لوموند: هذه قصة فيكتوريا التي لجأت إلى غزة فرارا من الحرب في أوكرانيا ـ (صور)
الشرق الأوسط نيوز : تحت عنوان: فراراً من الحرب.. أوكرانية تلجأ إلى غزة، روت صحيفة “لوموند” الفرنسية قصة المواطنة الأوكرانية فيكتوريا صيدم التي لجأت إلى عزة مع زوجها إلى واحد من أكثر الأماكن المغلقة على هذا الكوكب، حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي المصري منذ عام 2007، تقول الصحيفة.
تروي فيكتوريا للصحيفة الفرنسية: “ليس لدي خيار زوجي من غزة ويمكن لعائلته الترحيب استقبالنا”. التقت فيكتوريا بإبراهيم في فينيتسا، عاصمة منطقتها. عملت في صيدلية منذ أن كان عمرها 18 عامًا، حيث جمعت بين العمل والدراسة. أما زوجها إبراهيم فقد قدم إلى أوكرانيا لدراسة الطب. وتزوجا في عام 2020.
وتضيف فيكتوريا قائلة إن الشباب كانوا يخططون للذهاب إلى أوروبا، وأن لدى زوجها ابراهيم أصدقاء في ألمانيا، حيث كان من السهل الذهاب إلى هناك. لكن الأخير يريد أن يصبح طبيبا لا غسال أطباق في مطعم. ثم أراد أن يرى جده البالغ من العمر 90 عامًا، والذي كان سيخضع لعمليتي الأمعاء في غزة. وقد توفي قبل أسبوعين وحفيده إلى جانبه.
ركبت فيكتوريا وإبراهيم الحافلة، ثم استطاعا الوصول إلى الحدود الرومانية قبل أن يصلا إلى بوخارست بعد رحلة شاقة، لاسيما بالنسبة لإبراهيم الذي اضطر أن يسلك “الخط” المخصص للأجانب العرب والأفارقة. ومن بوخارست توجها إلى القاهرة عبر الطائرة، مع تذاكر مدفوعة عبر الإنترنت من قبل شقيق فيكتوريا.
خلال يومين من السفر بالحافلة الصغيرة عبر شبه جزيرة سيناء، تقول الشابة الأوكرانية إنها شعرت بالقلق من الشرطة المصرية، التي يعرف الفلسطينيون ممارساتها المتمثلة في الرشوة والعنف والإذلال، وخشيت على مقتنياتها الثمينة.
في 28 فبراير/ شباط وصل الزوجان إلى معبر رفح الحدودي. ويروي إبراهيم: “لقد حرص ضباط الجمارك المصريون على التأكد من أنها تتبعني طواعية. عندما رأوا أنها سعيدة، لم يحدثوا ضجة”. تعلم فيكتوريا أن غزة محاصرة ويعاني 70 في المئة من شبابها من البطالة. لكنها محاطة بعائلة زوجها الممتدة في مخيم البريج للاجئين بالقرب من غزة.
وأشارت “لوموند” إلى أن فيكتوريا ليست وحدها في حالتها. حيث أحصت إحدى الجمعيات الخيرية في غزة أكثر من 400 زوجة أوكرانية في غزة، ومع الأطفال، يصبح إجمالي عدد السكان حوالي ألفي شخص بإضافة من هم الضفة الغربية كذلك، وفقًا للتمثيل الدبلوماسي الأوكراني في رام الله.
ومن هؤلاء مدير هذه الجمعية أشرف نمر، درس في التسعينيات الهندسة الميكانيكية في الجامعة التقنية في مدينة ماريوبول، التي دمرت والواقعة اليوم تحت الحصار الروسي. وقد تزوج أشرف هناك أيضًا، ثم عاد إلى غرة. وقد اتبعت زوجات أخريات أزواجهن وهم أطباء وصيادلة ومهندسون، وقد تدربت الغالبية العظمى منهم في أوكرانيا خلال فترة الاتحاد السوفيتي.
وقد استقر البعض منهم في أوكرانيا، مثل محمد بدوي، الذي سلك في شهر أبريل/ نيسان الماضي الطريق المعاكس لمسار إبراهيم. فقد فاجأت الحرب عائلته في منزله في بولتافا بوسط أوكرانيا، بينما كان بدوي يزور أقاربه في غزة. عاد لمساعدة ابنه، المواطن الأوكراني في سن القتال، الذي لا يمكنه مغادرة البلاد. وقد نجح السيد بدوي في تهريبه إلى بولندا، حيث قدم جوازات سفرهم الفلسطينية. من هناك توجهوا إلى السويد. وقال عبر الهاتف للصحيفة: “سنبقى بعض الوقت ونقرر لاحقًا أين نستقر ، حتى يتمكن ابني من مواصلة دراسته”.
المصدر : القدس العربي


