الائتلاف الحاكم في إسرائيل يفقد أغلبيته في الكنيست بعد استقالة رئيسته منه.. والطريق باتت مفتوحة لانتخابات خامسة
الشرق الأوسط نيوز : فقدت حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت (حزب يمينا) أغلبيتها الضئيلة بعدما انسحبت النائب عيديت سيلمان (يمينا) من الائتلاف على خلفية أزمة حول إدخال الخبز للمستشفيات بخلاف تعاليم الديانة اليهودية وهذا يفتح الباب على عدة خيارات من بينها وربما أكثرها واقعية الذهاب لانتخابات خامسة.
وأعلنت سيلمان صباح الأربعاء عن استقالتها من منصبها كرئيسة للائتلاف الحاكم احتجاجا على قرار وزير الصحة نيتسان أهرونوفيتش (ميرتس) بإدخال الخبز للمستشفيات في فترة الفصح اليهودي بخلاف الشريعة اليهودية. وقدمت سيلمان استقالتها دون إنذار مسبق ودون تبليغ رئيس حكومتها ورئيس حزبها نفتالي بينيت وهو منذ الإعلان عن استقالتها يحاول الاتصال بها لكن هاتفها مغلق.
ويعني فقدان الحكومة أغلبية الـ61 في الكنيست لتتساوى قوة الائتلاف الحاكم مع قوة المعارضة مع 60 مقعدا لكل منهما وهذه حالة شلل تعني العجز عن تشريع القوانين. وقالت في بيان مقتضب إنها لم تعد تحتمل انتهاك الحكومة لقيمها الدينية والعقائدية لكن بعض التسريبات الصحافية تفيد بأن الاستقالة جاءت بعد اتفاق سري مع المعارضة مرجحة أن ينضم لها نائب أو نواب آخرون.
وبمثل هذه الحالة تستطيع الحكومة مواصلة طريقها لكنها باتت بطة عرجاء تسبب استقالة سيلمان ضربة موجعة لها ولمكانتها وهيبتها خاصة أنها تنتمي للحزب الحاكم (يمينا) وسبقها زميلها في الحزب عامي حاي شكلي الذي استقال من الحزب احتجاجا على تشكيل بينيت حكومة بالاعتماد على القائمة العربية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس.
في المقابل فإن سقوط أو إسقاط الحكومة في إسرائيل يحتاج لأغلبية 61 مقعدا مثلما تحتاج حكومة جديدة لذات العدد من النواب ومع ذلك تبدو استقالة سيلمان بداية نهاية هذه الحكومة بعد أقل من سنة على تشكيلها رغم أحاديث وترجيحات أن يقدم بعض نواب القائمة المشتركة كأحمد الطيبي وأسامة السعدي (الحركة العربية للتغيير) سلة أمان مقابل منجزات لفلسطينيي الداخل. مثل هذه الحالة واردة لكنها من شأنها أن تؤدي لردود فعل داخل الائتلاف ودفع بعض نواب اليمين في الحكومة للانسحاب منها لرفضها الاتكاء على نواب عرب جدد خاصة أن المشتركة تعتبر أكثر “تطرفا” من الموحدة بعيون إسرائيلية كثيرة.
وقال النائب سامي أبو شحادة عن حزب التجمع الوطني الديموقراطي في القائمة المشتركة إنه لن يمنح سلة أمان لهذه الحكومة اليمينية العنصرية وإن الذهاب لانتخابات مبكرة هو الخيار المفضل بالنسبة له.
كما كان متوقعا سارت كتل المعارضة لمباركة سيلمان وقال نتنياهو في شريط فيديو إنه يعانقها نيابة عن “ملايين الإسرائيليين ممن يقلقون على هوية الدولة اليهودية”. واعتبر رئيس حزب “الصهيونية اليهودية” أن استقالة سيلمان بداية فجر جديد. من جهته قال عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي إنه يرجح أن يتمكن نفتالي بينيت من معالجة الأزمة والحيلولة دون سقوط الحكومة.
المصدر : القدس العربي