ولي العهد السعودي: الإخوان خلقوا التطرف والحاكم من يفتي في الدين
الشرق الأوسط نيوز : أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أن الملكية الدستورية لن تنجح في بلاده، لأنها تأسست على الملكية المطلقة. وأضاف أن ولي الأمر، أي الحاكم، هو رأس المؤسسة الإسلامية، لذلك فإن القرار النهائي بشأن الفتاوى لا يأتي من المفتي، بل يتخذ القرار النهائي من الملك.
وكشف أن مهمة المفتي هي الإجابة على الأسئلة اليومية للناس، فمثلًا: إذا أكل شخص في نهار رمضان وأراد أن يعرف ماذا يفعل، هل أذنب أم لا، ثم أراد الاتصال بمن يجيبه على ذلك، فهذا مهمة المفتي، وهذا يستدعي التنظيم، وأن يكون لديك تفويض من الحكومة، ولهذا فإن هدف الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء هو الإجابة على أسئلة الناس بشأن احتياجاتهم.
وجاء تصريح الأمير محمد بن سلمان في معرض رده على أسئلة مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية.
وفي الحوار شكلت الإجابات عن تساؤلات حول التغييرات التي تشهدها المملكة ودور المؤسسة الدينية والإصلاحات التي ينتهجها فريق ولي العهد.
وقال بن سلمان إن “جماعة الإخوان المسلمين” تلعب دوراً كبيراً وضخماً في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يعد كجسر يودي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفين، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف”.
واستدل بأسامة بن لادن والظواهري، مشيراً إلى أنهما كانا من الإخوان المسلمين، وقائد تنظيم الدولة كان من الإخوان المسلمين، بحسب تصريحه. وشدد على أن جماعة الإخوان المسلمين تعد وسيلة وعنصر قوي في صنع التطرف على مدى العقود الماضية.
واستطرد أن الأمر “لا يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين فحسب، بل خليط من الأمور والأحداث، ليس فقط من العالم الإسلامي، بل حتى من أمريكا التي بخوضها حربًا في العراق أعطت للمتطرفين فرصة سانحة”. وأضاف قائلاً:”هناك بعض المتطرفين في السعودية ليسوا من جماعة الإخوان المسلمين قد لعبوا دورًا في ذلك، خصوصًا بعد قيام الثورة في إيران عام 1979م، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الحرام بمكة المكرمة”.
محمد بن عبد الوهاب مجرد داعية
أما في ما يخص الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فاعتبره الأمير محمد بن سلمان، كسائر الدعاة وليس رسولًا، بل كان داعية فقط، ومن ضمن العديد ممن عملوا من السياسيين والعسكريين في الدولة السعودية الأولى، معتبرا أن “كتابة التاريخ تمت فقط من قبل طلاب محمد بن عبدالوهاب”.
لا يهمني رأي بايدن
وتطرق الحوار إلى قضايا دولية وإقليمية، وعلاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال بن سلمان: “ببساطة لا أهتم إذا كان بايدن يسيء فهمي”، رداً عن سؤال حول نقل رسائل عن إصلاحات المملكة للإدارة الأمريكية.
كما تطرق لقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، مشيراً إلى أنه لم يكن على علم بالأمر، وأكد الحرص على عدم تكرار القضية، كما قال إنه لم يقرأ مقالاً كاملاً للصحافي المغتال.
شجار عائلي
وحول الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، كشف الأمير محمد بن سلمان، أن ما حدث شجار عائلي. وأضاف أنه “بالتأكيد، العائلة تظل عائلة، والأمر مثل شجار بين الأشقاء، مما يعني أنهم حتمًا سيتجاوزونه، وحتمًا سوف نصبح أفضل الأصدقاء”. واستطرد: “لدى دول مجلس التعاون الخليجي نفس النظام، ولدينا نفس الآراء السياسية بنسبة 90% على ما أعتقد، ونواجه نفس المخاطر الأمنية، ونفس التحديات والفرص الاقتصادية، ولدينا كذلك نفس المجتمع والنسيج الاجتماعي، لذا نحن كلنا كدول مجلس التعاون الخليجي مثل دولة واحدة، وهذا ما دفعنا لتأسيس مجلس التعاون والعمل معًا؛ لأن عملنا معًا سيضمن أمننا، ويضمن نجاح خطتنا الاقتصادية، وسيُظهر أن أجندتنا السياسية يمكنها أن تنجح أيضًا، ومن المؤكد أن هناك بضعة اختلافات، لكن دورنا يتمثل في تعزيز المصالح، وحل الاختلافات”.
وتابع ولي العهد السعودي: “باتت لدينا علاقات رائعة ومذهلة مع قطر، والشيخ تميم شخص رائع، وقائد رائع، وكذلك الحال لبقية قادة دول الخليج، وهدفنا وتركيزنا منصب على كيفية بناء مستقبل رائع، فهم قريبين منا جدًّا الآن، وأصبحنا أفضل من أي وقت آخر على مر التاريخ”.
نأمل أن نصل إلى اتفاق مع إيران
قال التلفزيون السعودي نقلاً عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إن المملكة ستستمر في “تفاصيل المناقشات مع إيران وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدا لكلا البلدين ويشكل مستقبلا مشرقا للسعودية وإيران”.
وأضاف أن “السعودية وإيران جارتان لا يمكن لأحدهما أن تتخلص من الأخرى”.
المصدر : القدس العربي