جدل حول “ردود صدامية” للمدرب الجزائري جمال بلماضي

الشرق الأوسط نيوز : تحولت الندوات الصحافية لمدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم جمال بلماضي، إلى مادة لـ”الشو” الإعلامي أكثر منها مناسبة للحصول معلومات حول خيارات الناخب الذي تنتظره مباراة مصيرية أمام الكاميرون في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022.

وظهر بلماضي في الندوة الصحافية التي عقدت أمس بالجزائر العاصمة، مصرّا على نفس طريقته المثيرة للجدل في الإجابة على الصحافيين، والتي تعتمد على الاشتباك مع الصحافي أو التقليل من قيمة سؤاله، وأحيانا حتى التهكم من شكل صاحب السؤال، وهو ما اعتبره البعض تعديا لحدود اللباقة.

وكان بلماضي قد كشف قبل يومين عن قائمة اللاعبين التي ستخوض المبارتين الفاصلتين في دوالا الكاميرونية والبليدة في الجزائر، مفجرا عدة مفاجآت أبرزها إبعاد المهاجم بغداد بونجاح، ووسطي الميدان ياسين براهيمي وسعيد بن رحمة لاعب وستهام الإنكليزي، بالإضافة إلى الاستغناء عن لاعب الارتكاز آدم زرقان، مع إعادة الكهل عدلان قديورة صاحب (37 عاما) إلى المنتخب، وهو الذي عاني لعدة أشهر من نقص المنافسة بسبب عدم إيجاده فريقا يلعب له.

 وخلال الندوة الصحفية، سئل بلماضي عن أسباب هذه الخيارات، فكانت إجاباته صدامية ورافضة لأي تبرير، بحجة أن هذا الأمر يعنيه فقط هو كمدرب. وعندما سأله صحافي جريدة “ليبرتي” مثلا عن سبب استبعاد آدم زرقان وقد كان أغدق عليه بالمديح سابقا، رد عليه بلماضي: “هل أنت محاميه؟”، وهنا تشبث الصحافي بالسؤال، وقال: “هل خيارك تكتيكي أم تأديبي؟” فرد عليه بلماضي ثانية في كلمتين: “إنه خيار المدرب”، تاركا الصحافي دون إجابة شافية عن سؤاله.

لكن الحادثة التي أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل، كانت ذلك الرد الغريب من بلماضي عن سؤال صحافي “الشروق” الذي تساءل عن سبب عدم إشراك آدم زرقان في كأس إفريقيا، حيث قال له: “أنتما معا واحد في الشرق والآخر في الغرب (الصحافي الذي سأله عن زرقان قبل ذلك)” ثم واصل بمزاح ثقيل: “هل لديك دبلوم في التدريب لتتحدث عمن يستحق اللعب؟ هل تعرف أصلا كيف تلعب كرة القدم؟ أنت أصلا ليس لديك جسم رياضي ربما لم تعرق في حياتك. أرجوكم ابقوا في مكانكم لا أحد يخبرني من يستحق اللعب”.

وتفاعل صحافيون على مواقع التواصل بقوة مع هذه الإجابات التي يبدو أنها كانت القطرة التي أفاضت كأس العلاقة المتوترة أصلا منذ كأس إفريقيا الأخيرة التي خرج فيها المنتخب حامل اللقب بخفي حنين.

وفي تدوينة له، عقد صحافي قنوات “بي إن سبورت” الجزائري ياسين بلمنور، مقارنة بأسلوب ساخر، بين مدرب ريال مدريد أنشيلوتي عقب الهزيمة الكبيرة أمام برشلونة في كلاسيكو الأحد، وما تعرض له من هجوم من الصحافة الإسبانية رغم مساره الحافل بالألقاب كمدرب، وبين من يعيبون على الصحافة إحراج بلماضي بالأسئلة؛ لأنه بالنسبة لهم “خط أحمر”.

وانتقد الصحافي كريم قندولي من جهته ردود بلماضي على الصحافيين التي وصفها بالمستفزة لحد القرف، بالرغم أن المتواجدين في المؤتمر الصحافي، بحسبه قوله،  لم يقللوا من احترامه و لم يتجاوزوا حدود اللياقة. 

عكس ذلك، اختار المعلق الرياضي الشهير حفيظ دراجي صف الدفاع عن بلماضي، وكتب يقول على فيسبوك:  “لاحظت مثل غيري قلقا كبيرا على جمال بلماضي أثناء رده على أسئلة بعض الزملاء الصحافيين في الندوة الصحافية التي عقدها اليوم، والتي كان بعضها مكررا ومستفزا خاصة ما يتعلق بخياراته الفنية التي تعتبر من صلاحياته لوحده، وهو الوحيد الذي يعرف الجزئيات والتفاصيل والخصوصيات ومتطلبات مباراة فاصلة مؤهلة إلى كأس العالم”.

وأضاف دراجي: “لا يمكننا الجزم بأن بلماضي على صواب أو خطأ في خياراته قبل المواجهة المزدوجة أمام الكامرون، ولا يمكن الحكم عليه بسبب استغنائه عن لاعب واستدعائه للاعب آخر، أو حتى إصدار أحكام مسبقة قبل حقيقة الميدان خاصة وأنه أكد مرارا قدراته الكبيرة عند التعامل مع المباريات مهما كانت الصعوبات”. 

ورغم الانتقادات التي تطاله إعلاميا، لا يزال بلماضي يحظى بشعبية كبيرة في الشارع الرياضي، كما أنه يلقى الدعم من السلطات السياسية، بعد إنجازه الكبير بالحصول على كأس إفريقيا من القاهرة سنة 2019 وتحقيقه لرقم قياسي جزائري وإفريقي في سلسلة اللاهزيمة التي بلغت 35 مباراة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا