العراق: عملية انتحارية وكشف صواريخ موجهة ضد زوّار الإمام الكاظم

شبكة وهج نيوز – عمان – «القدس العربي»: وقعت، أمس الاثنين، هجمات انتحارية على الزائرين المتوجهين إلى مرقد الإمام موسى الكاظم في بغداد، كما ضبطت الأجهزة الأمنية صواريخ موجهة نحو الزائرين فيما غادر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى إيران في زيارة لم يكشف عن دوافعها.
وأعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن حصيلة تفجير السيارة المفخخة التي استهدفت موكبا للزائرين بمنطقة السيدية، جنوب بغداد، وصلت إلى 48 قتيلاً وجريحاً، بينهم زوار متوجهين سيرا على الأقدام لإحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم.
وذكر المصدر أن «الحصيلة النهائية لتفجير السيارة المفخخة التي استهدفت موكب الزائرين بمنطقة السيدية بلغت 14 قتيلاً و37 جريحاً، بينهم زوار متوجهون سيرا على الأقدام لإحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم».
كما أعلنت عمليات بغداد عن ضبط مجموعة من الصواريخ كانت معدة لاستهداف الزائرين المتوجهين نحو الكاظمية شمال بغداد لإحياء الذكرى نفسها.
وتشهد العاصمة العراقية إجراءات أمنية مشددة بمناسبة إحياء هذه الذكرى التي يقوم خلالها الزوار الشيعة في كل عام بالتوجه مشيا على الأقدام نحو مرقد الإمام الكاظم في مدينة الكاظمية شمال بغداد. كما تقام المئات من الخيام والسرادق التي تقدم الخدمات للزائرين.
وغادر زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، أمس الاثنين، النجف متوجها إلى إيران في زيارة لم تعلن أهدافها. وفي غضون ذلك تستمر أزمة سياسية يؤدي فيها هذا الزعيم الشيعي دورا أساسيا عبر مطالبته الملحّة بالإصلاحات وتغيير الوزراء المرتبطين بالأحزاب المهيمنة على السلطة.
وقال مصدر رسمي في مطار النجف إن «زعيم التيار الصدري غادر في الحادية عشرة صباحا، عبر مطار النجف، متوجها إلى مطار الإمام الخميني» جنوب طهران. وأشار إلى أن «الصدر غادر بصحبة رجلي دين على متن طائرة تابعة لشركة طيران إيرانية». ويقع مطار الإمام الخميني إلى الشمال من مدينة قم الإيرانية. بدوره، أكد مصدر حكومي، رافضا الكشف عن هويته، مغادرة الصدر إلى إيران.
وأعلن الصدر يوم السبت اعتكافه عن النشاط السياسي لشهرين إثر فشل مجلس النواب في عقد جلسة للتصويت على وزراء مستقلين ضمن مشروع إصلاحات. وفي اليوم نفسه اقتحم متظاهرون، غالبيتهم من أنصاره، المنطقة الخضراء (حيث مقار الحكومة ومجلس النواب والسفارات)، بهدف الضغط على مجلس النواب للموافقة على حكومة من وزراء مستقلين تكنوقراط، وإقالة الوزراء المرتبطين بالأحزاب المهيمنة على السلطة. وقام أنصار التيار الصدري قبل ذلك بتظاهرات واعتصام استمر أسبوعين نهاية الشهر الماضي.
وقال الباحث والدبلوماسي الأمريكي سابقا، روبرت فورد، إن حادثة اقتحام البرلمان العراقي من قبل أتباع رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، مؤخرا، قد تلعب دورا مهما في «إشعال فتيل صراع مسلح بين الجماعات الشيعية».
وأضاف فورد – السفير السابق في سوريا – أمس الإثنين، أن «التصعيد الأخير يحمل بعدين محتملين وهما: الأول، نشوء نزاع، قد يكون مسلحا، بين العناصر الشيعية العراقية الموالية للصدر، وتلك الداعمة لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي. والثاني، اندلاع صراع محتمل بين جماعات مسلحة مدعومة من قبل إيران، وأنصار مقتدى الصدر».
وتابع فورد: «في ظل الاستعراض الراهن لقوة الصدر، ما زالت البلاد ترزح تحت وطأة غموض سياسي، ولا توجد أي تكهنات لصالح أي طرف ستخلص الأزمة (..) تلك الأزمة سيكون لها تأثيرٌ سلبي على الحرب التي تشنها البلاد ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، فضلا عن تأثيرها المباشر على الموازنة، التي رُصدت لهذا الغرض».
ويرى السفير الأمريكي السابق أن «من المتوقع أن يخسر كل من وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، ووزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، مقعديهما في نهاية الأزمة، وذلك نظرا لمواقفهما الداعمة للجماعات الشيعية المعارضة للصدر».
ولفت الدبلوماسي المخضرم، الذي يعمل حاليا باحثا في «معهد دراسات الشرق الأوسط» (مقره واشنطن)، أن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، برهم صالح، نشر على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في أعقاب حادثة اقتحام البرلمان، أن «الأزمة الحالية وضعت نهاية لنظام عام 2003 السياسي».
يذكر أن الباحث السياسي فورد عمل كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، للفترة ما بين 2011 و2014.

قد يعجبك ايضا