الكشف عن تفاصيل الاعتداء على الأسيرات الفلسطينيات.. خلع الحجاب وشد الشعر وضرب مبرح وعزل انفرادي

وهج 24 : صعّدت الفصائل الفلسطينية وقيادة الحركة الأسيرة من لغة التهديد، بسبب ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات من عمليات قمع وحشية داخل سجن “الدامون” الإسرائيلي، وذلك بعد أن كشفت معلومات مسربة، ما حدث للأسيرات من اعتداءات وحشية تمثلت في خلع حجابهن وشدّ شعورهن، من قبل وحدات خاصة إسرائيلية، اعتدت عليهن بوحشية، ووضعت بعضهن في زنازين العزل الانفرادي.

وقررت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، إغلاق باب الحوار مع إدارة سجون الاحتلال، ردا على الاعتداء الذي تعرضت له الأسيرات قبل أيام في سجن “الدامون”، والذي لا تزال آثاره قائمة، من خلال عزل بعضهن في الزنازين، كما أعلنت الهيئة أنها ستبقى  في حالة انعقاد دائم لاتخاذ القرار المناسب لـ”الرد على جريمة الاعتداء على الأسيرات”.

من جهتها، أكدت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال أن “كل الخيارات مفتوحة وكل الوسائل متاحة للدفاع المقدس عن أسيراتنا”.

وأكدت الهيئة في بيان، جاهزية أسراها في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية، لـ”تدفيع السجان ثمن استمرار عدوانه على الأسيرات الحرائر”، وطالبت إدارة السجون وبشكل فوري بكف يدها عن الأسيرات والتراجع عن عدوانها الأخير بحقهنّ، وأضافت منذرة: “وإلا فإن كل الخيارات مفتوحة وكل الوسائل متاحة للدفاع المقدس عن أسيراتنا درة تاج فلسطين”.

وكان الأسرى قرروا ارتداء الزي السجن الرسمي، تعبيرًا منهم عن استعدادهم لأي طارئ قد يحدث ضد الأسيرات، وجاء ذلك ضمن خطوات احتجاجية تمثلت في رفض الخروج للفحص الأمني، وعدم استجابتهم للتشخيص أثناء العدد اليومي.

وحذرت المؤسسات التي تعنى بأوضاع الأسرى، بأنه في حال بقيت الأوضاع على حالها، فإن الأسرى سيتخذون خطوة تصعيدية أخرى سيعلن عنها في حينها، حيث لوحت قيادة الحركة الأسيرة، في حال لم تنته مأساة الأسيرات، بخروج  ممثلي التنظيمات من أقسامهم إلى الزنازين، لكي تتحمل إدارة السجون المسؤولية عما قد يحصل لاحقا.

هذا وكشفت معلومات مسربة من داخل سجون الاحتلال بشاعة ما ارتكبته قوات القمع الإسرائيلية من انتهاكات فظيعة بحق الأسيرات الفلسطينيات خلال الأيام الأخيرة. ووفق المعلومات المسربة، فقد بدأت انتهاكات إدارة سجون الاحتلال عند الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء 14 ديسمبر، حينما جاء ضابط العدد “الإسرائيلي” عند الأسيرة مرح جودة بكير (22 عاماً) ممثلة الأسيرات في سجن “الدامون”، وطلب منها أن يتم تفريغ الغرفة رقم “11” بالكامل لأسباب أمنية.

وانتقلت الأسيرة مرح من غرفتها إلى الغرفة “11” كي تخبر الأسيرات بما تريده إدارة سجون الاحتلال، الأمر الذي قوبل بالرفض، خاصة في ظل الطقس السيئ وتأخر الوقت، فيما طلبن أن يتم التفاوض معهن في الصباح، لكن إدارة السجون رفضت، وتلا ذلك أن جاء ضابط مخابرات الاحتلال، وتحدث مع مرح، وأخذ يهددهن ويتوعدهن بأنه سيخرج الأسيرات من الغرف، قبل أن يمنحهن مهلة 40 دقيقة للتفكير.

وعند الساعة 12.30 منتصف الليل، قطعت إدارة سجون الاحتلال الكهرباء عن كامل القسم وجلبت قوات القمع بأعداد كبيرة لاقتحام غرفة 11 الموجود فيها أربع أسيرات وهن (ميسون موسى الجبالي، نورهان خضر عواد، شروق البدن، ملك سلمان).

ووقتها، طلبت الأسيرة مرح بكير أن تخرج الأسيرات بطوعهن دون أن يتم سحبهن بالقوة، لكن إدارة سجون الاحتلال رفضت ذلك، وقامت بالاعتداء عليهن بالسحب والجر وتفريقهن إلى غرف متفرقة، في المقابل قامت الأسيرات في الغرف الأخرى بطرق الأبواب كخطوة احتجاجية على الاعتداء على الأسيرات.

أما في اليوم الثاني، وعند الساعة الثانية والنصف، اقتحمت قوات القمع بأعداد كبيرة القسم وتم قطع التيار الكهربائي بحجة إجراء تفتيش للغرف، فقاموا بسحب الأدوات الكهربائية والتلفزيون والراديو وبعدها قاموا بعزل الأسيرة مرح ومساعدتها وثلاث أسيرات “منى قعدان، ياسمين جابر، ربى عاصي”.

وبعد ذلك، قامت إدارة سجون الاحتلال بإجراء تنقلات في الغرف كافة والاعتداء على الأسيرات بالضرب والجر والسحب، حيث كشف النقاب أن بعض الأسيرات تعرضن لشد الشعر وإزالة غطاء الرأس، مما أدى إلى ظهور الكدمات في الجسم والإصابات الطفيفة، حيث تعرضت الأسيرة إيمان فطافطة للضرب المبرح حتى فقدت الوعي، وتم نقلها إلى غرفة أخرى.

وتلا ذلك أن قامت الأسيرات بالطرق على الأبواب كخطوة احتجاجية على الاعتداء عليهن والنقل التعسفي، وبعد انسحاب قوات القمع، قامت إدارة السجون بإرجاع أسيرتين إلى القسم وهما (ياسمين جابر، ربى عاصي)، وحسب ما سُرب، فإنه لا يوجد معلومات حتى هذه اللحظة عن الأسيرات (مرح بكير، وشروق البدن، ومنى قعدان)، فيما قامت الأسيرات في ذلك السجن بإرجاع وجبتي طعام متتاليتين، احتجاجا على ما حدث لزميلاتهن اللواتي لا زلن في العزل.

وكُشف النقاب عن أن الأسيرات المعزولات يخضن إضرابا عن الطعام منذ اللحظة الأولى لعزلهن، وأنه تم محاكمة جميع الأسيرات محاكمة غيابية وصدرت عقوبات على جميع القسم (غرفة 11+ الأسيرة مرح بكير)، وهي (منع شهر كنتينا، ومنع شهر زيارات لكل الأسيرات، ومنع شهرين كنتينا، و400 شيكل غرامة لخمس أسيرات”.

وأضافت المعلومات أنه تم إغلاق القسم بالكامل حتى إشعار آخر ومنع الأسيرات من الاستحمام لمدة ثلاثة أيام، وقامت مخابرات الاحتلال وإدارة السجون بإبلاغهن أنه سيتم تحويل قسم الأسيرات من قسم أمني إلى قسم مدني ليكون فيه التعامل مع السجانين والأسيرات بشكل مباشر، وعدم حصولهن على أي معلومة عن الأسيرات المعزولات من اليوم الثاني.

وفي صباح اليوم الرابع، تفيد المعلومات أن الأسيرات فوجئن أثناء الجولة التفقدية المعتادة بين الغرف، بأنه يوجد مساعد ضابط الأمن يتفقد مع السجانة أبواب الغرف دون مراعاة خصوصية الأسيرات، إذ تؤكد الأسيرات أن “هذا يشكل انتهاكا صارخا لحرمتهن وخصوصيتهن”، وعلى إثر ذلك قمن بإرجاع وجبة الغداء كخطوة احتجاجية، فيما هددت مخابرات الاحتلال، الأسيرتين ربى عاصي وياسمين جابر بالعزل الانفرادي، حيث أكد ضابط مخابرات الاحتلال الذي يدعى “ليئور” أن قرار عزل الأسيرات في يده وأنه لم يعطِ تاريخا لانتهاء العزل، وبسبب استمرار التوتر في ذلك السجن، هددت باقي الأسيرات باعتزامهن تنفيذ خطوات احتجاجية، تشمل الإضراب عن الطعام.

وإسنادا للأسيرات، انطلقت حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، يجري خلالها التغريد على وسم “”#الأسيرات في خطر”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا