نجاح باهر للمؤتمر الدولي الافتراضي عالمية اللغة العربية وأثرها في التواصل الحضاري الذي أقامه مركز النخبة للبحوث والدراسات الاستراتيجية
بقلم خولة خمري….
صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
انتهت فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي عالمية اللغة العربية وأثرها في التواصل الحضاري الذي اقامه مركز النخبة للبحوث والدراسات الاستراتيجية الذي أقيم بتاريخ 7-8-3 ابريل 2022 وسط حضور غفير من قبل المفكرين والباحثين وطلبة العلم بمجال اللغة العربية حيث حضر خبراء وباحثين من مختلف التخصصات الإنسانية وحتى العلمية كالعلوم الشرعية والكمبيوتر وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم وقد اشاد المشاركون في فعاليات المؤتمر بالتنظيم الشديد الإحكام من قبل إدارة المؤتمر خاصة وأن هذا المؤتمر من التجارب الاولى للمركز من خلال إقامة المؤتمرات أون لاين عبر الإنترنت منوهين بمدى أهمية هذا المؤتمر الذي جاء في وقت شديد الحساسية نظرا لما سببه فيروس كورونا من تداعيات جد خطيرة على نظم سير حياة البشر.
وقد كان رئيس المؤتمر جعفر جايوش دورا كبيرا في نجاح المؤتمر من خلاله وقوفه على كافة التفاصيل فضلا عن الدور الكبير الذي قام به منسق المؤتمر ستار عايد العتابي من خلال متابعة المشاركين والتنسيق بينهم وبين إدارة المؤتمر
وقد عرف المؤتمر العديد من الجلسات العلمية القيمة التي طرح فيها الخبراء رؤاهم الإستشرافية لمستقبل اللغة العربية والدور الحضاري الكبير الذي تلعبه في التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة خاصة في ظل التسارع التكنولوجي المهول.
هذا وقد صرح رئيس المركز ستار عايد العتابي بأن الوضع الراهن يلزمنا بضرورة الوعي بمدى أهمية اللغة العربية والعمل على دمجها بعالم التكنولوجيا ووضع استراتيجيات حقيقية على أرض الواقع لتحقيق ذلك داعيا الحكومات ورجال الاعمال إلى دعم البحوث المقدمة بالمؤتمر وتحويلها إلى مشاريع حقيقية على أرض الواقع خاصة وأن الخبراء قدموه العديد من الحلول في هذا الجانب وهي تنتظر التفاتة جادة لتحقيقها.
هذا وقد داعا رئيس المؤتمر الدكتور جعفر جايوش والعديد من الدكاترة المشاركين إلى ضرورة التكاتف مع مركز النخبة للبحوث والدراسات الاستراتيجية لإقامة مزيدا من الفعاليات الاستشرافية لمستقبل الدول العربية بمجال البحث العلمي خاصة بمجال التواصل الحضاري مع الآخر وكيف يمكن التأثير فيه سواء من خلال اللغة العربية أو غيرها من المجالات.
كما صرح رئيس مركز النخبة ستار عايد العتابي بأن المركز لديه العديد من الاستراتيجيات المستقبلية لتفعيل الحركة العلمية بالوطن العربي والعالم، حيث ستظهر قريبا العديد من الفعاليات الخاصة بالمركز داعيا منظمات المجتمع مدني والجهات الرسمية المحلية والدولية إلى ضرورة العمل على رفع مستوى المخابر البحثية العربية والعالمية من أجل مواجهة أي مخاطر قد تزعزع الوجود البشري على كوكب الأرض، مشيدا بمدى أهمية ما قدمه الخبراء الذين قام المركز بدعوتهم لدراسة الآفاق المستقبلية للغة العربية ودورها الحضاري في التواصل بين مختلف الشعوب والثقافات خاصة وأن العالم مستقبلا سيكون مغايرا تماما لما عهدناه سواء في النظام الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرها من المجالات.
كما صرح الدكتور ستار عايد العتابي أن المركز يستعد إلى عقد العديد من الشراكات مع جهات علمية بحثية عالمية داعيا المشاركين إلى ترقب الباقة الجديدة من المؤتمرات وورش العمل وكذلك الإصدارات العلمية التي تعالج العديد من القضايا العلمية المستجدة سواء في الوطن العربي أو العالم داعيا الخبراء إلى أن مركز النخبة للبحوث والدراسات الاستراتيجية يرحب بهم في المركز وبمختلف اقتراحاتكم وكذلك دعاهم إلى ضرورة التكاتف ودعم المركز من أجل استمرار رحلة العطاء
ليختتم المؤتمر بمجموعة من التوصيات التي قدمها مدير المركز كالتالي:
1. لمّا كان مؤتمرنا يكرِّس لكون اللغة العربيّة معطىً حضاريّاً، يُلحظ فيه البعد العالميّ، فينبغي تفعيل الدّراسات لتأسيسِ خطابٍ عربيّ حضاريّ عام وشامل يؤصَّل له على مستوى: الاصطلاح، والمنهج ، والأُسلوب ويترسم الوضوح والبيان والكشف عن المعطى الحضاري للغة العربيّة
2. من مقوّمات حضاريّة اللغة العربيّة وضوح الخطاب وابتعاده عن الغرائبيّة وسِجال المصطلح النقديّ الذي تتّسم به الدراسات السرديّة عموماً.. فعليه من الأنسب لحاظ ذلك في ضوء الطرح الحضاريّ للّغة العربيّة.
3. الاهتمام بإنشاء مراكز متخصصة لتعليم اللغة العربية وتعلمها ومتابعتها بوساطة ذوي الخبرة والاختصاص .
4. ان الأساس الذي تقوم عليه اللغة العربية وسر بقائها هو القرآن الكريم ، لذلك نؤكد على ضرورة نشر ثقافة حفظ القرآن الكريم والتفقه فيه ، لضمان ديمومة اللغة العربية.
5. ضرورة الاهتمام بتعلم وتعليم اللغة العربية عبر مواقع التواصل وإنشاء مراكز متخصصة بذلك .
6. ضرورة الاهتمام بحوسبة الكتب والمراجع والمعاجم العربية القديمة والمعاصرة لنشر الثقافة العربية ، والعمل على تطورها بشكل يتلاءم مع متطلبات العصر، ليعكس نوعا من أنواع الحوار وشكلا من أشكال التخاطب والتواصل .
7. الاهتمام بتأليف القواميس العربية إلى اللغات الأخرى ، وتضمينها المصطلحات الحديثة والمعاصرة ، لديمومة حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية .
8. الاهتمام بتأليف معاجم صرف – تركيبية ـ يضم إطار النحو التوليفي بغرض التعامل مع المستويات اللسانية للغة العربية بشكل شامل ، معالجة تمزج تحليل بنية الكلمة في اللغة العربية والعلاقات الوظيفية للمفردات داخل الجملة، والاشتغال في الاتجاه المعاكس بتوليد صيغ الكلمات وبنيات الجمل.
9. إنشاء مراكز متخصصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لتأصيل التواصل الحضاري بين اللغات ، من طريق النتاجات والدراسات اللغوية الحديثة بالاعتماد على التقنيات والآليات الخطابية التي تؤدي إلى التأثير والتأثر والإقناع والاقتناع .
10. التركيز على القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية في الأدب العربي ومحاولة نشره وإيصال ثقافته للعالم بأسره، وذلك بأساليب حوارية تداولية جدلية ، ذات طابع فكري واجتماعي يسعى إلى تحقيق معرفة علمية فكرية مشتركة .
11. ابتكار أساليب وطرائق واستراتيجيات تدريس حديثة لتعليم اللغة العربية، تتسم بالإقناع الذي يعد بداية الطريق للوصول إلى عقل المتلقي والتأثير فيه ووصوله إلى حالة الفهم والتأثير.
12. التأسيس لمجلة علمية دولية متخصصة باللغة العربية وآدابها تسجل في المستوعبات البحثية العالمية ــ اسكوبس ــ إذ لا توجد لغاية اليوم مجلة متخصصة في هذا المجال ضمن تلك المستوعبات العالمية . (تفعيل مجلة الميادين فرع الدراسات التربوية والتعليمية)
13. إنشاء مجمع عالمي للغة العربية يضم علماء اللغة والأدب والنقد والبلاغة المحدثين والمجددين ، بعيداً عن الرتابة والروتين الحكومي ، مجمعاً يبنى بالقدرات العلمية التي يحاول أعداء الأمة ، وأعداء لغتها تدمير تلك العقول بمحوها ، وتغيب أصواتها ، مجمعاً عالمياً إلكترونيا بادئ الأمر ، تبنى قواعده من هذا المؤتمر.