لبنان “المعلق على خشبة الانهيار” ينتظر القيامة.. والحرس الجمهوري يعتدي على أهالي ضحايا المرفأ- (فيديو)
الشرق الأوسط نيوز : يُفترض أن تأخذ السياسة إجازة في عطلة عيد الفصح التي تمتد من الجمعة حتى يوم الاثنين المقبل، في وقت يستمر لبنان معلقاً على خشبة الأزمة الخانقة والانهيار المالي والاقتصادي في انتظار يوم القيامة. وفي يوم الجمعة العظيمة لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى “أن كلام المسيح على الصليب يؤكد لنا أنه بعد الألم ولادة جديدة، وبعد هذا الظرف الذي نعيشه في لبنان ولادة جديدة وقيامة”.
وفي جامعة الروح القدس في الكسليك أقيمت رتبة دفن المسيح التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم بمشاركة السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون وعدد من الوزراء والنواب والقيادات العسكرية والأمنية. وخلال وجود رئيس الجمهورية في الجامعة حاول أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت التعبير عن رأيهم ورفضهم هدم إهراءات القمح في المرفأ لعدم طمس معالم الجريمة، إلا أن لواء الحرس الجمهوري منعهم من الوقوف على الطريق وحصل إشكال بين أهالي الضحايا والعناصر الأمنية، وشوهد شقيق أحد الضحايا وليم نون وهو يتدافع مع عناصر الجيش بعد الاعتداء على أحد الشبان.
ثم نجح شقيق أحد الضحايا وهو المحامي بيار الجميل من الدخول إلى القاعة وحاول التقدم من رئيس الجمهورية ليقول له إنكم تصلون في القاعة فيما أهالي الضحايا يُعتدى عليهم في الخارج. وشرح الجميل لـ”القدس العربي” ما حصل معه قائلاً “أنا المحامي بيار الجميل وشقيقي توفي في تفجير مرفأ بيروت، بالأمس اتخذ مجلس الوزراء قراراً بهدم الإهراءات وهذا القرار لا نرضى به وقمنا بتحرك، وعندما كان رئيس الجمهورية بصدد الخروج تقدمت منه باحترام وقلت له “فخامة الرئيس أنتم هنا تصلون إنما أهالي الشهداء في الخارج عم يتدعوسوا”، لم أنته من كلامي حتى بدأ مرافقوه ضربي على رأسي وأمسكوني برقبتي ودفشوني إلى الخلف”. وأضاف “ما أود قوله إنه بإمكانهم التعبير بطريقة محترمة وديمقراطية. كل ما أؤكد عليه أن الدستور يكفل الحريات ويمكننا رفع رايات بعيداً عن مواكبهم إنما هذا لا يستدعي تكسير البنات والأهالي، وعندما رأيت هذا المشهد في الخارج قررت الدخول إلى هنا وإبلاغ رئيس الجمهورية بهذا الأمر”.
وأكد عدد من المعتصمين لـ”القدس العربي” من الكسليك “أن هذه الطبقة الفاسدة تمعن في قهرنا كأهالٍ وتنحر العدالة وهي لم تكتف بقرار هدم المرفأ فوق رؤوس ضحايا انفجار 4 آب/أغسطس، من خلال ما تقرر في مجلس الوزراء بل عمدت إلى منعنا من الاعتصام وإيصال صوتنا، وهذا كله يهدف إلى تجهيل المرتكبين والمسؤولين عن جريمة العصر ومحو الذاكرة”.
وكان أهالي الضحايا نفذوا ليل الخميس وقفة احتجاجية قبالة مرفأ بيروت، وأكدوا “أن الآليات التي ستباشر عملية هدم الإهراءات عليها أن تعبر فوق أجسادهم أولاً”، كما قالت تعبير والدة أحد ضحايا فوج الإطفاء. ولفت وليم نون إلى أننا “كنا ننتظر توقيع التشكيلات القضائية لكنهم بدلاً من ذلك يريدون أن يهدموا الإهراءات لينسى الناس هذا الانفجار”، وأضاف: “ممنوع هدم الإهراءات فيما القرار الظني لم يصدر بعد، فليتركوا التحقيق يسير وهناك عدة دراسات لاستبدال هدم الإهراءات بتدعيمها”.
المصدر : القدس العربي