فضائح كأس القارة السمراء يجعلها أضحوكة عالمية!

الشرق الأوسط نيوز : بينما تستضيف الكاميرون النسخة الـ33 من بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في الفترة الممتدة من التاسع من يناير / كانون الثاني الجاري وحتى السادس من فبراير / شباط المقبل بمشاركة 24 منتخباً، تتوالى فضائح هذه البطولة التي جعلت منها أضحوكة.

وكما هو موجود في لوائح المسابقة فإن الدور المقبل (دور الـ16) سيشهد تأهل متصدر ووصيف كل من المجموعات الست بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات أصحاب المركز الثالث. لكن فضائح الدور الحالي باتت تثير الغضب والاستهزاء، لتعكس حال القارة المترهل. فلم تكن حادثة المباراة التي جمعت موريتانيا وغامبيا كافية مع عزف المنظمين للنشيد القديم لموريتانيا كافياً، حتى ظهرت مصيبة التحكيم الكارثي التي صنعها الحكم الزامبي جاني سيكازوي. ففي الدقيقة الـ85 من زمن مباراة تونس ضد مالي، وقبل نحو خمس دقائق من نهاية الوقت الرسمي للقاء، قرر الحكم وأمام ذهول الجميع وصدمتهم إنهاء المباراة متناسياً الوقت بدلا عن الضائع أيضاً، قبل أن يعود عن قراره ويستأنف المباراة. ثم وفي خطوة مفاجئة أخرى عاد ليعلن عن نهاية المباراة في الدقيقة 89، أي قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي لها، ليتناسى من جديد الوقت المحتسب بدلا عن الضائع. وفي محاولة لتدارك الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكم الرئيسي، تقرر استكمال الوقت المتبقي من زمن اللقاء بقرار من الحكم الرابع. وعليه وبعد دقائق من دخول اللاعبين الى غرفة الملابس، تم استدعاء المنتخبين مجددا الى أرض الملعب لاستكمال المواجهة. وفي حين عاد لاعبو مالي، رفض التونسيون العودة وهو ما تسبب بفضيحة من العيار الثقيل. وبذلك ضاعت ثلاث دقائق متبقية من زمن المباراة الاصلي والوقت المحتسب بدلا عن الضائع. المفارقة في الأمر كانت في السماح للحكم المذكور بالمشاركة من جديد في التحكيم أمام كثرة كوارثه التحكيمية وتعددها، خاصة عندما سبق له أن قام بطرد اللاعب الإسباني سيرخيو راموس في إحدى المباريات ليعود عن قراره أمام ضغط الجمهور واللاعبين. وبعدها بعامين فقط، تعرض سيكازوي لانتقادات مرة أخرى بسبب حادثة وقعت في مباراة دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي وبريميرو دي أغوستو، وذلك بعد أن منح سيكازوي ركلة جزاء مثيرة للجدل للترجي في وقت مبكر من المباراة واستبعد هدف بريميرو لاحقا. وتم تقديم شكوى فساد حينها وتم إيقاف سيكازوي مؤقتا، على الرغم من تبرئته لاحقا لعدم وجود الأدلة الكافية.
مؤخراً، أعلنت قناة «بي ان سبورت» القطرية عن اعتماد نتيجة المباراة بشكل رسمي من دون اعتبار المنتخب التونسي منسحباً، كما وقررت اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية عدم إعادة المباراة رغم الكارثة التحكيمية، كما وأكدت أن الحكم كان قد تعرض لوعكة صحية واعياء خلال المباراة، ما زاد من إثارة الجدل في صفوف العشاق والمتابعين والمشجعين التونسيين.
المحزن في الأمر أن أخطاء كهذه ستخطف الأضواء من الجوانب الإيجابية من البطولة. فالإعلام الأجنبي والغربي معروف بطبيعته الظالمة وحكمه السلبي على البطولات الأفريقية في المجمل العام. فعند حدوث فضيحةٍ تحكيمية كهذه، ستتغاضى عدسات الإعلام العالمي والغربي عن الجوانب الإيجابية والمواهب الشابة في البطولة وستركز على تلك المشاكل.
لقد عبرت بطولة كأس أمم إفريقيا اليوم عن حجم التيه الذي تعيشه القارة السمراء، إضافة إلى احتمالية استشراء الفساد في أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فهل تكون هذه البطولة بمثابة الفرصة لإعادة النظر في واقع الاتحاد، وفرص تطهيره والنهوض بأداء وتنظيم كأس أمم إفريقيا المقبلة؟

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا