القضية الفلسطينية العربية الإسلامية هي القضية المحورية

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات….. 

 

إن القضية الفلسطينية من الوجهة الإسلامية والعربية ليست قضية أرض مسلوبة بقدر ماهي قضية دين وعقيدة ، وأن كل واحد منا يدرك جيدا أنه لا يوجد على وجه الأرض عربي مخلص ومسلم صادق نقي الإيمان يخطر على باله مجرد القول والأعتراف بالدولة الإسرائيلية بعد أن سمع قول الله تعالى : ” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ”. الآية 82 من سورة المائدة .
إن القضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية باءمتياز ، وهي تعني العرب والمسلمين ، ولا تعني سواهم ، وأنها حق مغصوب يجب أن يعود إلى أصحابه وأن عملية السلب هذه تمت بعناصر يهودية غريبة توافدت على هذه الأرض المباركة من شتى بقاع الأرض ، ولن تتم إعادة هذا الحق المغتصب إلى ذويه إلا بعد أن يعود هؤلاء الغاصبون من حيث أتوا طائعين أو داحرين ، هذا مع أنه كان من المفترض أن يدرك المسلمون والعرب عندما بدأت خيوط المؤامرة الإستعمارية الصهيونية لأغتصاب فلسطين وإقامة دولتهم الصهيونية على أراضيها ، أن الجهاد أو المقاومة أو الكفاح المسلح بلغة العصر هو الحل الأوحد للإبقاء على فلسطين وإنقاذها من براثن الصهيونية والإستعمار ، لكن كيف عولجت القضية ..؟.
قام الكيان الصهيوني وملأ العرب والمسلمين الدنيا صراخا وعويلا نشروا التهديد والوعيد في الخافقين وبرزت على الساحة العربية شعارات وآراء أصحابها يرون أنها تضع الأمة على طريق الحل ، فماذا كانت النتيجة ..؟ لقد أخفقت تماما مقولات وحدة الهدف والمصير ، ووحدة الصف العربي والتضامن العربي وعلاقة حسن الجوار إلى آخر هذه الشعارات الهزيلة ، وعلى ذلك فالواجب وضع القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح وانتزاعها من أيدي العابثين دحلان وأمثاله لترجع إلى موضعها الطبيعي إلى العرب والمسلمين .
لقد كان لمعظم الأنظمة العربية ممارسات خطيرة في حق القضية الفلسطينية عندما أقروا وأعترفو بالوجود الصهيوني على أرض فلسطين ، وتكتفي مطالبها بإعادة الأرض التي أحتلت في العام 1967 ، ولهذا كله أقول أيتها الشعوب الإسلامية ، إن منطقنا كشعوب إسلامية هو منطق المؤمنين ومنطق القرآن الكريم ، وهو منطق ” إنا لله وإنا إليه راجعون ”، المنطق الذي لا يستطيع أن يتحداه اليهود الجبناء ولا تستطيع أن تتحداه أي قوة وما العمليات الجباره مؤخراً خير دليل على ذلك ، فالشعوب التي تعتبر نفسها وكلت كل ما تملك لله سبحانه وتعالى تعتقد بأن الرحيل عن هذه الدنيا نحو الخالق وهو المحي والمميت ، هو الهدف والمراد ، مثل هذه الشعوب لا يمكن لأية قوة أن تتحداها مطلقا ، فخطأ العدو يكمن في عدم معرفته للإسلام وخطأنا نحن الشعوب العربية والإسلامية يكمن في جهلنا لإسلامنا وديننا وعقيدتنا ، فلو أننا أحتضنا الشهادة وعانقناها كما كان يفعل الأسلاف ، فمثل هذه الشعوب لا تستطيع أي قوة وأي قدرة الوقوف في وجهها ، فنحن الشعوب الإسلامية على خطأ لأننا نجهل إسلامنا ونجهل قدرة الإيمان ونجهل خصال الشعوب الإسلامية الحقيقية ، ففي هذه اللحظة بالذات ، هذه اللحظة التي تداس وتنتهك فيها المقدسات الإسلامية ، هذه اللحظة التي يموت فيها أبناء الإسلام ، على الشعوب الإسلامية أن تثور وتتحدى كل قوة جبارة تريد القضاء على مبادئها وتدوس وتنتهك مقدساتها ، شريطة أن تكون هذه الإنتفاضة وهذه الحركة من أجل الإسلام ولتطبيق أحكام القرآن وتحقيق الحق وإقامة العدل في الأرض ، فإن مثل هذه الشعوب لم تتراجع بالإغتيالات ، لأن الإعتدأت لا تدوم أمام قوة الإيمان ، ولأن أعداؤنا اليهود وأحفادهم يتصورون بأن الأفكار التي يحملها أبناء الشعوب الإسلامية هي الأفكار التي يحملها الماديون ، فلا يفكرون إلا بالدنيا ولا يريدون إلا حطامها ، وهذا هو الذي يجعل الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل الإستمرار في عملية المفاوضات مخافة أن تصبح هذه الإنتفاضة حرب بين الحق والباطل ، يعني حرب عقيدة وفكر ، ويطرح الإسلام طرحا عمليا جهاديا هجوميا وليس دفاعيا ويخرج العمل الإسلامي من حيز التنظير الفكري إلى نطاق العمل الجهادي والمقاوم ، وتعتمد الإنتفاضة على جماهير الشعوب الإسلامية في كل أنحاء العالم ، مما يؤدي إلى تحريك الشعوب الإسلامية بأجمعها وتلاحمها ما دامت تهدف إسرائيل في حربها إلى :
أولا : إبادة شعب مسلم بكامله ومحو المقدسات الإسلامية ٠
ثانياً : القضاء على القوة الروحية التي تتمثل في الصحوة الإسلامية التي بدأت تعطي ثمارها على أن نعلم بأن هزيمة الكفر تبدأ من تصدع بنيانهم والركائز التي يعتمدون عليها ، وهذا مما يفرض علينا اليوم :
إسلامية القضية : لأن هذا العنصر يشكل أعظم خطر على إسرائيل ، وأن يشعر كل بلد مسلم أن مشاكله هي مشاكل كل المسلمين وأن مشكلة القدس الشريف هي مشكلة كل المسلمين في كل أرجاء المعمورة .
شعبية القضية : لأن الإسلام يؤمن بأن الشعوب وحدها القادرة على حل مشاكلها ولا تستطيع الأنظمة المعزولة عن شعوبها أن تنهض بمسؤولية تحرير أراضيها المغتصبة بل الشعوب الإسلامية بملايينها الفقيرة بل بمليارها هي القادرة على تحرير أراضيها .
إلغاء معادلة التبعية : من المسائل الجادة المثارة على مسرح قضايانا هي فكرة تبعية قضايانا إلى قوة من القوى الكبرى ، وهذه الفكرة تنطلق من هزيمة داخلية ومن عدم التقييم الصحيح لطاقات شعوبنا ، إن لم تكن منطلقة من عمالة مطلقة .
ومن هنا فعلى الشعوب الإسلامية ، اليوم ، أن تتحرك وتخلص نفسها من قوى الشر وأيدي الأشرار ، وأن تتحوّل من الخوف إلى الشجاعة ، ومن اليأس إلى الإطمئنان ، ومن التفكير في الذات إلى التفكير في الله ، ومن التفرقة إلى التجمع ، وهذا التغيير يؤدي إلى حل مشاكلنا الكبرى التي أجمع الأعداء على إستحالة حلها .
لا خوف من العزلة : العزلة عن القوى الإستعمارية تؤدي إلى نمو شخصيتنا وقطع تبعيتنا لغيرنا والإعتماد على أنفسنا في أستمداد العزم منها ، وهذا للقضاء على الهيمنة الإستعمارية .
الوحدة مقدمة ضرورية : الأمة المتفرقة والشعوب المتنافرة غير قادرة على أن تعمل شيئا ، وهذه الخطوة هي أهم خطوة على طريق تحرر شعوبنا من البراثن الإستعمارية ، غير أن الموانع المتمثلة في الدرجة الأولى بالأنظمة الحاكمة التي تحول دون تحقيق هذه الوحدة ، فهذه الأنظمة تعيش في صراع مع بعضها بسبب انتماأتها الإستعمارية المختلفة وخضوعها لألاعيب السياسة الدولية المخادعة لما أدى بها إلى تشجيع الثورة الفلسطينية على ولوج دهاليز السياسة الدولية الفاشلة ، وهذا أبشع جرم أرتكب في حق القدس الشريف وتهربوا من مواجهة المشكلة وتتحللوا من تبعاتها ، كما تعيش في صراع مع شعوبها بسبب إنفصالها عن الجماهير وأبتعادها عن آمال شعوبها وآلامها ، وأن ما أصابنا له سببان هما :
مشكلة الدول الإسلامية والعربية مع بعضها ، ومع الأسف لم تستطع هذه الدول أن تجد حلا لها ولخلافتها ، بينما يعرف الجميع أن هذه المشاكل ناتجة عن هذه الخلافات .
الإنفصال بين الجماهير والحكومات ، لأن الحكومات تعاملت مع الجماهير بطريقة تخلت معها الجماهير عن دعم الحكومات ، فمن المفترض أن تحل المشاكل بيد الشعوب ، ولكن إنعدام الثقة والتفاهم بينها أدى إلى تفاقم مشاكل الدول الإسلامية والعربية وجعل شعوبها بعيدة عن تحمّل أعباء هذه المشاكل .
رفض مؤامرات المماطلات السياسية : القضايا الإسلامية والعربية ، ما أصيبت بالألاعيب والمماطلات السياسية هذه في أزقة عصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة والمؤتمرات والمحادثات والأجتماعات والخطابات ، إلا بالعمالة والخيانة التي أتصف بها بعض زعماء هذه الدول ، في حين الإسلام يرفض هذه التحركات التي تؤكد روحية الإنهزام وتستهدف إهدار طاقات الشعوب الإسلامية .
إعلان إسلامية القضية : وإستنفار الطاقات العربية والإسلامية كافة ووضعها في خدمة القضية الفلسطينية .
الإعلان الواضح الصريح عن الرفض الجازم للكيان الصهيوني جملة وتفصيلا ، ومن هنا لابد للشعوب أن تنهض وتمسك بزمام مقدراتها وتقف في وجه أعداء الإسلام بقوة الحديد والإيمان .
أي زعيم عربي يملك أو عنده حل غير هذا فليتفضل به فالأمة الإسلامية تنتظره وهي بحاجة اليوم قبل الغد ، هذا في الوقت كانت قد سعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى رمي الكرة في الملعب الإيراني عندما وافقت على العرض الأوروبي ، فطهران تسعى لإعادة الكرة إلى الملعب الأمريكي بوضع مقترحات قد تم تقديمها في مجموعة الثماني التي عقدت في روسيا عام 2006 ، لكن المهم بالنسبة لنا كدول عربية الآن ، أين نحن كلاعبين من هذه المباراة ..؟ وهل سنكتفي بدور المتفرجين لنفاجأ بأن المنطقة العربية جرى تقسيم نفوذها ..؟.
يبدو أن الموقف الأمريكي الحالي الساعي للتفاوض مجرد تغيير تكتيكي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسباب عديدة : أولها ضعف الإدارة الحالية داخليا ، وتزايد عدم الثقة لدى الشعب الأمريكي في أتخاذها القرارات الصائبة بعد الحرب على العراق وتزايد الإنتقادات لهذه الحرب ونتائجها .
وثانيها نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كسب بعض التعاطف الدولي ، والدعوة للحوار بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا مع موقف الصين وروسيا الرافض لفرض عقوبات أو اللجوء إلى الخيار العسكري في المرحلة الحالية على الأقل ، مع نجاح الجمهورية الإسلامية في تقوية مواقفها في المنطقة بتأثيراتها داخل العراق وسوريا ومع حزب الله والحوثيين وحماس وإنتهاجها خطابا مطمئنا للدول الخليجية والشرق أوسطية وتأكيداتها المستمرة على أن برنامجها النووي سلمي ولا يسعى للتحول إلى برنامج عسكري ، هذا مع بدء فتح ملف إسرائيل النووي بقوة في المحافل الدولية والدعوة لأنضمام الدولة العبرية لمعاهدة منع الإنتشار النووي في إطار إقامة شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل ، وكل ذلك لا يصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة ، وتدرك الولايات المتحدة الأمريكية تماما أن إيران لن تتخلى عن حلمها باءمتلاك التكنولوجيا النووية مهما كانت الضغوط الدولية عليها ، وأنها في النهاية سترفض تلك المقترحات مما يظهرها كدولة ” مارقة ” رفضت يد السلام الممدودة لها ، وبالتالي يمكن لأمريكا حتى لو لم يوافق مجلس الأمن على فرض عقوبات على إيران أن تقوم من جانبها بخطوات تصعيدية وتشكيل تحالف دولي جديد يضم هذه المرة ألمانيا وفرنسا لفرض عقوبات جديدة ، ثم توجيه ضربة إذا أقتضى الأمر ، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية الجديدة وصفت فكرة توجيه ضربة عسكرية خاطفة لإيران بأنها خيال جامح إلا أن الجميع يدرك أن بايدن نفسه يمتلك مثل هذا الخيال دائما ، فالأهداف الأمريكية واضحة حتى وإن أرادت إخفاءها ، تريد إضعاف إيران وعدم بروزها كقوة إقليمية ، كما تسعى إلى ذلك طهران بقوة عن طريق حرمانها من أي قوة نووية وزعزعة إستقرار نظامها وعزلها دوليا .
أما أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهي تثبيت نفسها كقوة إقليمية كبرى في السنوات القادمة لها أياد ممدودة في المنطقة العربية ( في سوريا ولبنان والعراق واليمن والأراضي الفلسطينية ودول الخليج العربي بل وحتى أفغانستان ) بحيث تضطر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا للإعتراف في النهاية بالأمر الواقع والتعامل معها كقوة نووية إقليمية لا يستهان بها ليكون لها نصيبها في الكعكعة الشرق أوسطية ، والكل هنا يحاول شراء الوقت لتغيير المعادلة لصالحه وتحقيق أهدافه .
الجمهورية الإسلامية الإيرانية أدارت مبادرتها الدبلوماسية بإعادة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بنجاح حتى الآن حيث قامت ، وفي الخفاء ، بإرسال مبعوثين رسميين وغير رسميين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أن هناك أزمة ثقة كبيرة وكبيرة جدا لاتزال بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، خاصة وأن إيران ساعدت في موضوع تشكيل مجلس الحكم في أفغانستان منذ السنوات السابقة ، وبعدها مباشرة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية محور الشر الذي يضم إيران وكوريا الشمالية والعراق ، وتبدو أزمة عدم الثقة واضحة في تصريحات زعماء إيران منها قول أحدهم أن تهديدات الغرب للجمهورية الإسلامية الإيرانية مثل ترويع بطة لكي تهرب من الماء وهو أمر غبي للغاية ، هذا في وقت ترى فيه أوروبا أن إيران تسعى بالفعل لأمتلاك سلاح نووي لفرض سيطرتها الإقليمية مما سيجعل أمن واستقرار أوروبا نفسها محل شك .
والسؤال الذي يشغل بال رجالات السياسة والمراقبين في العالم اليوم هو من الذي سيسيطر على الشرق الأوسط في المستقبل ، إيران أم الولايات المتحدة الأمريكية ..؟.
الجميع ينتظر الإجابة على هذا السؤال والمخاوف الخليجية والعربية تزداد ، وقد أكدت بعض الدول العربية موقفها من الأزمة بضرورة عودة الملف النووي الإيراني إلى وكالة الطاقة الذرية ومباشرتها لدورها طبقا لصلاحياتها من ناحية والتزامات إيران كطرف بمعاهدة منع الإنتشار النووي من ناحية أخرى ، مع تأكيد هذه الدول على أهمية تفادي المواجهات والإبتعاد عن التهديد بالعقوبات ، وعبرت هذه الدول عن رفضها لما يطلق عليه ” الأبارتيد النووي أي تفضيل إسرائيل كدولة نووية فقط ” .
بل هذه الدول ترى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل وأنضمام كل دول المنطقة إلى معاهدة منع الإنتشار النووي بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية ، هذا في وقت ترى فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن التركيز كان في القرن الماضي على أوروبا ، أما هذا القرن فهو قرن شرق أوسطي لأن التركيز سيكون على الشرق الأوسط الكبير الذي يؤثر على المصالح الأمريكية وأمن الشعب الأمريكي ، وترى الولايات المتحدة الأمريكية أن إيران بما لا يدع أي مجال للشك ، تقوم بتطوير برنامجها النووي للحصول على سلاح نووي ، مما يشكل تحديا مباشرا لكل ما تسعى أمريكا لتحقيقه في الشرق الأوسط الكبير وسيكون له تأثيرا على الأمن الأمريكي وأمن أصدقائها (بلدان الخليج العربي) وحلفائها في الشرق الأوسط الكبير ، وأن هناك حاجة أمريكية وأوروبية وبمساعدة دول أخرى للتدخل بقدر ما تستطيع من الإيرانيين في الداخل المؤمنين بأهمية الديمقراطية وإحلالها في بلادهم ، هذا في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لبناء تحالف دولي وإعطاء فرصة للمفاوضات بدون حل ، وهو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقوم ببناء تحالف مع الصين وروسيا والهند وأوروبا لعزل إيران دبلوماسيا واستخدام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي للضغط على الحكومة الإيرانية وإصدار قرارات طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
ويبقى السؤال المطروح اليوم هو : هل تنجح إيران في كسب المباراة والإفلات من العقوبات وأحتمالات ضربة عسكرية وتأكيد دورها كقوة إقليمية وتثبيت أوضاعها في العراق ولبنان وسوريا والخليج وفرض الأمر الواقع ، وإجبار أمريكا على التعامل بواقعية والوصول معها إلى صفقة معينة بنظام المقايضة لربط الملف الإقليمي بالملف النووي ..؟؟.
الإجابة سهلة خاصة وأن هناك محاولات إيرانية لشراء المزيد من الوقت وحتى الحصول على سلاح نووي خلال السنوات العشر القادمة ، فإيران تملك ورقة تهديد للولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في الخط الأخضر في العراق ووقف الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر عبره 40% من بترول العالم ، مما سيتسبب في إرتفاع سعر برميل البترول إلى 200 دولار وخاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية مما سيؤدي إلى تخريب الإقتصاد العالمي ، خاصة إذا تحالفت معها دول مثل فنزويلا والصين وروسيا .
بالفعل سؤال مهم وصعب في نفس الوقت ، خصوصا في هذه الأيام التي تتكثف فيها الجهود الدولية بقيادة الولاية المتحدة الأمريكية لتقييد انتشار الأسلحة النووية وحصار الدول التي يسمونها ” مارقة داخل محور الشر مثل إيران وكوريا الشمالية ” باءعتبارها خطرا على السلام والأمن الدوليين .

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا