*الجبهة العربية الفلسطينية: اعلان نتنياهو عدوان جديد على الجغرافيا العربية من بوابة الصومال*

شبكة الشرق الأوسط نيوز  : قالت الجبهة العربية الفلسطينية أن إعلان بنيامين نتنياهو مساء أمس اعتراف كيان الاحتلال بما يسمّى «استقلال أرض الصومال» لا يمكن فصله عن جوهر المشروع الصهيوني الاستعماري، ولا عن الدور الوظيفي الذي تؤديه إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ووكلائها، في إعادة رسم خرائط المنطقة على قاعدة التفكيك، وإشعال الصراعات، وضرب الدول من داخلها، تمهيداً لإخضاعها وإعادة هندستها بما يخدم مصالح الهيمنة الغربية.

واضافت الجبهة في تصريح صحفي صباح اليوم ان هذا الاعتراف الوقح يشكل سابقة خطيرة، وعدواناً مباشراً على وحدة الدول وسيادتها، وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي، ومحاولة مكشوفة لتكريس منطق الكيانات المصطنعة، وهو المنطق ذاته الذي أُنشئ به كيان الاحتلال فوق أرض فلسطين، ويعاد اليوم تصديره كنموذج تخريبي إلى الجسد العربي والإفريقي.

واكدت الجبهة أن هذا الإعلان لا يأتي في فراغ، بل يتقاطع بشكل عضوي مع العدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس، ومع الاعتداءات المستمرة على لبنان وسوريا، ومع محاولات العب بالأمن القومي العربي عبر فتح بؤر توتر جديدة في الصومال والسودان وجنوب اليمن. إنه نهج واحد، وعقيدة واحدة، عنوانها زعزعة الاستقرار، وكسر الدول، واستنزاف القوى العربية الكبرى، وفي مقدمتها مصر والسعودية، عبر تطويقها بأحزمة من الفوضى والصراعات الجانبية.

واوضحت الجبهة ان المشروع الصهيوني – الأمريكي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يستهدف الأمة في وحدتها، ووعيها، وقدرتها على الفعل التاريخي. وما يجري اليوم هو محاولة محمومة لإشغال العواصم العربية عن الصراع المركزي، ولتفتيت بوصلة العداء، وتحويل الصراع من صراع تحرر وطني وقومي مع عدو استعماري، إلى صراعات داخلية وحدودية تدار بالوكالة، وتستثمر لإدامة الهيمنة.

وتابعت الجبهة إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نرى في هذا الاعتراف خطوة عدوانية جديدة تفضح طبيعة الدور الصهيوني التخريبي، وتؤكد أن إسرائيل ليست كياناً معادياً للفلسطينيين فحسب، بل مشروع تفكيك شامل للأمة العربية، وأداة متقدمة لضرب أمنها القومي، ووحدتها الجغرافية، ومستقبل أجيالها.

ودعت الجبهة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، والقوى الحية في الأمة، إلى رفض هذا الإعلان جملةً وتفصيلاً، وعدم التعامل معه كحدث معزول، بل كجزء من مخطط استراتيجي يستوجب موقفاً عربياً جماعياً يستند إلى تعزيز التضامن، وتحقيق التكامل، وإغلاق أبواب الاختراق أمام العدو وأدواته.

واكدت الجبهة ان الرد الحقيقي على هذا النهج العدواني لا يكون بالصمت ولا بالتكيّف، بل بإعادة الاعتبار لمشروع عربي تحرري جامع، وبوحدة الموقف في مواجهة الصهيونية وحلفائها، وبالتمسك بفلسطين كقضية مركزية، وبسيادة الدول العربية ووحدة أراضيها كخط أحمر لا يسمح بتجاوزه.

الجبهة العربية الفلسطينية
27 كانون الأول / ديسمبر 2025

قد يعجبك ايضا