كيف يستقبل اللبنانيون شهر رمضان وسط الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة؟
الشرق الأوسط نيوز : يستقبل اللبنانيون شهر رمضان في ظل أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية غير مسبوقة، تحرمهم فرحة وبهجة الاحتفاء بالشهر الفضيل الذي ينتظرونه سنوياً من عام إلى آخر، من أجل ممارسة العديد من الطقوس الدينية والرمضانية والعادات الاجتماعية، التي كانت تكثر فيها موائد الإفطار والسحور الغنية بأشهى المأكولات والحلويات والتي كانت تجمع العائلات مع بعضها البعض إلى جانب الأصدقاء والأحباء، إما في المنازل أو في المطاعم أو في الساحات العامة التي كانت تزدان بالأضواء المنوعة والزينة الرمضانية في الشوارع والأحياء والبيوت ولا سيما هلال وفانوس رمضان.
ولكن بسبب تقلص القدرة الشرائية للمواطنين في لبنان، فإن معظم هذه العادات والطقوس الرمضانية ستغيب مظاهرها بشكل ملحوظ عن العديد من المنازل والعائلات، وستبقى حكراً على الميسورين، وذلك نظرا للغلاء غير المعقول في أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه واللحوم والدجاج والحلويات والتي باتت تُعتبر من الكماليات لدى العديد من المواطنين الذين باتوا يرزحون تحت خطّ الفقر.
وعلى عكس السنوات الماضية التي كانت تعجّ فيها الأسواق بحركة المواطنين، فإن حركة الأسواق خجولة لا بل شبه معدومة هذه الأيام، وحتى الشوارع تفتقد إلى الزوار وإلى الإنارة والزينة والأضواء التي غابت معالمها، وحلّت محلها العتمة بسبب غياب الكهرباء واعتماد التقنين القاسي من قبل أصحاب المولدات الكهربائية، فضلاً عن الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، حيث بات المواطنون يحسبون ألف حساب في تنقلاتهم التي باتت مقتصرة على ما هو ضروري فقط.
ولهذه الأسباب مجتمعة ، فإنّ الموائد الرمضانية ستغيب عن معظم المواطنين، وستغيب معها العديد من أطباق المأكولات، ومنها على سبيل المثال طبق “الفتوش”، وهو الطبق الأساسي الذي يجب أن يكون حاضراً إلى جانب الكبّة والبطاطا المقلية والمشوية والجلاب والتمور وسواها من المأكولات والحلويات ومكوّنات السفرة اللبنانية الرمضانية التي لم يعد بمقدور الكثيرين شراؤها. فطبق الفتوش لنحو أربعة أشخاص على سبيل المثال، بات يكلف ما يقارب 200 إلى 300 ألف ليرة لبنانية، بعد أن لامس سعر كيلو البندورة الأربعين ألف ليرة، والخيار الـ35 ألفاً، والخس العشرين ألفاً والبصل العشرة آلاف، وباقة البقدونس 8000 ليرة، والفجل بـ7000 ليرة، ناهيك عن الزيت الذي بات عملة نادرة ومفقودة.
الى ذلك، وتحت شعار”رمضان فرصة للتغيير”، أطلقت جمعية الإرشاد والإصلاح أعمالها الرمضانية لعام 2022.
وأشار رئيس الجمعية المهندس جمال محيو إلى أن “الجمعية تعمل في رمضان هذا العام على ثمانية مشاريع أساسية هي: سلة الخير الرمضانية لتوزيع حصص غذائية جافة وطازجة عبارة عن إفطار وسحور وتهدف للوصول إلى 25000 عائلة، ومشروع إفطارات الفرح للأيتام مع نشاطات ترفيهية وتثقيفية لـ500 يتيم، ومشروع كفالة العائلات بتقديم مساعدة مالية شهرية لـ675 عائلة، ومشروع استقبال زكاة المال، ومشروع استقبال “زكاة الفطر” وتوزيعها قبيل العيد، ومشروع “إلى الله أقرب” لتعليم القرآن وعلوم الدين عن بُعد، ومشروع “فرحة العيد” لتوزيع كسوة العيد وعيدية وحلوى للأطفال، ومشروع “وحبّة مسك” لتوزيع المعمول على العائلات في العيد.
المصدر : القدس العربي – ناديا إلياس