بريطانيا: روسيا تستعد لأكبر حرب في أوروبا منذ 1945… وواشنطن: الغزو سيستهدف عدة مدن

الشرق الأوسط نيوز : أبلغت الولايات المتحدة حلفاءها بأن الغزو الروسي لأوكرانيا ربما يستهدف عدة مدن بالإضافة إلى العاصمة كييف، حسبما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن المصادر، وهم مسؤولون غربيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، القول إن المدن التي قد تتعرض للهجوم الروسي تشمل خاركيف في شمال شرق أوكرانيا وأوديسا وخيرسون في الجنوب. ولم يقدم المسؤولون تفاصيل بشأن المعلومات الاستخباراتية التي أكدت هذه الحسابات.
وقال المسؤولون إن رؤية الولايات المتحدة تشكلت جزئيا من المعلومات التفصيلية التي حصلت عليها عن أنواع وقدرات القوات الروسية الموجودة حاليا بالقرب من أوكرانيا، وكذلك طبيعة استعداداتها للتحرك من مواقع متعددة.
ولم يحدد المسؤولون ما الذي يمكن أن يشمله الهجوم المحتمل، كما لم يعلقوا على الهدف النهائي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اتخاذ هذا الإجراء، إلا أن أحد المصادر قال إن التقييمات الأمريكية تتوقع أن يشمل أي غزو واسع النطاق دعما جويا وهجمات إلكترونية.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس الأحد، أن روسيا تستعد “لما يمكن أن تكون أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945”.
وقال جونسون في مقابلة بثتها هيئة “بي بي سي”: “كل الدلائل تشير إلى أن المخطط بدأ بطريقة ما”. وتابع أنه حسب “المعلومات الاستخبارية التي لدينا فإن الغزو الروسي لن يتم فقط من الشرق بل أيضا من الشمال، من بيلاروس بهدف تطويق كييف، كما أوضح (الرئيس الأمريكي) جو بايدن لعدد منا”.
وقال: “على الناس أن يدركوا كلفة ذلك على صعيد الأرواح البشرية، ليس فقط من الجانب الاوكراني، بل أيضا من الجانب الروسي”.
وأكدت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، للصحافيين، التحذيرات البريطانية، إذ قالت إن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن نوايا روسيا تجاه أوكرانيا وغزو محتمل في غضون أيام قوية، حسب ما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء عنها.
ورغم ذلك، أشار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأحد، أن الرئيس جو بايدن مستعد للتحدث مع نظيره الروسي في “أي وقت وبأي شكل لمنع الحرب”.
وأضاف بلينكن في تصريحات لبرنامج “حالة الاتحاد” على شبكة “سي أن أن” الأمريكية، أن مخطط “كتاب قواعد اللعبة” الروسي لغزو أوكرانيا يمضي قدماً، رغم أنه لا تزال هناك فرصة للدبلوماسية لتجنب الحرب”. وتابع وزير الخارجية الأمريكي قائلاً إن “إدارة بايدن ستستمر في اتخاذ أي خطوات في وسعها لمحاولة إقناع موسكو بعدم غزو أوكرانيا”. وأردف: “نعتقد أن الرئيس بوتين اتخذ القرار، ولكن سننتهز كل فرصة وكل دقيقة إلى حين تحرك الدبابات والطائرات الروسية فعلياً لمنع ذلك”.
ولفت الوزير الأمريكي: “سنرى ما إذا كانت الدبلوماسية لا تزال قادرة على إثناء الرئيس بوتين عن المضي قدما في هذا الأمر”.
وبعد محادثتين هاتفيتين منفصلتين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لمواصلة المحادثات.
وحاول الرئيس الفرنسي بذل “الجهود الأخيرة الممكنة واللازمة لتجنّب نزاع كبير في أوكرانيا”، بعدما كان قد التقى بوتين في الكرملين في السابع من شباط/فبراير الحالي.
وعقب المحادثة الهاتفية مع ماكرون، أبدى بوتين نيّته بـ”تكثيف” الجهود الدبلوماسية لحلّ النزاع في شرق أوكرانيا، حيث تقاتل كييف منذ 2014 الانفصاليين الموالين لروسيا والمدعومين من موسكو.
واعتبر بوتين الأحد أن موجة العنف الأخيرة ناجمة عن “استفزازات أوكرانية”، في وقت أمر الانفصاليون بإجلاء المدنيين وتعبئة جميع القادرين على القتال.
وندّد زيلينسكي متحدثًا مع ماكرون عبر الهاتف، بـ”نيران استفزازية” من جانب المتمرّدين المدعومين من موسكو. ودعا إلى استئناف المفاوضات مع روسيا برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وإعلان “وقف إطلاق نار فوري” في شرق بلاده. وأكد الإليزيه أن ماكرون وبوتين توافقا على أهمية إعلان وقف إطلاق نار.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت بيلاروس حليفة موسكو، أن القوات الروسية الموجودة على أراضيها والتي كان مقررًا أن تغادر الأحد، ستبقى لإجراء مزيد من التدريبات العسكرية.
وقدّرت واشنطن عدد الجنود الروس المشاركين في هذه التدريبات بـ30 ألفًا. وبررت بيلاروس قرارها بموجة العنف الجديدة في شرق أوكرانيا التي تصاعدت حدّتها الأحد في سياق نزاع أسفر عن أكثر من 14 ألف قتيل منذ 2014.
ومع ذلك، أكد الإليزيه أن بوتين كرر لماكرون “نيته بسحب قواته” من بيلاروس “حين تنتهي المناورات الجارية”.
وشدّد بوتين على هذه النقاط مرة جديدة الأحد أثناء مكالمته مع ماكرون، داعيًا واشنطن وحلف شمال الأطلسي إلى أخذ المطالب الروسية “على محمل الجدّ”.

المصدر : وكالات

قد يعجبك ايضا