الصناعة عصب الاقتصاد
الدكتور ماجد محمد خليفة….
القطاعات الاقتصادية كلها لها دورها في التنمية الاقتصادية فلن نستطيع ان نغفل عن دور قطاع الزراعة ولا قطاع البنوك ولا قطاع السياحة ، ولا قطاعات الاستثمار في ميدان التعليم وميدان الصحة ولكل قطاع من هذه القطاعات له دوره الفاعل في تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة
ولكننا نجتهد بان اهم قطاع يساعد في ايجاد تنمية اقتصادية حقيقية هو قطاع التصنيع
فالصناعة هي العصب الرئيسي لاي تقدم اقتصادي وان تقدم وازدهار الاقتصاد في اي بلد لابد انه قام نتيجة لتقدم وازدهار الصناعة فيه
ولذلك ليس عفويا اطلاق اسم ( الدول الثمانية الصناعية الكبرى) على الدول المتقدمة الكبرى وما ذلك الا لانها دول صناعية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ( وبصراحة ) فهل نقيس انفسنا نحن في دول العالم الثالث بتلك الدول المتقدمة ؟؟ . مع انها قطعت شوطا كبيرا في التقدم ولها تاريخ طويل في عملية التصنيع ولكن الاجابة على ذلك اننا واقعيون ولكننا ايضا طموحون ، وربما وباستطاعتنا ان نقفز قفزات واسعة في ميدان التصنيع وان نمهد الارضية الواعدة لذلك . ونستطيع خلال سنوات معدودة ان نصل الى ما وصلت اليه ( بتواضع ) من دول العالم الثالث كمثل دول جنوب شرق اسيا كمثل كوريا وماليزيا وتايوان وتركيا فبمدى اقل من ٢٠ عاما استطاعت هذه الدول ان تحقق لنفسها مكانة عالية في التقدم والازدهار ، والسبب هو وعيها للدور الصناعي فخاضت في هذا المجال وحققت نتائج سريعة وتقدمت تقدما كبيرا فلماذا لا نتقدم نحن كمثل هذه الدول ؟؟ ولسنا نحلم !!! فاننا نعي ونعرف الفرق بين القدرة على الحلم والقدرة على العمل ، ونحن قادرون على الفعل والعمل لتحقيق امالنا ووضعها موضع التنفيذ بالاقتناع اولا وجسارة الارادة ثانيا ثم الاصرار على التنفيذ.
اننا نملك المقومات في الاردن على ان نقوم بنهضة صناعية على مستوى طفرة ( وقد قطعنا شوطا لا بأس به ) فلا بد من التوعية لتحقيق الاقتناع ولاكن لن يكون دورنا في ذلك مقتصرا على الوعظ والارشاد ولكننا ايضا نملك جسارة الارادة للاتجاه الى التصنيع بقوة .
فاننا ندرك ونعي ان هناك فارق بين مجرد النداء الاخلاقي والمعنوي وبين المقدرة على اتخاذ القرار بارادة قوية فهناك فارق كبير بين مجرد الاقوال!! وبين الاداء والافعال. ولذلك نوجه النداء الى رجال الاعمال والاقتصاد ان يبادروا الى التوجه نحو إنشاء شركات صناعية انتاجية عملاقة وفي كافة المجالات والقطاعات الصناعية ( التعدين والصناعة الالكترونية والصناعات ذات التقنية العالية ) كما اتوجه الى القطاع العام بضرورة التشجيع وتسهيل الطرق امام قيام مثل هذه الصناعات واقترح ان تبادر ( وزارة الاستثمار بنشر الدراسات عن امكانية استغلال الثروات المعدنية الموجودة في وطننا حتى يتمكن المستثمرون الوطنيون بالمشاركة مع المستثمرين الاجانب في الاستثمار في هذا الميدان الحيوي.
فانني اهيب بكل مواطن ( واينما كان موقعه ) ان يؤمن باننا نستطيع ان نتقدم ونستطيع تحقيق الازدهار لوطننا وان يقتنع بان اقصر الطرق واجداها لتحقيق ذلك هو التصنيع .
فلنحاول جميعنا ( يدا بيد ومعا ) ان نتخطى عوائق تخلفنا وان نسابق الزمان الى غذا افضل يجعلنا نلحق بركب الدول المتقدمة