر وما زال وسيبقى فهل من قارئ جيد لتاريخ روسيا وحلفائها وشركائها في أمريكا وحلف الناتو ليعتبروا ويغيروا سياساتهم الخاطئة دائما…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا