العاروري يطالب أهل الضفة بحمل السلاح ضد الاحتلال والمستوطنات.. ويؤكد: ليس مطلوبا أن توجه غزة صواريخها
الشرق الأوسط نيوز : في رسالة جديدة بعثتها حركة حماس للاحتلال، بسبب الهجمات الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصى والضفة الغربية، طالب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، جميع الفلسطينيين ممن يملكون السلاح لاستخدامه ضد جنود الاحتلال والمستوطنات والطرق الالتفافية. وقال “لا يجوز لأي أحد يمتلك قطعة سلاح منذ سنوات ويخبئها أو يخرجها في المناسبات، ولا يستخدمها ضد الاحتلال”، مطالبا باستمرار الاعتصامات والمواجهات والكمائن، وأضاف “مَن يقدر أن يضرب الاحتلال في خواصره الرخوة فليفعل”. كما حملت الرسالة دعوات لتصعيد العمل المقاوم المسلح بالشكل الفردي ضد الاحتلال.
كما ناشد العاروري في مقابلة مع “فضائية الأقصى”، التابعة لحماس ونشر نصها الموقع الرسمي للحركة، جميع سكان الضفة الغربية والقدس والـ48 لـ “الرباط والاعتكاف الدائم في باحات المسجد الأقصى لإفشال مخططات العدو، وحماية المقدسات من المستوطنين ومنعهم من ذبح القرابين”. وأكد أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان مستمر في كل مكان، مضيفا “شهدنا اعتداءات الاحتلال في جنين وسلواد، وأنه كان يخطط لذروة العدوان بذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى، ولذلك نهض شعبنا في كل مكان، وبالأخص في القدس وساحات الأقصى”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني في حالة استنفار دائمة لمواجهة الاحتلال، الذي يستخدم وسائل كثيرة، مثل: الترويع، والعقوبات الجماعية، والقتل، والإصابة، والاعتقال، لقمع الفلسطينيين، لكنه قلل من تأثير ذلك على الشعب الفلسطيني، وقال منذرا الاحتلال “لا يظن أنه سيكون آمنا في تل أبيب”.
أكد العاروري عدم الوثوق برسائل الاحتلال للتهدئة
وفي السياق كشف العاروري عن قيام الاحتلال بإرسال رسائل عبر وسطاء، تفيد بأنه سيمنع مجموعات المستوطنين من “ذبح القرابين” في الأقصى، لكن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس قال “إننا لا نثق في وعود الاحتلال، بل نثق في قدرة شعبنا ومقاومته على مواجهة الاحتلال”، مؤكدا أن الاحتلال يتراجع فقط عندما ينهض شعبنا ومقاومتنا بالدفاع عن مقدساته.
وأضاف “قلنا للوسطاء لا نثق بوعود الاحتلال، ولو فعلنا ذلك لضاع الأقصى منا منذ زمن، وإننا لا تهتز لنا شعرة من تهديدات الاحتلال، ويجب أن يعلم أن موضوع القدس والأقصى والمقدسات هو موضوع الأمة كاملة”.
وأشاد بمقاومة الشعب الفلسطيني في مناطق الـ 48، وقال “شعبنا في الداخل المحتل لم يتوقف عن نضال الاحتلال وإن تغيرت الأساليب، وقد بذل جهودا هائلة في الحفاظ على هويته الفلسطينية عبر سنوات، ونشهد تطور هذا النضال”، وطالب سكان الداخل المحتل بـ “الاستمرار بهذه الهبة المجيدة”، مؤكدا على أنه يقع على عاتقهم الرباط في المسجد الأقصى وإعماره والدفاع عنه.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الوحدة الفلسطينية في الميدان تعد “من أهم عوامل نجاح انتفاضة شعبنا ضد الاحتلال، وهي كلمة السر في تقوية المقاومة وتعزيزها”. وأشار إلى أن صمود مخيم جنين يعود لـ “وحدة مقاوميه في الميدان”، لافتا إلى أن مخيم جنين يشكل رمزا من رموز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأضاف “سلواد أيضا تشكل معقلا للوحدة الوطنية، والانتخابات البلدية السابقة كانت شاهدة على ذلك، حيث فازت قائمة موحدة من كل التنظيمات بالتزكية”، داعيا إلى “إخماد الأصوات النشاز التي تثير الحساسية الداخلية”، داعيا بان يصوب الجميع بوصلته نحو الاحتلال. وأوضح أن كل منطقة من مناطق الشعب الفلسطيني لديها وقتها وأسلوبها في مقاومة الاحتلال. وقال “الوقت الآن هو وقت الضفة لمواجهة الاستيطان والاحتلال، ولا داعي وليس مطلوبا من غزة أن توجه صواريخها نحو المدن المحتلة لأن المستوطنين موجودون في كل مدينة في الضفة الغربية”، لافتا إلى أن غزة كانت سباقة دائما في الدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأنها لا تزال تشكل “عمقا استراتيجيا” لكل الفلسطينيين.
وأشار إلى الاجتماع الذي عقد قبل أيام في مدينة غزة، وشاركت فيه كل الفصائل، لافتا إلى أن العنوان المركزي والرئيس كان هو الدفاع عن الأقصى والقدس، كاشفا عن عقد اجتماع آخر في لبنان سيجمع الفصائل الفلسطينية لأجل الغرض نفسه، وهو حماية القدس والمقدسات، مشيرا إلى أن الفصائل دعت إلى “النفير العام”.
إلى ذلك انتقد العاروري نهج المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، وقال “شعبنا ضاعت عليه سنوات من النضال بفعل المفاوضات والحوارات مع وسطاء منحازين للاحتلال، وأثبتت الأيام أنه لا توجد أي نتائج على الأرض من السنوات التي ضاعت”.
وأضاف “شعبنا قال كفى لهذا العبث، وبدأ مرحلة جديدة أثق أنها ثورة شاملة في الضفة والقدس والداخل، وبالطبع تشكل غزة العمق الاستراتيجي لمقاومة شعبنا في كل مكان”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني “لديه النفس ليقاتل سنوات حتى يجبر الاحتلال على الاندحار من الضفة والقدس، ثم يستكمل طريق التحرير والعودة”.
المصدر : القدس العربي