المخرج السينمائي الإسرائيلي شفارتز عن فيلمه “طنطورة”: صورة مصغّرة عن الإسرائيليين
الشرق الأوسط نيوز : يؤكد مخرج سينمائي إسرائيلي، معدّ فيلم “طنطورة” الوثائقي، أن شهادات الجنود الإسرائيليين وأقارب ضحايا المذبحة في القرية تفنّد أكاذيب المؤسسة الإسرائيلية التي تنكر وقوعها. ويقول المخرج الإسرائيلي ألون شفارتز في مقال مطوّل نشرته صحيفة “هآرتس” في ملحقها إن التقنية الأساسية التي تم فيها إسكات الباحث تيدي كاتس، قبل ربع قرن تقريباً، هي البحث في عدة اقتباسات وقعت فيها أخطاء في رسالة الماجستير خاصته حول مذبحة الطنطورة في مايو/أيار 1948، والممتدة على مئات الصفحات. ويقول أيضاً إنهم بعد ذلك قاموا بترهيبه بقضية فضائحية لإسكاته والطعن في مصداقيته في حملة عامة ورفض رسالته بالكامل، على اعتبار أنها غير جديرة. منوهاً إلى أن المقالات الإسرائيلية التي كتبها المحامي غيورا آردنست، والمراسل الموسيقي، حاجي حيترون، والمؤرخ يوآف غلبر حول هذا الموضوع هي أمثلة حديثة للظاهرة المنتشرة جدا في إسرائيل، في اليسار وفي اليمين، والتي تتمثل في النفي أو التقليل من قيمة النكبة. وتابع: “أمامنا إحدى قضايا الإسكات الخطيرة، التي وُجدت منذ قيام الدولة. معظم الإسرائيليين يجدون الراحة في قراءة مقالات كهذه، والتي وظيفتها الحقيقية الحفاظ على القصة الجميلة التي تربينا عليها، والسماح بمواصلة إبعادها، وهي أننا لم نطرد العرب بل هربوا بإرادتهم، والجيش الإسرائيلي هو الجيش الأخلاقي في العالم، وجنوده لا يذبحون أبداً، وما شابه”.
ويوصي شفارتز بمشاهدة فيلمه “الطنطورة” والحكم كلّ بنفسه، مؤكدا أنه، ورغم محاولات الإسكات، إلا أن الفيلم سيتم عرضه في بداية الأسبوع القادم في “البلاد”. لافتاً أنه قبل الدخول الى إثبات مزاعمهم الخاطئة يضيف شيئا عاما، يصلح أيضا بخصوص الرسالة الوحشية والتهكمية لعميد جامعة حيفا، البروفيسور غور إلروي، التي تم إرسالها لأعضاء الطاقم قبل يوم من عرض فيلم “الطنطورة” داخل الجامعة. ويقول إن الفيلم لا يتناول جودة الرسالة الأكاديمية لتيدي كاتس، أو مسألة هل حدثت أخطاء في تسجيل عدد من الاقتباسات التي سجلها في تسجيلاته كجزء من البحث، في الوقت الذي كتب فيه الرسالة الأولى قبل 23 سنة ويضيف: “ليس هذا هو المهم بالنسبة لي، لذلك فإن الفيلم لا يتناول ذلك على الإطلاق”.

الطنطورة: 23 أيار 1948
يوضح المخرج كذلك أن المهم بالنسبة له هو ما حدث في قرية الطنطورة في 23 ايار 1948، وكيف أن هذا الأمر تم اخفاؤه وإسكاته منذ ذلك الحين بصورة استحواذية تقريباً. ويقول إن الفيلم يأخذ المادة الخام التي سجّلها كاتس في حينه، ويجعل المشاهد يستمع إليها بشكل مباشر، وذلك من خلال دمج مقابلات حديثة مصورة مع جنود إسرائيليين كانوا هناك، وبحث شامل ومستقل يرتكز إلى وثائق، صور جوية، ومواد أرشيفية أخرى. مؤكدا أن الادعاء الإسرائيلي بأنه بسبب عدم الدقة في عدة اقتباسات في عمل كاتس قبل 23 سنة فإن الفيلم يعتبر معيبا، هو تقنية للتضليل وتكرار تجربة إسكات القضية. ويتابع شفارتز: “في أساس فرضيته قال كاتس بأنه في 23 أيار 1948، وبعد انتهاء المعركة في الليل، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي في الطنطورة الكثير من الرجال، ممن كانوا بدون حماية، من خلال تنفيذ جرائم حرب فظيعة واستخدام أساليب قتل مختلفة. بهذا فإن كاتس كان على حق “.
منكرو المجزرة قاموا بترهيب تيدي كاتس بقضية فضائحية لإسكاته والطعن في مصداقيته ورفض رسالته بالكامل.
جبهة الإسكات
ويقول شفارتز إنه خلافاً لما كتبه حيترون فإن الفيلم لا يرّكز على مسألة هل قتلوا في الطنطورة 12 شخصا أم 20 أم 200 منوها إلى أن هذه محاولة لتأطير وتسطيح النقاش وتوجيه الحوار نحو ما هو مريح لأعضاء جبهة الإسكات. ويشدد على أن الفيلم يأتي بقصة واسعة تشمل، ضمن أمور أخرى، خلفية حرب 1948 وكيف تم بناء الذاكرة إلى جانب روايات مختلفة عما حدث في الطنطورة، حيث ينفي متحدثون كثيرون المذبحة. إضافة الى ذلك فإن الفيلم يتناول الإخفاء المحدد لقضية الطنطورة والإخفاء الشامل للنكبة، ويعرض أمثلة حول طريقة صياغة الرواية في تلك الفترة على يد المؤسسة الإسرائيلية. ويشدد شفارتز أيضاً على أن فيلم “طنطورة” هو صورة تاريخية للمجتمع الإسرائيلي، وفرصة نادرة للسماع من أبناء جيل 1948 أنفسهم في شهادة أخيرة قبل وفاتهم. وينوه شفارتز إلى أن أساس وظيفة الفيلم الوثائقي “طنطورة” هي إثارة نقاش عام يقظ ومتواصل حول مواضيع مهمة، مرجحّا أن الفيلم نجح بصورة غير مسبوقة، حتى قبل أن يتم عرضه في إسرائيل.
ويرى أن “مناقشة الأرقام” تحتل مكانا هامشيا في الفيلم بشكل متعمد، يظهر فيه طوفيا هيلر، الذي قاد القوة المقاتلة التي جاءت من الشمال، ويقول إنهم لم يقتلوا في الطنطورة أي شخص بعد انتهاء المعركة، وإن القصة حول قناة حفروها ودفنوا فيها 300 شخص هي أسطورة. هذا كان أيضا الموقف الرسمي الذي قاله قائد الكتيبة 33، بن تسيون (بنتس فريدمان) طوال السنين. “لقد قتل هناك 20 – 30 شخصا في المعركة”، قال فريدمان أمام كاتس قبل تفجر القضية. ويتابع شفارتز: “كان مردخاي (موتل) سوكلر مرشدا من مستوطنة زخرون يعقوب (زمارين) المجاورة قد رافق القوات الإسرائيلية الى المعركة في الطنطورة، وبقي هناك بضعة أيام كي ينفذ على الأقل جزءاً من عملية دفن العرب. لم يكن للجنود المقاتلين أي وسيلة لمعرفة ما هو العدد الدقيق لجثث العرب، التي بقيت ملقاة على الأرض. غادروا المنطقة بعد أقل من يوم، وقبل أن يتم جمع ودفن جميع الجثث. أي في الظهيرة وفي المساء بعد المعركة الليلية.
استمرت مهمة الدفن وجمع الجثث طوال الأسبوع الذي أعقب المعركة. يمكن فهم ذلك حسب وثائق مختلفة متاحة لنا، الآن، من عدة أرشيفات. هناك توثيق خطي وشهادات على أنه في أرجاء المنطقة كانت هناك جثث كثيرة منتشرة: في الطرق وفي البيوت وفي الشوارع. لا أحد يعرف ما هو عدد القتلى الدقيق”.
الفيلم يأخذ المادة الخام التي سجّلها كاتس، ويجعل المشاهد يستمع إليها بشكل مباشر، من خلال دمج مقابلات حديثة مصورة مع جنود كانوا هناك، وبحث شامل ومستقل يرتكز إلى وثائق، صور جوية، ومواد أرشيفية.
أهالي الفريديس
سوكلر من الأشخاص الوحيدين الذين كان يمكنهم معرفة عدد الجثث التي تم جمعها في المنطقة وتم دفنها، يدعي وجود عدد كبير من القتلى ممن تم دفنهم، هو وسكان بلدة الفريديس المجاورة ممن استحضروا إلى الطنطورة من أجل تنفيذ المهمة. ويؤكد شفارتز أنه، خلافا لما يدعيه أردنست في مقاله، فإن سوكلر لم يكن مجنونا، فقد تذكّر جيداً في المقابلة مَن رافق القوات المقاتلة مِن أبناء زخرون يعقوب، ومع أي فصيل بالضبط ذهب كل واحد منهم. منبها لوجود توافق مطلق مع وثائق الجيش الإسرائيلي حول يوم المعركة ويقول إنه يمكن الادعاء بأن سوكلر بالغ في التقدير بخصوص عدد الجثث التي دفنت، وأنه لم يكن هناك 270 قتيلا كما تم الادعاء، لكن القول بأنه مجنون فهذا غير صحيح.

ردا على سوكلر، فإن الفيلم يأتي بأقوال البروفيسور يوآف غلبر، فهو يدعي بأنه لا يصدق الشهود، ولذلك فإنه لم يكلف نفسه عناء الاستماع لشهادات الجنود وهو يصف سوكلر بأنه مجنون. وينبه شفارتز أيضاً لواحدة من الغايات المستبطنة في الفيلم: حول سؤال لماذا نحن في إسرائيل نصدق شهادات ضحايا الكارثة في حين لا نصدق شهادات ضحايا النكبة، أو لماذا نصدق قصص جنودنا التي تحولت إلى جزء من إرث الجيش، ولكننا لا نصدقهم عندما يتحدثون الواحد تلو الآخر عن جرائم الحرب التي ارتكبت في 1948، نبقي للقراء التفكير والإجابة.
نعم كانت هناك قبور جماعية
ويتساءل شفارتز لماذا يدعي حيترون أنه لا يوجد خلاف حول أنه في الطنطورة قتل 12 أو 20 عربيا بعد انتهاء المعركة؟ وعن ذلك يجيب شفارتز: حسب معرفتي، إلى أن تم عرض فيلم “طنطورة” فإن ممثلي وحدة الكسندروني لم يعترفوا بقتل أشخاص بعد المعركة، لا 12 ولا 20. ويتابع: “من هذه الناحية فإن الاعتراف بشكل متأخر أفضل من ألا يكون هناك اعتراف. إذا لم يعد بالإمكان بعد عرض الفيلم أن يتم النفي تماما فعلى الأقل سنحاول التقليل. إذا كان الأمر هكذا فإن الهدف الآن هو تقليص عدد القتلى من أجل خلق صورة وكأن الأمر يتعلق بحالات محددة “على هامش المعركة”، كما كتب أردنست في مقاله. هذه لم تكن الحال حسب رأيي، على الأقل ليس حسب عدد الشهادات التي تراكمت حول أعمال قتل بعدد من الطرق”. ويؤكد أنه خلافاً لحيترون فإنه لا يوجد في الفيلم أي تناقض في موضوع القبر الجماعي، ويقول إن الفيلم يعرض شهادة حديثة لشاهد عيان عن الكشف العرضي عن قبر جماعي مع هياكل عظمية، وتغطيته بالتراب في بداية التسعينيات إلى جانب الشك في تنظيف قبر جماعي في العام 1949.
ويضيف: “يدور الحديث عن قبور جماعية مختلفة، وفي أماكن مختلفة. المنطقة التي توجد شهادة على العثور فيها على عظام في التسعينيات هي قرب الشاطئ، خلف منزل عائلة يحيى، الذي ما زال قائما على الأرض حتى الآن. في المقابل، القناة المفتوحة، التي يوجد شك بأنه انتشلت منها الهياكل العظمية، توجد الآن تحت موقف السيارات في حوف مستوطنة دور. يبدو أن حيترون متردد في التعمق في الخرائط والصور الجوية. بالمناسبة، هذه ذريعة أخرى استخدمها في حينه لدحض أطروحة كاتس. “لم تحضر ما يكفي من الخرائط”، قالوا له. ولكن عندما يأتي شخص ببحث عميق يحلل صوراً جوية كثيرة تم تصويرها خلال 75 سنة فإنهم يختارون في “جبهة الإسكات” التهرب والنظر إلى الاتجاه الآخر”. ويؤكد أن القناة المشبوهة هي قبر مفتوح، تظهر في الصورة الجوية من العام 1949، بطول 35 مترا وعرض 4 أمتار. بجانبها تظهر بوضوح كومة من التراب، وليس من السهل إثبات ما ورد في الفيلم. لذلك، تم فحص الأمر بتعمق مع خمسة خبراء. جلستُ أنا بسرية مع أفضل الخبراء في إسرائيل وفي الجيش الإسرائيلي. ويضيف: “في الصور الجوية من 1949 تظهر قناة مفتوحة تشبه القبور الجماعية الكبيرة المعروفة لنا من أماكن أخرى في العالم. وقد استغرقني وقت طويل كي أدرك بأن جهة معينة، كما يبدو، سواء محلية أو تابعة للدولة، أخلت من هناك محتويات القبر الجماعي بمساعدة آلة ميكانيكية، مهما كان دافعها. هذا كما يبدو منطقة القبر الجماعي الكبير الذي وصف في معظم الشهادات. وهذا يتوافق مع وصف القبر الجماعي الموجود قرب المقبرة التي تظهر في وثيقة من تلك الفترة في أرشيف الجيش الإسرائيلي، الذي يوجد في أيدينا”. موضحا أنه حسب أقوال سوكلر، الذي قام بالدفن، فإن الجثث تم وضعها في القبر على طبقتين، وأن طريقة حساب حجم القبر من خلال الصورة الجوية وعرض نموذج القبر بالأبعاد الثلاثة حسب الصور الجوية من أجل تقدير عدد الموتى الذين كان يمكن دفنهم في هذا القبر، سأبقيها لمقال آخر أو للجنة التحقيق”.

سؤال مفتوح
سواء أتم إخلاء جثث من هناك، كما نقدر، أم لم يتم ذلك، فلا أحد من جبهة الإسكات عرض تفسيرا بديلا: لماذا تظهر في موقع القبر الجماعي الموجود قرب المقبرة قناة مفتوحة لمدة سنة ونصف بعد الدفن؟ عن ذلك يقول شفارتز: حتى بدون الحفر هناك يمكن التحقيق في القصة بوسائل تكنولوجية متقدمة، مثل الرادار تحت الأرضي المتاح الآن. منوها أنه حسب تقديرات الخبراء يبدو، عدم انتظام في التربة، أو على الأقل يمكن تأكيد حجم القناة التي كانت هناك، أو ربما ترى ارتدادات الرادار إذا كانت الهياكل العظمية ما زالت موجودة. حتى الآن فإنه في كل شتاء تتجمع في المكان بركة مياه كبيرة، الأمر الذي يشير إلى عدم انتظام من تحت الأرض، ويحاول أبناء المكان إخفاءها عن طريق وضع التراب بشكل متكرر. وتابع: “إذا كانت إسرائيل ستساعد في إجراء تحقيق جدي في هذه القضية بواسطة علماء آثار مشهورين وجيولوجيين لا مؤرخين. أنا موجود هنا، استدعوني عند تشكيل لجنة التحقيق”.
ويمضي شفارتز في سجاله مع منكري النكبة بالقول إنه من أجل تعزيز أقواله، يعرض حيترون أمام القراء الأقوال التي قالها له المؤرخ بني موريس. ويكشف أنه عندما عرض على موريس الصور الجوية للطنطورة تكدر وجهه، وادعى بأن الأمر غير ممكن؛ لأنه في تلك الفترة لم يصوروا البلاد من الجو. وعن ذلك يضيف شفارتز: ” المحرج أن هذه لم تكن أقوال الهراء الوحيدة التي سمعتها من موريس. فهو أيضا قال أمامي إنه تشاور في حينه مع خبير ووجد أن الجثث “لا يمكن أن تنتفخ”، في محاولة لمناقضة الشهادات حول القبور المليئة بالجثث التي انتفخت على الأرض بعد الدفن. ادعاء آخر لموريس، حسب أقوال حيترون، هو أنه لا تتوفر وثائق يمكن من خلالها الفهم بأنه حدث قتل جماعي في الطنطورة. هذا الادعاء غير دقيق. ورغم أنه ليس لدينا طريقة للوصول إلى جميع المواد ذات الصلة التي يحتفظ بها حتى الآن في الأرشيفات، إلا أنه توجد في يدنا وثيقة مهمة كتبها قائد محافظة نفتالي لقائد المنطقة 1، التي كانت تنتمي اليها طنطورة. في 29 أيار 1948، أي بعد مرور ستة أيام على الحدث على الأرض، وبّخ قائد المحافظة مرؤوسه في قوله لهم:
أ- يجب عليك التأكد من أن يتم دفن جثث العرب الموجودين في الطنطورة وأن تمنع حدوث وباء.
ب- من غير المعقول ألا تنفذ ما يفرض عليك.
هذه المرة القصد هو تخطيط الطنطورة. كان يجب أن يكون لك ما يكفي من الوقت للانتهاء الكامل. ما هو تفسير هذه الرسالة؟ ماذا يعني “تخطيط الطنطورة” الذي تم التحدث عنه بعد احتلال القرية في سياق دفن جثث العرب؟ لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا لإنهاء دفن جثث العرب؟ لماذا يوجد خوف من تفشي وباء؟ يبدو أن الإجابة مرتبطة بالصعوبة الكامنة في الدفن اليدوي لعدد كبير من القتلى في الميدان.
شفارتز: عندما عرض على موريس الصور الجوية للطنطورة تكدّر وجهه، وادعى بأن الأمر غير ممكن؛ لأنه في تلك الفترة لم يصوروا البلاد من الجو.. المحرج أن هذه لم تكن أقوال الهراء الوحيدة التي سمعتها من موريس.
رسالة رئيس الأركان
ويرى شفارتز أنه من المهم التطرق هنا لمقال البروفيسور غلبر، الذي نشر في موقع “ديوما”، حيث كتب فيه أن ما نفذه جنود الكسندروني في الطنطورة كان إضراراً بالممتلكات. منوها بأن مصدر هذا الادعاء موجود في المراسلات العسكرية في 1 حزيران 1948، ويقول شفارتز إنه حينها أصدر مكتب رئيس الأركان برقية لقائد لواء الكسندروني بهذه الصيغة:
الموضوع: “الطنطورة”،
لقد علمت من قسم الشؤون العربية بأن الجنود الذين دخلوا إلى الطنطورة نفذوا أعمال تخريب كثيرة بعد الاحتلال، وبدون أي حاجة. رجاء أعلموني مدى صحة هذه الأقوال التي وردتني، وماذا فعلت لمنع أعمال كهذه في المستقبل.
ويتساءل شفارتز: لماذا كتب حيترون بأنه “اليوم أصبح من المعروف أن عميتسور كوهين لم يكن في الطنطورة أبدا؟ عن ذلك يقول شفارتز:
بحث سريع في “غوغل” عن كلمة طنطورة + عميتسور سيقود القراء إلى شهادتين مختلفتين لعميتسور تم اعطاؤهما قبل سنوات من إجراء المقابلة معه من أجل فيلم الطنطورة. يروي عميتسور كيف تم ضمه للكتيبة 33 في المعركة في الطنطورة، رغم أنه كان من كتيبة أخرى، لأنه كان مدفعياً من فصيل مساعد في لواء الكسندروني.
إضافة إلى ذلك، تحدث عميتسور في الفيلم عن “الأشهر الأولى” للحرب، التي لم يكن فيها حسب شهادته يأخذ أسرى، بل كان يقتل دائما. هكذا من الواضح أنه لا يتحدث بشكل محدد عن الطنطورة في هذا المقطع. ومثلما قيل في السابق فإن الفيلم يعرض صورة واسعة ولا يتناول فقط الطنطورة. هذا الأمر تم توضيحه لحيترون في محادثتي معه، لكنه اختار تشويه ما تم توضيحه له بكل ثمن”.
المصدر : القدس العربي

