ترتيبات مصرية لاستمرار التهدئة قبيل زيارة مدير المخابرات.. ووفود أمنية وهندسية لطمأنة فصائل غزة
وهج 24 : تفيد مصادر مطلعة أن الوفد الأمني المصري، الذي عقد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، يومي الأحد والاثنين، بعد غياب طويل، ناقش عدة ملفات خاصة بالتهدئة والإعمار وصفقة تبادل الأسرى، بما في ذلك الترتيبات التي تجرى حاليا لزيارة مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، إلى تل أبيب، نهايات الشهر الجاري، في مسعى للحفاظ على حالة التهدئة، ومنع أي تصعيد محتمل، وإتمام الصفقة، بعد أن لوحت فصائل المقاومة، بالانفجار القريب.
وبعد غياب الزيارات عن قطاع غزة لفترة طويلة، واكتفاء الوسطاء باستقبال وفود فلسطينية في القاهرة، أو إجراء اتصالات هاتفية مع قيادة الفصائل في غزة وخاصة حركة حماس، وصل وفد أمني مصري للقطاع الأحد، ليعقد لقاء مع ثلاثة فصائل هي حماس والجهاد والجبهة الشعبية، جرى خلاله مناقشة عدة ملفات هامة تخص أوضاع غزة.
وجرى خلال اللقاء إطلاع قادة هذه التنظيمات على آخر الاتصالات التي تجرى مع إسرائيل، من أجل دفع تنفيذ تفاهمات التهدئة إلى الأمام، كما تلا ذلك الاجتماع أن أجرى الوفد الذي كان قد زار تل أبيب قبل وصول غزة، اتصالات مع قيادة حماس، ليبيت في القطاع، ويجري مناقشات أخرى الاثنين مع قيادة الحركة، ضمن المساعي الرامية للحفاظ على حالة الهدوء.
ويتردد أنه علاوة عن ملفات غزة المتمثلة بالحصار والإعمار والتهدئة، التي ناقشها الوفد مع الفصائل الثلاثة، جرى مناقشة ملف صفقة تبادل الأسرى مع قيادة حركة حماس.
وخلال اللقاء الأول دعت الفصائل إلى ضرورة التدخل العاجل من الوسطاء، لإجبار إسرائيل على تنفيذ ما جاء في تفاهمات التهدئة، وخاصة ملف الإعمار ورفع الحصار، كما جددت أيضا موقفها الرافض لربط هذا الملف بملف صفقة تبادل الأسرى، علاوة عن رفضها التعاطي مع خطة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد القائمة على “الأمن مقابل التنمية”.
كما جرى خلال اللقاء الذي عقد مع الوفد الأمني، توجيه الفصائل رسائل إنذار لإسرائيل، طلب من الوفد نقلها، تتوعد بعدم السكوت حيال ما تواجهه الأسيرات الفلسطينيات في هذا الوقت من هجمة إسرائيلية شرسة.
كذلك استفسرت الفصائل الفلسطينية الثلاثة، عن السبب الذي يحول دون البدء بعمليات إعمار المنازل التي دمرت كليا في الحرب الأخيرة، والتي لم يحدث أي تقدم بشأنها، سوى وعود لم تلاق سبيلا على أرض الواقع، حيث وعد الوفد الأمني المصري أن تشهد هذه العملية تسارعا خلال الفترة القادمة، بما يشمل البدء بها قريبا، مدللا على ذلك بدخول وفد مصري هندسي في يوم وصوله لغزة، لمتابعة مشاريع الإعمار التي تعهدت بها مصر، بعد أن وقعت قبل أسبوع تقريبا، على عقود مع شركة فلسطينية لتعبيد جزء كبير من شارع البحر.
استمرار الهدوء
لكن وخلال الاجتماع الموسع مع الفصائل الثلاثة، واللقاء مع قيادة حركة حماس، طلب الوفد الأمني المصري، الاستمرار بحالة الهدوء، وعدم الذهاب نحو التصعيد، من أجل تمكينهم من إنجاز الملفات المطلوبة، وقدم وعدا مصريا جديدا بالعمل على إدخال المزيد من التسهيلات الاقتصادية لصالح سكان غزة.
وحسب المصادر، فإنه من المتوقع ألا تنقطع زيارات الوفود الأمنية المصرية مع إجراء اتصالات مكثفة، حتى موعد زيارة مدير المخابرات اللواء عباس كامل، التي توصف بـ “الهامة” لتل أبيب نهايات هذا الشهر، والتي يتوقع أن تطرح خلالها القاهرة المقترح النهائي لصفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
وعلاوة على ملفات التهدئة والإعمار وصفقة التبادل، تم طرح ملف المصالحة، إذ عرضت الجبهة الشعبية خلال اللقاء تصورها الأخير الذي قدمته بذكرى انطلاقتها للخروج من حالة الجمود الحاصلة في هذا الملف، والذي يشمل تشكيل قيادة فلسطينية جديدة، والتوافق على إجراء الانتخابات، والتحلل من “اتفاق أوسلو”، وبناء استراتيجية وطنية شاملة، فيما وعد الوفد المصري بأن تتدخل القاهرة قريبا لتحريك هذا الملف.
وقد كشف مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن قيادة كتائب القسام وسرايا القدس استعرضتا أمام القيادة السياسية خلال اجتماع ثنائي مطول بينهما “ما يمكن أن تقوم به المقاومة في حال استمرت مماطلة الاحتلال في رفع الحصار عن غزة”، مؤكدا أن إجراءات رفع الحصار عن غزة غير مرتبطة بتقديم أي ثمن سياسي.
مرحلة الإعمار الثانية
وسيقوم الوفد الهندسي المصري، خلال جولته الحالية بالبحث في المرحلة الثانية من مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، والتي تشمل بناء المساكن، وهي المشاريع التي طالبت حماس سابقا بأن تولى أهمية أكثر من المشاريع الأخرى، حيث قام هذا الوفد الذي دخل برفقته وفد إعلامي، بتفقد المواقع الخاصة بالمدن السكنية الثلاث المقرر إقامتها في قطاع غزة، حيث شارك في تلك الجولة مسؤولون حكوميون يتبعون إدارة حركة حماس.
ومن المقرر أن تقام المدن السكنية المصرية واحدة في بلدة بيت لاهيا وأخرى في جباليا شمال القطاع، وثالثة في منطقة الزهراء وسط القطاع، كما تشمل المرحلة الثانية من منحة الإعمار المصري، إنشاء جسرين لفكّ الاختناق المروري، واحد عند مفترق الشجاعية شرق مدينة غزة، وآخر عند مفترق السرايا وسط المدينة.
ويتوقع أن تبدأ عملية صرف الدفعة الأولى من أموال التعويضات مطلع العام القادم، بعد أن كان مقررا أن تصرف في شهر نوفمبر الماضي.
يشار إلى أن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد غزة في مايو الماضي، ودامت لـ 11 يوما، نجم عنها إلى جانب سقوط عشرات الشهداء، تدمير 1200 وحدة سكنية بشكل كامل، علاوة عن تدمير آلاف الوحدات الأخرى بشكل جزئي وطفيف.
المصدر : القدس العربي