كيف سيكون حالنا لو كان النظام الأردني ” دمويا”

محيي الدين غنيم…….

رسالتي هذه لأصحاب العقول النيرة التي تقرأ وتستوعب ما بين ثنايا السطور وتعي ما القصد من رسالتي وأما من لا يستطيع إستعياب رسالتي هذه سيتهمني بالتسحيج للنظام والحكومة، والله سبحانه وتعالى اعلم ما في القلوب.

منذ ما يسمى بالربيع العربي والتي إنطلقت شرارتها في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والتي مازالت شعوب تلك الدول ومنذ اكثر من عشرة أعوام تعاني الويلات والإنقسامات والحروب الأهلية، ومنذ البداية إلتقط النظام الأردني الإشارة والأهداف من ذلك المخطط ومن يقف وراء ذلك وبعد إنطلاق شرارة ما يسمى بالربيع العربي في الأردن وخروج الأردنيين للشارع وفي كافة المحافظات والتي ركب تلك الموجة بعض الأحزاب والخلايا النائمة في الأردن لإثارة الفتن والعمل على تدمير الأردن وعلى الرغم بأن سقوف الشعارات قد تجاوزت الخطوط الحمراء والتطاول على ملك البلاد، إلا أن الأجهزة الأمنية إستخدمت سياسة ” الأمن الناعم” حيث قدم عناصر الأمن العام للمتظاهرين الماء والعصائر، بينما في دول أخرى كان المتظاهرين يقمعون بالهروات والقنابل المسيلة للدموع وبالرصاص الحي والذي سقط بتلك المظاهرات في تلك الدول مئات القتلى والجرحى، والحمد لله بأن النظام الأردني ليس نظاما دمويا كأنظمة الحكم في تلك الدول ولا شك أن سياسة الأمن الناعم قد اسهمت مساهمة فاعلة بالحد من الخروج الشوارع بنسبة عالية جدا، والأمر لا يخلو من التظاهرات ضد بعض سياسات الحكومة وهذا حق مشروع للمواطنين، ولكن وبكل أسف ومنذ سنوات قليلة إنتشرت بعض الأبواق الحاقدة والتي تنعق من خارج حدود الوطن والتي أساءت للوطن وبدأت بالهجوم مباشرة على الملك والملكة عبر منصات مأجورة ومدفوعة الثمن معتقدين بأن لهم شعبية واسعة في الأردن وأنهم قادرين على إسقاط النظام الهاشمي في الأردن، معتمدين على التحليل والتوقعات للأحداث وعرضها على المتابعين كأنها معلومات مؤكدة ولن أتحدث عن تلك الأبواق المأجورة التي تنعق من خارج حدود الوطن ولكن سأتحدث عن الأبواق التي تتحدث عبر منصات التواصل الإجتماعي من داخل الأردن مستغلين حنكة النظام الهاشمي منذ مائة عام والذي لم يسجل اي إعدام سياسي لأي معارض للنظام والتاريخ يشهد كيف استقطب النظام الهاشمي معارضيه والذين وصلوا لمراكز حساسة في الدولة الأردنية ومستغلين أيضاً الصبر الذي يتحلى به جلالة الملك وكيف امر بعدم التعرض لمن كان يدعي بأنه معارض للنظام الأردني والذي كان ينعق من الولايات المتحدة الأمريكية واساء لشخص الملك والملكة ودخل وخرج للأردن ولم تتعرض له الأجهزة الأمنية وبكل أسف الأبواق الحاقدة والتي تنعق من داخل حدود الوطن كان يعملون بمناصب عدة بالدولة الأردنية ولربما وهم في مناصبهم قد ظلموا العديد من المواطنين والأن هم يتحدثون عن الظلم الذي يتعرض له المواطنين والكل يريد أن يصنع من نفسه بطل قومي ولكن واقع حالهم يؤكد بأنهم مرتزقة ولاهثين وراء المناصب كما استقطبت الحكومة البعض من الشارع إبان ما يسمى بالربيع العربي ومنهم من أصبح وزيرا، لذلك هم يرفعون السقوف في خطابهم وتجاوز الخطوط الحمراء والتطاول على رمزية الحاكم وعلى الملك والملكة مباشرة علهم يعتلون المناصب مرة أخرى.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : كيف سيكون حالنا لو كان النظام الأردني نظاما دمويا وكيف سيكون حالنا لو كان يحكمنا زعيم مثل الزعماء العرب الذين تم إعدامهم منذ سنوات قليلة؟؟!! سؤال بحاجة للتعمق بمحتواه..

ملاحظة : نعم نحن في الأردن نعاني من الفساد وبصورة فاحشة والذي أدى لزيادة البطالة والفقر واصبحت قوى الشد العكسي ورموز الفساد هي من تتحكم بقوتنا ولكن لم تكن تلك الرموز وقوى الشد العكسي لتقوى لو لم نكن نحن المواطنين نمارس الفساد على بعضنا البعض.. والله من وراء القصد

 

قد يعجبك ايضا