قوات الاحتلال تشن حملات اعتقال تطال فتية وترش حقول غزة بالمبيدات السامة

الشرق الأوسط نيوز : واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها ضد المناطق الفلسطينية، ونفذت حملات اعتقال وتفتيش، في الوقت الذي استمرت فيه الهجمات الاستيطانية، ومن بينها تنفيذ حملات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، إضافة إلى اعتداءات ضد المزارعين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

اعتقالات وحملات تخريب

وخلال حملة دهم واسعة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة شبان من ضاحية اكتابا شرق مدينة طولكرم شمالي الضفة، وهم حازم علارية، وأحمد سمير قندس، ومحمد نهاد ملحم، بعد أن قامت بتفتيش منازلهم.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة مواطنين من محافظة نابلس شمالي الضفة، وذكرت مصادر محلية أن تلك القوات اقتحمت قرية عقربا وأغلقت مدخلها، وسط إطلاق نار كثيف، واعتقلت كل من حمادة أبو سارة، وفؤاد زياد سعيد، كما قامت باعتقال فاروق حمايل خلال مروره من شارع حوارة جنوب نابلس، وهو من سكان بلدة بيتا.

وطالت الاعتقالات شابين من بلدتي قباطية وصير، جنوب جنين، وهما أنس أبو الرب، وأدهم ارشيد، بعد أن داهمت منزلي ذويهما وعبثت بمحتوياتهما، كما كثفت من تواجدها العسكري في محيط قرى وبلدات: مركة، والزبابدة وميثلون.

كذلك أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، طريق جنين نابلس، ومنعت حركة المواطنين، ما تسبب في أزمة مرورية، في وقت اندلعت فيه مواجهات شعبية في قرية برقة شمال غرب نابلس، عقب التصدي لهجوم مستوطنين في المنطقة.

كما واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب عصام أبو حجلة في الثلاثينات من عمره، بعد مداهمة محله التجاري وسط مدينة قلقيلية شمال الضفة.

وداهمت قوات الاحتلال بلدة دورا جنوب الخليل واعتقلت المواطن نادي خليل الرجوب، وسلمت والده بلاغا لمقابلة مخابراتها، كما اعتقلت المواطن خليل الزعاقيق، من بلدة بيت أمر على حاجز “الكونتينر” العسكري.

وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال داهمت مخيم العروب شمال الخليل واعتقلت الفتيين محمود محمد جوابرة (17عاما)، ومعن نايف البدوي (17عاما)، عقب تفتيش منزلي ذويهما والعبث بمحتوياتهما.

اقتحام الأقصى

إلى ذلك فقد تواصلت حملات الاقتحام الكبيرة لجماعات المستوطنين المتطرفة لباحات المسجد الأقصى، ولليوم الثاني على التوالي، تلبية لدعوات “جماعات الهيكل” المزعوم، للاحتفال بما يسمى “عيد المساخر” اليهودي، وسط حراسة أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة.

ودخل المستوطنون من “باب المغاربة” وأجروا جولات استفزازية في المسجد، استمعوا خلالها لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، فيما أدى بعضهم “طقوسًا تلمودية”، قبل أن ينسحبوا من المكان، ويخرجوا من “باب السلسلة”، فيما تواجد في المسجد رغم القيود الإسرائيلية حشد كبير من المرابطين للتصدي لتلك الاعتداءات.

على وقع استمرار الاقتحامات الواسعة للجماعات المتطرفة لباحات الأقصى

والجدير ذكره أن المرجعيات الدينية والتنظيمات الفلسطينية دعت سكان القدس والضفة ومناطق الـ48 لشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك، للتصدي لهذه الاقتحامات، والمتوقع أن تتكرر الشهر القادم بشكل أكبر وأخطر، في ظل احتفالات الإسرائيليين بأعياد أخرى.

وفي السياق، أكد القيادي في حركة حماس شاكر عمارة أن ما يحدث ويخطط للمسجد الأقصى من الاحتلال والمستوطنين يعد “أمر خطير لفرض واقع جديد فيه”، لافتا إلى أن الاحتلال يهدف إلى المس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد، وأكد في ذات الوقت استعداد الشعب الفلسطيني للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات، وقال “إن دعوات الجماعات الاستيطانية والمتطرفة لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بالآلاف تأتي ضمن مخطط تصعيدي محتمل مع حلول شهر رمضان، وستقف فيه الضفة الغربية والقدس وغزة جنباً إلى جنب لتصعيد أشكال المقاومة كافة”.

وأكد أن الاحتلال اعتاد على استفزاز مشاعر المسلمين من خلال تأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وفرض “طقوس تلمودية”، وقال “الاقتحامات تمارس أمام مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي، بلا رقيب ولا حسيب لفرض أمر واقع جديد من تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا”، مجددا الدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه وعدم تركه، وإحياء صلاة “الفجر العظيم”.

إلى ذلك فقد اقتحمت طواقم تابعة لضريبة الاحتلال الإسرائيلي، أسواق البلدة القديمة من مدينة القدس القديمة، وقامت بمداهمة متاجر عدد من المقدسيين وحررت مخالفات مالية.

وفي سياق الهجمات الاستيطانية، أقدم مستوطنون، ليل الأربعاء، على تكسير وتقطيع أكثر من 60 شجرة زيتون معمرة، في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، في اعتداء تكرر أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.

استهداف غزة

إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين على مقربة من الشريط الحدودي شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع، وقال شهود عيان إن تلك القوات اعتقلت ثلاثة شبان، عند اقترابهم من منطقة السياج الحدودي الفاصل، ونقلهم إلى جهة مجهولة.

ويأتي ذلك في ظل قيام قوات الاحتلال بتكثيف هجماتها على المناطق الحدودية من خلال إطلاق النار صوب المزارع، وتنفيذ عمليات توغل برية يتخللها أعمال تجريف وتمشيط، ما يحرم المزارعين من الوصول إلى حقولهم.

وكان آخر تلك الهجمات، قيام طائرات الاحتلال الإسرائيلي، برش مبيدات سامة على الأراضي الزراعية قرب الشريط الحدودي شرق قطاع غزة.

وقال مزارعون إن طائرات إسرائيلية قامت الخميس برش تلك المبيدات على الحقول الواقعة شرق حي الزيتون ومنطقة جحر الديك، وأخرى تقع شرق مدينتي دير البلح وسط القطاع وخانيونس جنوبا، واستهدفت الطائرات بالمبيدات السامة الأراضي المزروعة بالقمح والشعير والذرة والبامية والملوخية ومزروعات أخرى، ما تسبب بإلحاق خسائر مادية في صفوف المزارعين، علاوة على تسمم البيئة في تلك المناطق المستهدفة.

وكانت قوات الاحتلال قامت مطلع الأسبوع الجاري بعمليات رش مماثلة، طالت العديد من الحقول الزراعية التي يملكها مزارعون قرب الحدود، ما أدى إلى تلفها.

وفي اعتداء أخر، هاجمت زوارق الاحتلال الحربية، بنيران رشاشاتها مراكب الصيادين، التي كانت تعمل أمام سواحل مدينة غزة، وتحديدا في منطقة الصيد المسموح بها بموجب إجراءات الحصار، حيث أجبر الهجوم الصيادين على ترك مكان العمل، ومغادرة البحر، دون التبليغ عن إصابات في صفوفهم.

يشار إلى أن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، طالب المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين.

وجاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الإمارات العربية المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن تصاعد السياسات والممارسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، وقال خلالها إنه يجري قتل الفلسطينيين وسرقة المزيد من الأراضي، في وقت تمضي فيه إسرائيل قدما في سياساتها الاستعمارية والفصل العنصري، نظرا لعدم خضوعها للمساءلة.

وأوضح أنه منذ بداية هذا العام، استشهد 20 فلسطينيا، مشيرا إلى أن الشهر الجاري كان أكثرها دموية حتى الآن، حيث استشهد تسعة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، في أقل من أسبوعين.

وفي رسائله، أكد منصور أن الثقافة المؤسسية للإفلات من العقاب والسائدة لمدة طويلة، “أعطت الضوء الأخضر لاستخدام إسرائيل المتعمد والمفرط للقوة المميتة ضد المدنيين العزل الذين يتعرضون للعنف اليومي من قبل الاحتلال العسكري غير الشرعي”، وطالب المجتمع الدولي بعدم الاستمرار في التغاضي عن تبرير سياسة “إطلاق النار بقصد القتل” الإسرائيلية، ودعا لمحاسبة الجناة، ووقف إعفاء إسرائيل من قواعد القانون الدولي التي يلتزم الجميع بدعمها واحترامها.

وطالب أيضا باتخاذ إجراءات دولية لمساءلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ووقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنفاذ الإجراءات القانونية في المحاكم مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وتطرق إلى خطط الاستيطان الأخيرة، وقال “إن التهجير القسري للأشخاص في الأراضي المحتلة واستعمارها يشكّلان جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي”، وقال مخاطبا مسؤولي الأمم المتحدة “إن هذه الحلقة المفرغة من الانتهاكات وعدم المساءلة زادت من جرأة إسرائيل على تجاهل القانون الدولي، وأدت إلى إضعاف سيادة القانون على الصعيد العالمي، كونها توصل رسالة بأن البعض معفي من القانون والبعض الآخر محروم من حمايته”.

وطالب بتحرك عاجل لمجلس الأمن، من أجل إنهاء هذه المعايير المزدوجة وتنفيذ قراراته، وإرسال رسالة واضحة تفيد بأن القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن تنطبق على جميع الدول، بلا استثناء.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا