هل لدينا مجالس وطنية مجتمعية !!!

المهندس هاشم نايل المجالي….

 

في اي دولة تعاني مجتمعاتها من تفكك مجتمعي او تناقضات بالمواقف والافكار ، تخلق انقسامات مجتمعية اهلية ، حينها لا بد من تشكيل مجالس مصالح وطنية لاعادة الاعتبار لمنظومة العلاقات والروابط الاجتماعية ، فهناك تاريخ مشترك لمكونات هذه المجتمعات ، وتراكم معرفي ومواقف مشتركة .
فلا بد لهذه المجالس والتي اعضاؤها من النخبة واصحاب المعرفة والمكانة والخبرة ، ان يكون لهم دور كبير في تجسير اي تفرقة موجودة في هذه المجتمعات ولأي سبب كان ، للمحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي وحل الخلافات والصراعات المجتمعية ، ومواجهة التحديات التي تواجه تحقيق الاهداف الوطنية .
ولا بد من وجود ارادة سياسية حقيقة لدعم مثل هذه المبادرات المجتمعية ، حيث نعيش حالة من التمزق للنسيج الاجتماعي ، لاسباب عديدة منها ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وانتشار المحظورات والمخدرات ، وهناك انحرافات فكرية وسلوكية وازمات عديدة ، كلها زعزعت شبكات العلاقات والروابط الاجتماعية التي اضعفت وحدة النسيج الاجتماعي .
وهناك من يريد تحقيق مكاسب شخصية شعبوية يستشير فيها الجهات الرسمية ، خاصة في ظل ضعف العلاقة بين الغالبية مع الجهات الرسمية ، لاسباب عديدة اهمها الضغوطات الشبابية المتعطلة عن العمل او المتأثرة بالمتغيرات السياسية ، ودور مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها في تغيير الافكار وتأثيرها في النفوس والعقول .
فلا بد من وضع ركائز تعتمد عليها عمل مجالس المصالحة في المجتمعات ، وتأصيل مبدأ تعزيز الانتماء الوطني ، ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي والتأقلم مع الازمات ، والتعرف على اهم العراقيل والتحديات ، لاعادة الاعتبار لمنظومة العلاقات والروابط الاجتماعية من خلال نخبة المجتمع الذين فقدوا دورهم الرسمي ، لاعادة اعتبار مكانتهم ودورهم المجتمعي المؤثر .
خاصة وان هناك كثيراً من ظواهر استخدام الاسلحة في المناسبات المختلفة وغيرها ، كذلك مواضيع عشائرية كالجلوة وغيرها ، حتى لا تضر اطرافاً ليس لها علاقة بالازمة وغيرها ، كل ذلك من اجل حماية الجهة الداخلية الوطنية من اي انقسامات وخلافات ، او نشر الفتنة لأي سبب كان ، وكذلك امن واستقرار المجتمعات .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

كاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا