المطران عطا الله حنا: قضيتنا عادلة لكن شريحة من شبابنا يعيشون في كوكب آخر
الشرق الأوسط نيوز : دعا سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس، لدى استقباله وفداً من الشخصيات المقدسية صباح الأحد، لرفض تغلغل ثقافة الإحباط واليأس والقنوط إلى صفوف الفلسطينيين، خاصة الى شريحة الشباب. وعلّل حنا دعوته هذه بالقول إنه يلاحظ أن هنالك من يحاولون تسويق هذه الثقافة المسمومة وإغراق المجتمع الفلسطيني، خاصة الشباب في ثقافة الإحباط واليأس والاستسلام والتراجع والتخلي عن الانتماء القومي والوطني. وتابع: “لا يمكننا أن نتجاهل أن الواقع الذي نعيش فيه في غاية التعقيد والصورة قاتمة ونمرّ بأوضاع لم نمر بها في أي وقت من الأوقات، فالتآمر علينا واستهداف قدسنا وقضيتنا العادلة إنما يسير بخطى متسارعة والأخطر من هذا استهداف ثقافتنا والنيل من القيم الأخلاقية والإنسانية، وجعل شريحة من شبابنا يعيشون في كوكب آخر هو الكوكب الافتراضي، بعيدا عن الواقع الذي نلمسه ونعيشه في كل حين”.
التآمر علينا واستهداف قدسنا وقضيتنا العادلة إنما يسير بخطى متسارعة، والأخطر استهداف ثقافتنا والنيل من القيم الأخلاقية والإنسانية، وجعل شريحة من شبابنا يعيشون في كوكب آخر هو الكوكب الافتراضي”.
وقال المطران حنا إن الوضع المعاش اليوم ليس مثاليا، فهنالك تحديات ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن، ورغم كل ذلك لا يجوز القبول بأن يتم إغراق مجتمعنا في ثقافة الإحباط واليأس، نسمع في بعض الأحيان من يقولون لقد فقدنا الأمل بإمكانية أي حل عادل لقضيتنا الوطنية، الاحتلال سرق كل شيء، المستوطنات تتزايد وتتسع، وسرقة الأراضي وممارسة القمع والظلم الممنهج بحق شعبنا، وكل هذا بالفعل موجود، ولكن لا يجوز أن يؤدي إلى الإحباط واليأس لأن هذا ما يريده منا أعداؤنا لأن الإنسان المحبط واليائس لا يمكن أن يقدم شيئا لبلده ولشعبه ولقضيته العادلة”.
وأضاف حنا في كلمته: “ندرك جيدا أن النصر ليس قريبا في ظل ما نشهده من تحديات ومؤامرات، ولكن هنالك حقيقة يجب أن يدركها الكثيرون؛ بأن الباطل يبقى باطلا والحق يبقى حقا، ولا يمكن مع الزمان أن يتبدل هذا، وأن يصبح الباطل حقا والحق باطلا. ليس مطلوبا منا أمام هذه الحالة التي نعيشها أن نكون غارقين في ثقافة الإحباط والاستسلام، أن نكون واقعيين ومدركين للحالة التي نحن فيها اليوم هذا أمر مهم، ولكن الولوج إلى حالة اليأس هذا أمر آخر. قد نكون اليوم في وضع لسنا قادرين فيه أن نبدّل أحوالنا نحو ما هو أفضل، ولكن ليس مطلوبا منا أن نتنازل عن شيء، فثوابتنا الوطنية تبقى كما هي، وحقنا في الدفاع عن وطننا والتشبث بالقدس ومقدساتها، كما وحق العودة، كلها أمور لا تنازل عنها على الإطلاق، مهما اشتدت حدة المؤامرات والتحديات والعواصف والانتكاسات التي نعيشها ونمر بها. منبها إلى أن الوضع الفلسطيني الداخلي يحتاج إلى كثير من الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، ولعل هذا أهم ما يجب القيام به كفلسطينيين: ترتيب البيت الداخلي وتوحيد الصفوف وإنهاء الانقسامات التي يستثمرها الأعداء خدمة لمشاريعهم وأجنداتهم وممارساتهم.
وخلص المطران حنا إلى القول: “كونوا متفائلين يا أيها الفلسطينيون، لأن القضية العادلة هي التي ستنتصر في النهاية مهما طال الزمان أو قصر، وقضيتنا تحتاج إلى الصبر والحكمة والصدق والاستقامة، وكما نقول بلغتنا العامية: ” الصبر مفتاح الفرج”.
المصدر : القدس العربي
