فلسطين: الأسعار تلتهب على أعتاب شهر الصيام.. والمواطنون يخشون الأسوأ
الشرق الأوسط نيوز : يعيش المواطن الفلسطيني في هذه الأوقات هواجس ارتفاع الأسعار بشكل جنوني خلال شهر رمضان، الذي يطرق الأبواب، وتزداد هذه المخاوف في هذه الأيام بشكل أكثر مما كانت عليه المواسم الرمضانية السابقة، التي اعتيد فيها على ارتفاع ثمن العديد من السلع، وذلك على خلفية “أزمة الغذاء” التي أحدثتها الحرب الروسية على أوكرانيا، فيما ينتظر المواطن الوعود الحكومية بانخفاض الأسعار، بما فيها السلع الرئيسة، لتصبح واقعا على الأرض.
استمرار الارتفاع
ورغم التحركات الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تجاه ضبط الأسعار، بعد موجة الغلاء، وإصدار قرارات بإعفاء المواد الأساسية التموينية من الضرائب، وفي مقدمتها الدقيق، إلا أن الأسواق تشهد ارتفاعا في الأسعار طال الكثير من المواد، مثل بعض البقوليات والأرز، علاوة على الارتفاع في ثمن الدقيق، في وقت يشتكي فيه المواطنون من ارتفاع بعض أسعار الخضار، وكذلك اللحوم البيضاء، ما أثر كثيرا على القدرة الشرائية للمواطنين.
وقفزت أسعار بعض المواد لأكثر من 10%، وحاليا يخشى السكان أن يتواصل هذا الارتفاع ويصل لمعدلات أكبر خلال شهر رمضان، الذي يزداد فيه الطلب على العديد من الأصناف مثل الزيوت، علاوة على الدقيق السلعة الأساسية في كل منزل.
ويقول أحمد طه من غزة، وهو رب أسرة مكونة من ثمانية أفراد، إنه اضطر لشراء الدقيق لتخزينه خشية من حدوث أزمة، حسب ما فهم من متابعة الأخبار الاقتصادية، المرتبطة بالحرب الروسية، ويشير إلى أنه أيضا قام بشراء بعض السلع الأساسية، لكن هذا الرجل الذي يعمل في وظيفة براتب قليل، يقول إنه قام بشراء الدقيق والزيوت بثمن أكبر مما كان عليه الأمر قبل أقل من شهر، ويؤكد أن ذهابه لشراء هذه السلع كما الكثير من أصدقائه، جاء خشية من ارتفاعها في شهر رمضان، ويرى أن هناك سلعا ارتفعت بسبب عدم وجود رقابة قوية من الجهات المختصة على الأسعار في الأسواق.
ويرجع المختصون السبب في الغلاء إلى عدة أسباب، أكثرها خطورة “جشع التجار الكبار”، إضافة إلى أزمة الشحن العالمية التي خلقتها قبل عامين أزمة انتشار فيروس “كورونا”، وأخيرا الحرب الروسية على أوكرانيا، خاصة وأن البلدين من أكثر البلدان تصديرا للعديد من السلع الأساسية وفي مقدمتها الزيوت والدقيق.
ويقول أحد أصحاب محلات البيع بالجملة والتجزئة الكبيرة في مدينة غزة لـ”القدس العربي” إن مستوردي المواد الغذائية الأساسية ومنها الأرز، رفعوا ثمن تلك البضائع، لافتا إلى أنهم باتوا يشترون تلك الأصناف بالثمن الجديد المرتفع.
وعلى مقربة من هذا المحل التجاري الكبير الواقع في “سوق فراس” وسط مدينة غزة، يؤكد صاحب محل آخر أن هناك تجارا يرفضون بيعهم الكميات المطلوبة من المواد التموينية، ويقومون ببيعهم كميات تصل إلى النصف أو أقل.
الخشية من رمضان
ومن أجل ضبط الحالة، أعلنت وزارة الاقتصاد الوطني في غزة حظر رفع سعر أي سلعة أو خدمة عن الأسعار المعلنة والمحددة من قبلها، بعد أن قامت بنشر قائمة تحدد أثمان المواد التموينية الرئيسة، لافتة إلى أنها أخطرت التجار والمستوردين وأصحاب المحلات التجارية والبائعين وأصحاب المصالح كافة بالقرار، وأكدت أنه يتوجب على التجار الحصول على موافقة خطية مسبقة من الوزارة، في حال رفع سعرها من المصدر المورد، وأعلنت في وقت سابق عن إحالة عدد من التجار للنيابة العامة بسبب رفعهم للأسعار.
وفي غزة اتخذت لجنة العمل الحكومي في وقت سابق، قرارا بإعفاء السلع الأساسية كـ “الدقيق والأرز والعدس والفول وزيت الذرة” من الرسوم الجمركية كافة، والضرائب وأذونات الاستيراد.
لكن رغم ذلك تشهد أسواق اللحوم خاصة البيضاء ارتفاعا بدأ منذ أكثر من شهر، حيث يصل في بعض الأيام ثمن كيلو الدجاج قبل الذبح لـ 14 شيكلا (ما يقارب 4 دولارات أمريكية) وبالعادة ترتفع أثمان هذه اللحوم بسبب كثرة الطلب في شهر رمضان.
وبدأت هذه اللحوم تهجر موائد غالبية أسر غزة، فيما يتوقع أن تزداد قائمة الأسر التي لن تقدر على شرائها في حال الزيادة المتوقعة، في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل.
موجة غلاء في الضفة
هذا وقد اشتكى المواطنون في الضفة الغربية من ارتفاع الأسعار رغم القرارات الحكومية الأخيرة، التي اتخذتها خلية الأزمة المكونة من وزارتي المالية والاقتصاد الوطني، والتي قررت قبل أيام إعفاء جميع مبيعات الطحين المغلفة بأكياس 25 كيلوغراما فما فوق من ضريبة القيمة المضافة البالغة 16%، كما قررت إعفاء جميع المخابز من ضريبة القيمة المضافة عن أشهر مارس وأبريل ومايو، على أن يحدد سعر كيلو الخبز بحد أعلاه 4 شواكل “الدولار الأمريكي يساوي 3.25 شيكل”.
ورفضا للغلاء، نظم الأسبوع الماضي إضراب في مدينة الخليل، دعا إليه حراك “بدنا نعيش” الذي نظم سابقا العديد من الاحتجاجات، وأكد القائمون على الحراك أن الإضراب جاء بعد انتهاء المهلة التي منحها الحراك للحكومة لتنفيذ الاتفاق المبرم منذ نحو شهر ونصف.
المصدر : القدس العربي