هل تشترك “كريستيان آمان پور” بالمؤامرة؟

ريم عبيد…. 

 

نشر موقع تلفزيون الCNN الأميركي خبراً مفاده ان الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي ألغى مقابلة مع مراسلته الإيرانية الأصل كريستيان أمانبور بعد أن رفضت وضع منديل على رأسها.
وكريستيان آمان پور صحفية بريطانية من أصل ايراني، ولدت في لندن عام ١٩٥٨ ، والدها محمد تقي آمان پور وهو مسلم شيعي، ووالدتها باتريشيا وهي سيدة انجليزية كاثوليكية، انتقلت إلى طهران وعاشت فيها مدة أحد عشر عاما، وتتحدث الفارسية والإنجليزية بطلاقة.
متزوجة من جيمس روبين الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون العامة في إدارة كلينتون من العام 1997 إلى 2000.
ولكن المفارقة هي ان هذه الصحفية نفسها ارتدت الحجاب امام مسؤولين في حركة طالبان، وهو ما فتح مجالا للتساؤل عن البعد المقصود من نشر ال cnn لهكذا خبر، بالتزامن مع مؤامرة تحاك ضد ايران تنطلق من الداخل، بعد فشل المحاولات من الخارج لاخضاغها.
وما نشرته الcnn اثار جدلا واسعا، فقد علق الـكـاتـب الـسـيـاسـي اللبناني رونـي ألـفـا مستغربا، ان ترفض “أمانبور” محاورة رئيس إيران وتنسحب لأنه طلب أن تغطي شعرها بمنديل، مشيرا الى ان عدم احترام إرادة الضيف والمساس بمشاعره الدينية يتعارضان مع المعايير المهنية، ولا يعد ذلك سوى محاولة رخيصة لتحقيق سَبق وتشويه مبرمج لدولة وشعب ونظام وشريعة، ويسأل الكاتب ،مـاذا لـو كـان الـضـيـف بـابـا رومـا وطـلـب الـشـيء نـفـسـه،هل كانت لتقبل به؟
وكان اليومان الماضيان شهدا موت الشابة مهسا أميني اثر ازمة قلبية، وبعد جدل حول اتهام الشرطة الايرانية بموتها، والذي نفته طهران، مبينة في مقطع فيديو لحظة سقوطها صريعة على الارض، ولأن الواضح أن المجابهة بالاقتصاد وبالسياسة لم يفلحان يبدو ان الغرب سلك دربا آخر لضرب ايران، يدخل اليه من بوابة العقائد، والمسلمات التي تتسق مع تسمية ايران بالجمهورية الاسلامية، ومع نظامها القائم على تعاليم الدين الحنيف، متخذا من بعض المعارضين لهذه السياسات، وبعض المتمردين على العقائد، وبعض اللادينيين الذين يرغبون تحويل ايران الى اللادين كما يحدث الآن في السعودية على يد تركي آل الشيح بدعم محمد بن سلمان ولي العهد ، مطية للعروج على ظهورهم، وتحقيق ما لم تحققه السياسات المعتمدة خلال السنوات الماضية.
وما هو واضح أكثر، ان ايران تتعامل بحكمة وحذر شديدين مع ما يحدث، خصوصا فيما يتعلق بدعوات “الثورة على الثورة” والتي استندت الى بعض مقاطع الفيديو المفبركة، حيث تتم معالجة أعمال الشغب على مراحل.
ففي البداية يجري العمل على تجنب الصدام بين القوى الامنية والمتظاهرين ومراقبة دائرة الاستقطاب والاعتداءات،مما يؤدي الى اغراء الخلايا النائمة للمشاركة، ومن ثم رصد وجمع المعلومات وتوثيق الوقائع لاستكمال الملفات، للوصول الى اعتقال رؤوس الخلايا والمحرضين، وفي المرحلة ما قبل الاخيرة يسمح للشعب والهيئات الشبابية بتنظيم تظاهرات جارفة لاقتلاع الفتنة، ليصار بعدها الى وأد الجولة بحصيلة دسمة من المتآمرين المدربين، وبالفعل تم مؤخرا القبض على عدد ممن جرى التعرف عليهم ممن لديهم باع في التخريب، كما تمت دعوة الشعب الايراني للنزول الى الشارع واقتلاع الفتنة بيده.
اذا، واهم من يظن ان المؤامرات التي تحاك ستنال من شعب أبدع في حماية حقوقه وأرضه وممتلكاته واستقراره منذ انتصار الثورة الى اليوم.

قد يعجبك ايضا