الإصلاح السياسي وتفعيل دور الأحزاب مقرون بإستئصال جذور الفساد

محيي الدين غنيم….

 

إن التجربة الحزبية ليست وليدة اللحظة، والأردن سمح بالعمل الحزبي منذ تسعينبات القرن الماضي مع توفير الدعم المالي للأحزاب السياسية المرخصة، ولكن وبكل أسف لو نظرنا لخارطة الأحزاب السياسية بالأردن فسنجد معظم الأحزاب ومنذ ولادتها كانت بحاجة للخداج وان معظم الأحزاب كانت ترتبط وتعرف بإسم الأمين العام للحزب ( القائد الرأسمالي الملهم) ولم تكن تلك الأحزاب تحمل برامج سياسية وإقتصادية وإجتماعية واضحة بإستثناء الأحزاب اليسارية وحزب جبهة العمل الإسلامي، وبكل أسف فشلت التجربة الحزبية في الأردن وعدم ثقة المواطن الأردني الإنخراط والمشاركة بالعمل الحزبي مع عدم توفير الحماية لمنتمي الأحزاب وخوف المواطنين من الإنتماء لتلك الأحزاب مع وجود شرط هام لمتقدمي الوظائف الحكومية سواء المدني او العسكري ( على أن لا يكون منتمي لأي حزب سياسي) . وبكل أسف لم تقم الحكومات المتعاقبة بترسيخ مفاهيم العمل الحزبي لدى الشباب طيلة السنوات الماضية وحث الشباب للمشاركة والإنتساب للأحزاب، ولم يكن يوجد تمكين حقيقي للشباب في العملية السياسية والحزبية، والسؤال الذي يفرض نفسه وبعد إقرار منظومة الإصلاح السياسي وقانون الأحزاب  وقانون الإنتخاب : هل سيكون هناك تمكين حقيقي للشباب في العملية السياسية والحزبية وكيف سيكون ذلك في ظل الراسمالية التي ستسيطر على القيادات في الأحزاب؟؟؟!!

إن من خلال قرأتي للمشهد بشكل عام للأحزاب السياسية الجديدة التي أعلنت عن نفسها وأسماء الأعضاء المؤسسين ومع خالص إحترامي وتقديري لهم، فإنني أرى بأن المشهد هو نفس المشهد ونفس الشخوص الراسمالية أو أصحاب المناصب العليا المتقاعدين ويمكن تسمية هذا المشهد ( إعادة تدوير المناصب) ولن ولم يطرأ على المشهد الذي نادى به جلالة الملك بتمكين وتفعيل دور الشباب ووجود الشباب ما هو إلا لإستكمال النسبة القانونية كنسبة مشاركة المرأة بالأحزاب لترخيص الحزب وبذلك لن نستطيع الوصول لعملية التحول الديمقراطي ووصول الشباب لمراكز قيادية لقيادة المرحلة المقبلة.

ومن جانب أخر فإني أرى بأن نجاح منظومة الإصلاح السياسي وتفعيل دور الأحزاب في تشكيل حكومات برلمانية حزبية وتمكين الشباب للمشاركة في العملية السياسية مقرون بالأساس بإستئصال الفساد وجذوره وبغير ذلك لن ترى العملية الإصلاحية النور في ظل سيطرة رموز الفساد وقوى الشد العكسي في التأثير على بعض المسؤولين وبكافة المواقع اللاهثين وراء المكتسبات المادية والهبات المقدمة لهم من رموز الفساد لخدمة مصالحهم.

قد يعجبك ايضا