ما بين السلام والحرب صبر إستراتيجي لمحور المقاومة ومفاوضات ولقاءات متعددة أين ستنتهي…؟!!!

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…..

 

تعامل محور المقاومة في منطقتنا وفي روسيا والصين مع أمريكا بالذات كقائدة لحلفائها في منطقتنا والغرب بمسار مقاومة حرب العصابات في فلسطين…وغيرها من بعض الدول التي إنتشرت فيها عصابات الكيان الصهيوني والقواعد والدواعش بكل المسميات لإستعادة ما احتل من أرض وما نهب من خيرات، وهذه الحروب ورغم إنتصار محور المقاومة فيها إلا أنها كانت تدور حولها بعض الأسئلة حول جدية أمريكا وحلفائها للإعتراف بالهزيمة والتجاوب مع متطلبات المرحلة الراهنة والتي يتم من خلالها عمل لقاءات متعددة لإنهاء الأزمات والحروب الفرعية هنا وهناك، وصبر محور المقاومة الإستراتيجي في التصدي لأمريكا وحلفائها الأشرار، وبنفس الوقت كانت هناك لقاءات مباشرة وغير مباشرة عبر وسطاء بين أمريكا وحلفائها من جهة ومع دول محور المقاومة من جهة أخرى مثل لقاءات نظامي بني سعود وبني زايد مع إيران وسورية والعراق ولقاءات فيينا 4+1 الغير مباشرة مع إيران، واللقاءات الروسية الأمريكية والصينية الأمريكية، وأيضا لقاءات السلطة الفلسطينية مع كيان العصابات الصهيونية، ولقاءات دول محور المقاومة معا الروسي والسوري والإيراني والصيني ولقاءات مع بعض فصائل المقاومة في العراق وغزة فلسطين ولبنان واليمن…وغيرها من اللقاءات والمفاوضات السابقة والحالية، وكان محور المقاومة يسير بتلك اللقاءات بكل ثقة وإخلاص لإنهاء الملفات والأزمات وحروب العصابات العابرة للقارات…وغيرها، وليس من باب ضعف أو خوف من أمريكا وحلفائها بل من مصدر قوة وثقة بقدرتهم وفي كل المجالات والميادين على الإنتصار، وهم لا يريدون الحروب بمعناها العسكري المدمر للجميع لو حصلت بين دول محور المقاومة وفصائله وبين أمريكا وحلفائها في منطقتنا والعالم….

وما يدور حاليا يثبت بأن محور المقاومة منتصر وقادر على إتخاذ أي قرار بالحرب والسلام وقتما يشاء وهو محور متماسك واثق بقدرته سريع بتحركه المفاجئ كقوة عسكرية وسياسية وإعلامية وفي كل المواقع وما جرى في كزاخستان خلال ساعات معدودة دليل على القدرة والقوة والسرعة بإتخاذ القرار والتنفيذ المباشر في حال تعرضت أية دولة من دول المحور أو فصائلها لأي إنقلاب أو تغيير في موازين القوى هنا أو هناك…

وما جرى في كزاخستان ليس كما بعده بعد أن فشلت حروب العصابات والإنقلابات والثورات المفتعلة والملونة والغير ملونة وهزمت في منطقتنا والعالم بكل ما تعنيه الكلمة من فشل وهزيمة، ولعلها تنجح بعض تلك اللقاءات بين دول محور المقاومة وأمريكا وحلفائها وبالذات بعد السيطرة السريعة على الأحداث المفتعلة والإنقلاب المعد مسبقا الذي جرى في كازاخستان وذلك التحرك السريع لدول معاهدة الأمن الجماعي والذي أنهى الأزمة مباشرة وفاجئ العدو والصديق…

وللأسف الشديد أن أمريكا وحلفائها ما زالوا يكابرون ويحاولون الحصول على بعض النقاط هنا وهناك ليظهروا أنفسهم بأنهم هم الأقوياء والمسيطرون على المنطقة والعالم، ولعجزهم تبدأ حرب التصريحات والتهديدات الإعلامية والقصف العشوائي وفي كل الميادين على دول محور المقاومة وفصائله في منطقتنا وفي روسيا والصين وكوريا الجنوبية وفنزويلا وغيرها، رغم أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون جيدا بأنهم هزموا وفي كل المواقع وليس لهم قدرة بالمواجهة المباشرة مع محور المقاومة في منطقتنا والعالم…

والبعض ينتقد محورنا المقاوم ويعتبر أن تمسكه بقاعدة الصبر الإستراتيجي مشكلة كبيرة، وهذه القاعدة إتبعها محورنا المقاوم في الماضي البعيد والقريب مع أمريكا وحلفائها وقد حقق الإنتصارات العسكرية والسياسية وغيرها، والبعض يقول بأن محور المقاومة قد أفرط كثيرا بذلك الصبر دون جدوى مع الأعداء الصهيوغربيين والمستعربيين والمتأسلمين، ونقول لهؤلاء لا لم ولن يفرط لكنه تمسك بالهدوء والصبر الإستراتيجي مهما كبرت الأحداث وتعددت الأزمات والحروب الفرعية تجنبا لوقوع حرب عالمية كبرى لا تبقي ولا تذر، والبعض يقول بأن الهدوء والصبر أصبحت قناعة وقد ترسخ لدى محورنا المقاوم بالرغم من أن أمريكا وحلفائها ما زالوا يرتكبون بحق دولنا وشعوبنا أبشع الجرائم العالمية، ويتسائلون آلا يوجد وسائل أخرى غير مسار الهدوء والتهدئة والصبر مع ذلك الحلف الشيطاني النازي الشرير…؟!!

ولماذا لا نبدأ بالحرب العالمية بمعناها العسكري…؟! ويعتبرونها كأنها نزهة صيد هنا أو هناك، دون أن يعيدوا الذاكرة لما جرى في الحربين العالميتين الأولى والثانية وحجم الكوارث التي عاشتها دول العالم قاطبة في ذلك الزمان، بالرغم من أنه تم القضاء على المستكبرين والطغاة والقتلة وقتها وتم تخليص العالم من شرورهم إلا أن العالم عاش وما زال يعيش تبعات تلك الحروب العالمية القاتلة للإنسانية جمعاء…

لذلك يجب أن نلتمس لمحورنا المقاومة كل الأعذار لكبر حجم مساوئ تلك الحروب على البشرية جمعاء والتي وإن حصلت لا تبقي لا بشرا ولا شجرا ولا حجرا في مكانها الطبيعي، ومحورنا قادر على الدخول بتلك الحروب ومتأكد من النصر لكنه لا يريدها لأنه لا يطيق سفك دماء الأبرياء حتى في دول الأعداء، وأمريكا وحلفائها يريدون تلك الحرب لكنهم هزموا في حروب صغيرة عدة سواء في الدول التي إحتلوها بأكاذيب وسيناريوهات مدبلجة كأفغانستان والعراق أو حروب الكيان الصهيوني على لبنان وغزة وحروب الثورات والفتن المفتعلة والجيوش اللحدية وعصابات الدواعش المتنوعة كما جرى في سورية والعراق وليبيا…وغيرها، وهزموا أيضا في حروب الوكالة لإبن سلمان كما جرى ويجري باليمن وهزموا في الإنقلابات المعدة مسبقا كما جرى في بعض دولنا العربية والإسلامية كقطر وتركيا وكزاخستان وأوكرانيا وفي أمريكا الجنوبية البوليفارية وبالذات فنزويلا …وغيرها، ولم ينتصروا في أية معركة أو حرب أبدا، وهم لا يريدون الحرب العالمية بمعناها العسكري الشامل لأنهم يخافون من الهزيمة الكبرى لحلفهم الفاشي والنازي في العصر الحديث، لذلك يقومون بتنفيذ خططهم عبر عدة وسائل وطرق حربية متعددة وخبيثة مثلما حدث في دول محورنا المقاوم في منطقتنا والعالم لعلهم يحققوا شيئا مما يصبون إليه حسب خطط ومشاريع معتقداتهم وأحلامهم الهستيرية المزورة…

لذلك على أمريكا وحلفائها أن يغيروا نهجهم وسياساتهم
وينهوا حروبهم بكل مسمياتها، ويعودوا للإتفاقيات كافة سواء مع إيران أو روسيا أو الصين او كوريا الجنوبية أو فنزويلا…وغيرها قبل أن يصل محورنا المقاوم في منطقتنا والعالم إلى قناعة تامة ونتيجة قطعية مفادها أن المفاوضات واللقاءات والهدوء والصبر الإستراتيجي مع أمريكا وحلفائها جميعها غير مجدية وهي مضيعة للوقت والجهد، ويختاروا نهجا آخر وهو نقل تلك الفتن والثورات والحروب والعصابات والإنقلابات والإحتلال إلى أمريكا وحلفائها وبالطبع قد بدأت من أوكرانيا جبهة مقاتلي سان بطرسبرغ التي تقاتل حلفاء أمريكا الذين سيطروا على حكم أوكرانيا، وأيضا في لبنان حينما أعلن معارضي بني سعود وبني زايد وبني خليفة قبل عدة أيام من بيروت تجمع المعارضة في جزيرة العرب في مكان واحد وتحت لواء إسلامي سياسي واحد، وسيظهر غيرها في الأسابيع والأشهر القادمة في ولايات أمريكا وحلفائها الأوروبيين والمستعربيين والمتأسلمين وبذلك يتم نزع الشرعية كاملة عن تلك الأنظمة من قبل المعارضين الحقيقيين في الخارج وستنتفض شعوبهم في الداخل وسيتم حشد كل الطاقات السياسية والإقتصادية والإعلامية والدبلوماسية وحتى الأممية لمحورنا المقاوم لتعرية قادة أمريكا وحلفائها ومحاصرتهم في كل المحافل الدولية وحيثما وجدت مصالحهم جميعا، وبالذات بعد أن ظهرت حقيقتهم المجرمة أمام شعوبهم والعالم كمحتلين وعصابات عابرة للقارات وقتلة ومجرمين ولصوص وتجار حروب وإنقلابات وثورات مفتعلة وحصار وضغوطات وعقوبات ظالمة تفرض على القادة والحكومات والشعوب ليخضعوا لأمريكا وحلفائها، وهناك الكثير من الدول مع محورنا المقاوم العالمي ومع مواقفه المشرفة وأيضا الكثير من المنظمات الدولية القانونية والإنسانية تتحدث يوميا عن جرائم أمريكا وكل حلفائها بحق الشعوب البريئة والمظلومة وتبحث عن الحق والحقيقة وتتعامل مع هذه الوقائع…

فأمريكا وحلفائها الصهيوغربين والمستعربيين والمتأسلمين وكل من يتبعهم هم متورطين وبأدلة وبراهين واقعية بإرتكابهم جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية وقتل الأبرياء من الشعوب دون وجه حق منذ نشأتهم حتى أيامنا الحالية، وهم مؤسسي الإرهاب الوهابي الدولي وبكل مسمياته، ومصادر تهديد لأمن الشعوب المظلومة وآمانها، وأكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين..

ومحور المقاومة العالمي قاوم وضحى بالغالي والنفيس ومعاركه وبكل الميادين ليست سهلة بل هي في تعددها وتنوعها وإختلاف ألوانها أشد وأصعب من الحرب العالمية الأولى والثانية، وهو جامع لسياسة دوله الهادئة والثابتة المتمسكة بالصبر الإستراتيجي وللمواقف والمبادئ والقيم الثابتة ولقوته العسكرية على مستوى قادة وحكومات وجيوش وفصائل وشعوب حاضنة للجميع، ويشمل أيضا التنسيق والتعاون والتخطيط فيما بينهم علنا أو بالخفاء وعلى الرد المباشر والسريع على أي تهديد أو مغامرة قد تحدث هناك وهناك، ويحمل النوايا الصادقة والمخلصة والوفية والمحقة لدى الجميع،ويعتمد على توحيد كفاءات وقدرات وطاقات عسكرية وسياسية وإعلامية ومالية وإقتصادية وإجتماعية شعبية…وغيرها لتكون في خدمة المقاومة والمقاوميين أينما وجدوا وفي كل تلك المجالات التي ذكرت وفي كل الميادين وبالذات التي يتوقع أن تبدأ منها شرارة الحرب العالمية الثالثة لا سمح الله ولا قدر…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي من الأردن

قد يعجبك ايضا