ألغام البحر الأسود.. أكار يتحدث عن سيناريو مُدبر لإجبار تركيا على إدخال سفن الناتو

الشرق الأوسط نيوز : تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لأول مرة عن احتمالات وجود سيناريو مُدبر تقف خلفه “إحدى الدول” التي قامت بشكل متعمد بترك ألغام بحرية في البحر الأسود من أجل إحراج تركيا، وإجبارها على إدخال سفن تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدما منعت ذلك بموجب إعلانها تطبيق أحكام اتفاقية مونترو بعد أيام من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ولم يوجه الوزير التركي أي تلميح حول الدولة التي قد تكون مسؤولة عن ترك هذه الألغام في البحر الأسود، إلا أن الأيام الماضية شهدت اتهامات روسية لأوكرانيا بالمسؤولية عن هذه الألغام، فيما تحدثت مصادر تركية عن أن الألغام التي تم العثور عليها من صناعة روسية، ولكن يمكن أن تكون تمتلكها دول أخرى، فيما اعتبرت مصادر تركية مختلفة أن أوكرانيا هي الدولة المعنية بإدخال سفن الناتو إلى البحر الأسود في هذه المرحلة.

وبموجب اتفاقية مونترو، أعلنت تركيا تطبيق أحكام الاتفاقية الخاصة بحالة الحرب للدول المطلة على البحر الأسود، وبموجب ذلك منعت مرور السفن الحربية التابعة للدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود عبر مضيقي البوسفور والدردنيل اللذان يربطان البحر الأسود ببحري إيجه والأبيض المتوسط.

وبحسب السيناريو الذي تحدث عنه وزير الدفاع التركي في اجتماع مغلق دون تأكيده من مصادر رسمية، فإن “دولة ما” هي من قامت بشكل متعمد بترك الألغام البحرية في البحر الأسود مؤخراً من أجل تهديد الملاحة البحرية، والضغط على تركيا من أجل تجاوز اتفاقية مونترو والسماح بسفن عسكرية تابعة لحلف الناتو بالدخول إلى حوض البحر الأسود.

وأوضحت وسائل إعلام تركية، أن وزير الدفاع خولصي أكار، قدم عرضاً حول آخر التطورات أمام اجتماع اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، وفيما يتعلق بألغام البحر الأسود قال أكار: “هل تُركت ألغام البحر الأسود بشكل مقصود؟ لدينا شبهات حقيقية، من المحتمل والممكن أن هذه الألغام تركت في إطار خطة من أجل السماح بعبور سفن إزالة الألغام البحرية التابعة للناتو إلى البحر الأسود، من أجل الضغط على تركيا وإحراجها”.

وأضاف أكار: “من الذي ترك ألغام البحر الأسود؟ لا نعلم، الألغام من صناعة روسية لكننا نواصل البحث والتحري لمعرفة من الدولة التي تركت هذه الألغام، توجد أخبار عن أن هذه الألغام يصل عددها إلى 400، تباحثنا مع الجهات المختصة في بلغاريا ورومانيا، يقومون أيضاً مثلنا بأعمال البحث عن هذه الألغام”.

وتابع: “نحن سنواصل الالتزام ببنود اتفاقية مونترو، لن نسمح بإدخال سفن حربية إلى البحر الأسود، لن نسمح بامتداد الحرب إلى البحر الأسود”، وكشف عن أن “هذه الألغام عندما تنفصل عن موقعها تغلق نفسها (حتى لا تنفجر في أهداف غير مستهدفة) لكن الألغام التي فجرناها لم يكن يعمل بها هذا النظام، يعني أنها ربما تركت بشكل متعمد، نواصل التحري”.

والخميس، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظرائه من الدول المطلة على حوض البحر الأسود وهي بلغاريا وجورجيا وبولندا ورومانيا وأوكرانيا، عبر تقنية الفيديوكونفرانس بدعوة من تركيا، وأوضحت مصادر تركية أنه تم خلال اللقاء التأكيد على “أهمية التعاون من أجل الحفاظ على السلام والهدوء والاستقرار في البحر الأسود بما في ذلك مكافحة الألغام”.

وفككت تركيا خلال الأيام الماضية عددا من الألغام البحرية التي وصلت حتى مضيق البوسفور وأعاقت حركة الملاحة فيه، كما تواصل نفوق الأسماك الغامض وسط تكهنات حول آثار أسلحة أو مواد كيميائية قادمة من سواحل أوكرانيا، وسط خشية تركية متصاعدة من وصول ارتدادات الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا وآثارها إلى شمال تركيا المطل على البحر الأسود بعدما أنهت الحرب الأخيرة عقودا من السلام الذي ساد حوض البحر الأسود.

والأربعاء، قالت وزارة الدفاع التركية، إن فرق “الدفاع تحت الماء” بقيادة القوى البحرية نجحت في تفكيك لغم تم رصده قبالة سواحل إسطنبول على البحر الأسود. موضحة أن طائرات المراقبة والدورية البحرية تأكدت من أن الجسم العائم في المنطقة المذكورة هو لغم بحري حيث تمكنت الجهات المختصة من تفكيك اللغم بشكل آمن.

وقبل ذلك بأيام، أعلنت وزارة الدفاع التركية، تفكيك لغم بحري تم اكتشافه قبالة سواحل “إيغنه أدا” القريبة من الحدود البلغارية على البحر الأسود، حيث أوضحت الوزارة أن اللغم البحري تم العثور عليه في ساعات الصباح الباكر، قبل أن تباشر فرق قوات الدفاع تحت الماء (SAS) المتخصصة بتفكيك الألغام البحرية العمل على تفكيك اللغم وإبطال مفعوله.

وفي حادثة أخرى، أعلن وزير الدفاع التركي إبطال مفعول لغم قديم عثر عليه في مياه البحر الأسود المؤدية إلى مضيق البوسفور بإسطنبول. وفي وقت لاحق لم تعثر السلطات التركية على لغم ثالث قال مواطنون إنهم شاهدوه يطفو على سطح المياه في البحر الأسود قرب مضيق البوسفور.

وحذرت السلطات التركية في بيان الأسبوع الماضي عبر نظام الإنذار البحري “نافتكس” من مخاطر الألغام قبالة سواحل أوكرانيا التي قد تجرفها العواصف. وشدّدت البحرية التركية على أنّ “هذه الألغام يمكن أن تنجرف في البحر وتشكل خطراً”، حيث يعتقد أنها ألغام قديمة غير مزودة بأنظمة تعطلها إذا جرفت وفق ما تنص عليه اتفاقية لاهاي.

من جهتها، قالت وكالة المخابرات الروسية الرئيسية، إن عدة ألغام انجرفت إلى البحر بعد انفصالها عن كابلات بالقرب من موانئ أوكرانية، وهو ادعاء نفته كييف، ووصفته بأنه معلومات مضللة ومحاولة لإغلاق أجزاء من البحر الأسود الذي يعتبر شريانا رئيسيا لشحن الحبوب والنفط ومنتجاته.

وفي إطار احتياطاتها الوقائية، حظرت السلطات التركية الصيد البحري في الكثير من المناطق بالبحر الأسود، كما دفعت بسفن متخصصة بكشف الألغام البحرية قام بعمليات مسح واسعة، ورفعت أهبة الاستعداد والمراقبة على طوال سواحل تركيا المطلة على البحر الأسود وبشكل أكبر في مضيق البوسفور الذي يمر منه عدد كبير من سفن التجارة الدولية.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا