السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة يضيق ذرعا بسؤال “القدس العربي” حول موقف بلاده من العدوان الإسرائيلي على غزة- (فيديو)

الشرق الأوسط نيوز : لم يتحمل السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيستيلسا، سؤال “القدس العربي” حول المبرر القانوني والأخلاقي لموقف كييف، التي ترفض العدوان والاحتلال والتهجير في بلادها وفي نفس الوقت تؤيد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي يؤدي إلى هدم مبانيه وقتل أطفاله وبناء المستوطنات على أرضه؟” فما كان منه إلا أن قطع السؤال بطريقة عصبية واضحة قائلا: “نحن نؤيد حل الدولتين ولا أريد الكلام عن موقف حكومتي”.

السفير الأوكراني: “نحن نؤيد حل الدولتين ولا أريد الكلام عن موقف حكومتي”

وكان السفير الأوكراني يتلو بيانا أمام الصحافيين خارج قاعة مجلس الأمن نيابة عن 55 سفيرا غالبيتهم الساحقة من الاتحاد الأوروبي، كانوا يحيطون به وهو يقف في وسطهم أمام منصة المؤتمرات الصحفية.
جاء هذا اللقاء مع الصحافة المعتمدة بعد انفضاض جلسة مجلس الأمن الدولي صباح الأربعاء بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب الروسية الأوكرانية و الذكرى الواحدة والثلاثين لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي سابقا. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الخسائر البشرية والمادية للحرب مأساوية هائلة وواضحة خاصة لأوكرانيا وشعبها، كما أن العواقب الاقتصادية على بقية العالم تُنذر بالسوء.

وقد طلب الحديث في الجلسة عبر تقنية الفيديو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، إلا أن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الذي طلب الحديث في بداية الجلسة، اعترض على ذلك، وأكد أنه لا يعترض على مشاركة رئيس أوكرانيا في الاجتماع، لكن المشاركة ينبغي أن تكون بحضور شخصي في قاعة المجلس، وهذه هي قواعد عمل المجلس، ولا تتعلق بالسياسة، ولكن بالإجراءات واحترام أعضاء مجلس الأمن على حدّ تعبيره وطلب التصويت على المشاركة.
وتبعت كلمة المسؤول الروسي، كلمة مندوب ألبانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، أعرب فيها عن عدم اتفاقه مع مندوب روسيا، وأوضح أنه تم بحث هذه القضية في الماضي، والآن الوضع على الأرض في أوكرانيا لم يتغيّر ولم يتحسّن.
وأجرى أعضاء المجلس تصويتا، حيث وافق 13 من الأعضاء على إلقاء الرئيس الأوكراني كلمته عبر تقنية الفيديو، فيما عارضت ذلك روسيا، وامتنعت الصين عن التصويت.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ألقى كلمة في بداية الجلسة قال فيها إن هذا اليوم يمثل معلما حزينا ومأساويا – ستة أشهر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي انطلق في 24 شباط/فبراير.
وقال: “خلال هذه الفترة المدمرة، قُتل وأصيب آلاف المدنيين بجراح، من بينهم مئات الأطفال؛ وفقد عدد لا يُحصى من الآخرين أفراد أسرهم وأصدقائهم وأحبّائهم، كما شهد العالم انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي تُرتكب دون مساءلة تذكر”.
وقال لقد فقد ملايين الأوكرانيين منازلهم وممتلكاتهم، وأصبحوا نازحين داخليا أو لاجئين. ومع بداية فصل الشتاء، تستمر الاحتياجات الإنسانية في التزايد بسرعة حيث يحتاج ملايين الأشخاص إلى المساعدة والحماية.
وقال غوتيريش إن المساعدات الإنسانية في أوكرانيا يجب أن تتمتع بوصول آمن ودون وعوائق إلى جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، بصرف النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
وأشار إلى أن عواقب هذه الحرب العبثية محسوسة خارج أوكرانيا، موضحا أننا نشهد ظهور نقاط ضعف جديدة في بيئة عالمية منهكة بالفعل بسبب النزاعات وعدم المساواة والأزمات الاقتصادية والصحية الناجمة عن الأوبئة وتغيّر المناخ. وأعرب عن شعوره بقلق بالغ إزاء الوضع في زابوروجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وفي محيطها.

مندوب روسيا في الأمم المتحدة: من الواضح أن التهديد الوحيد لاستقلال أوكرانيا هو حكومة كييف

وأضاف السيد غوتيريش قائلا: “أي إجراءات قد تعرّض للخطر السلامة المادية أو أمن أو أمان المحطة النووية هي ببساطة غير مقبولة. أي تصعيد إضافي للوضع يمكن أن يؤدي إلى تدمير ذاتي”.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا،  إنه بعد الاستماع إلى التقارير بشأن الضحايا المدنيين خلال الأشهر الستة الماضية، فإن المسؤولية تقع على نظام كييف، الذي جاء إلى السلطة من خلال انقلاب يسّرته الدول الغربية.

وأضاف أن عددا كبيرا من الذخائر يُخزن في المنشآت الطبية والتعليمية، ومنظمات مثل منظمة العفو الدولية التي أقرّت بذلك، كما قال. ودعا نيبنزيا إلى إجبار كييف على احترام القانون الدولي الإنساني
ونفى أن تكون روسيا تهدد استقلال أوكرانيا، “من الواضح أن التهديد الوحيد لاستقلال أوكرانيا هو حكومة كييف”. وأشار إلى أنه تم القضاء على المعارضة في أوكرانيا وقمعها وأقفلت القنوات الإعلامية
وتابع قائلا: “بالنسبة لروسيا، تحوّلت أوكرانيا إلى كيان معادٍ لروسيا، وهي اليوم تعاني من إفلاس أخلاقي وسياسي كاملين”.
من جهته قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر إحاطته عبر تقنية الفيديو، وهي الثالثة التي يخاطب فيها مجلس الأمن، إن روسيا وضعت العالم على حافة كارثة إشعاعية. “الواقع هو أن الجيش الروسي حوّل أراضي أكبر محطة نووية في أوروبا – محطة زابوروجيا للطاقة النووية – إلى ساحة حرب”. وأشار إلى أنه حتى الآن، في القرن الحادي والعشرين، لا يزال يتعيّن النضال من أجل إنقاذ عشرات الملايين من الناس في دول مختلفة بسبب هذا الجوع المصطنع. وقال هو مصطنع من قبل دولة واحدة. واتهم روسيا بتعمد محاولة فرض فقر الطاقة على عشرات الملايين من الأشخاص، وحرمانهم من الوصول الطبيعي للسلع الأساسية عبر تعمّد رفع أسعار الطاقة. وأكد أن الغزاة الروس قتلوا آلاف الأوكرانيين ودمروا العشرات من المدن بالمدفعية.
وكي لا تحدث أزمة غذاء مرة أخرى، يتعين على روسيا أن تغادر الأراضي الأوكرانية “وينبغي محاسبة روسيا على جريمة العدوان ضد أوكرانيا، على حدّ تعبيره. وسيتم تقديم قرار للنظر فيه من قبل الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة”.

قد يعجبك ايضا