ماذا تريد أمريكا من أفغانستان؟ طالبان تود أن تعرف
الشرق الأوسط نيوز : تريد حركة طالبان الأفغانية العمل مع الدول المجاورة لتطوير مشاريع البنية التحتية الإقليمية، مثل السكك الحديدية والكهرباء، ولكنها غير متأكدة من الموقف الأمريكي، حيث حولت واشنطن انتباهها إلى أوكرانيا كما أن العقوبات الاقتصادية لا تساعد المنطقة على مواصلة التعافي الاقتصادي من وباء كوفيد- 19 ناهيك عن الاضطراب الناجم عن تدخل الناتو الفاشل في أفغانستان.
ينتظر المشاركون في المشاريع الإقليمية موافقة خطية من واشنطن بسبب الخوف من نظام العقوبات على أفغانستان
والسؤال الذي يطرحه جيمس دورسو في مقال نشره موقع “ذا هيل” في هذا السياق هو هل ستتحول الولايات المتحدة، بعد أن خسرت الصراع العسكري، إلى الحرب الاقتصادية لجعل الحياة لا تطاق لدرجة أن المواطنين سيطردون حكومة طالبان؟ ليجيب بأن هذا النهج القصير النظر، الذي ظهر عندما جمدت الولايات المتحدة أموال البنك المركزي الأفغاني، من شأنه أن يقنع العالم بأن واشنطن لم تتعلم شيئاً من تلك المغامرة السيئة لأن “نجاح” الحرب الاقتصادية من شأنه أن يطلق العنان لمزيد من البؤس وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأوضح دورسو أن الحرب الاقتصادية لم تنجح في العراق، حيث تضررت الطبقة الوسطى وتم ترك البلاد فريسة لوكلاء إيران.
ينتظر جيران أفغانستان أن تتجاوز واشنطن مرحلة الغضب من فشل مشروعها في البلاد والبدء في التفكير بشكل استراتيجي بشأن المنطقة
وفي كابول، تتركز الاهتمامات على خط السكة الحديد المقترح من اوزبكستان إلى باكستان وخط الطاقة الكهربائية من أوزبكستان إلى أفغانستان.
وقد أعلنت العواصم المعنية عن خط سكة حديد مزار الشريف وكابول وبيشاور طوله 573 كيلومترا في فبراير 2021 وسيكلف ما يقدر بنحو 4.8 مليار دولار، على أن يتم تمويله من قبل بنوك التنمية الدولية.
وسيتعين على المشروع التغلب على التحديات الهندسية من العمل على ارتفاع يصل إلى 3500 متر، وعدم توافق مقاييس السكك الحديدية التي تستخدمها الدول الثلاث، وصعوبة توظيف العمال المهرة بالإضافة إلى تدريب الأفغان في المهن الضرورية.
وتبلغ تكلفة مشروع الكهرباء 150 مليون دولار، ومن الأمور التي تهم كابول ايضاً الوصول إلى ميناء تشابهار الإيراني.
وبحسب ما ورد، فقد تعرضت مشاريع خطوط سكك الحديد والطاقة للعديد من التأخيرات، وهي متوقفة في أعقاب رحيل قوات الناتو، وقد سادت مشاعر الحذر العديد من المشاركين بالمشاريع بسبب العقوبات الأمريكية، وهم ينتظرون موافقة واشنطن كتابياً، وهناك تعقيد آخر يتمثل في تورط الحرس الثوري الإيراني الخاضع للعقوبات الأمريكية في المؤاني والشحن في البلاد.
ويتساءل دورسو عما إذا كان يجب على الولايات المتحدة استخدام المشاريع الاقتصادية الإقليمية كطريقة لبدء العمل مع طالبان، وقال إنه من المحتمل الا تستعرض طالبان المطالب الخاصة بالسياسات الاجتماعية الليبرالية أو الجلوس في حكومة “متنوعة” مقبولة من الغرب.
وأضاف أنه يمكن لواشنطن أن تتدخل من خلال العمل مع دول وسط وجنوب آسيا في مشاريع إقليمية تعمل على تحسين الفرص الاقتصادية للجميع، وبينما تتوقع واشنطن أن تثبت طالبان نواياها الحسنة للغرب من خلال تغيير سياساتها بمقدار 180 درجة، فإن جيران أفغانستان سيتطلعون إلى واشنطن لمعرفة ما إذا كان بإمكان الأمريكان تجاوز الغضب من فشل مشروع أفغانستان والبدء في التفكير بشكل استراتيجي بشأن المنطقة.
المصدر : القدس العربي