الخطايا… عندما يخطئ العبد
المهندس هاشم نايل المجالي ….
لقد عاش العالم الغربي لسنوات طويلة بعد الحرب العالمية الثانية بستان ربيعي، وعاش العالم الثالث خريفاً من الحروب والهيمنة الغربية العالمية على مقدراته وعلى الانسانية دون مبالاة، ليقسم ويقتل ويفتن ويهجّر ويستولي على المقدرات لصالحه ليعيش بنعيم ورغد.
وها أتى اليوم الذي تحول فيه البستان الربيعي الى حديقة قاحلة، بيت حلّ عليه الخريف، تمر عليه كثير من الاحداث، واصبحت اللغة السائدة لغة تجهلها البشرية لا قانون يحكم ولا شريعة، ونبضات وظيفية بصوت دون حياة، تحول لافت وملموس من الادمية والانسانية.
والتحدث عن حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية الى حالة هائمة بين الضياع والتشتت والفهم، فيصعب تخيل الرعب الذي يصيب البشرية في العالم الغربي، وهو يواجه العقوبات تلو العقوبات في السكن والمأكل والملبس والعمل والانتاج، الى تطوع الى القتال والقتل وسفك الدماء، حتى التهديد بمسح البشرية عن الوجود.
فغواصات نار جهنم تجوب المحيطات حاملة رؤوساً نووية وصواريخ بعيدة المدى تهدد اقصى الاماكن بعداً، مقدرات صناعية وتكنولوجيا تحولت الى مقدرات دمار، هو عقاب من نوع فريد على البشرية، التي تجاهلت حتى رائحة الدواء لعلاج شعوب الدول النامية والفقيرة، بنشر الفيروسات المختلفة وجعلهم حقول تجارب لادويتهم ومطاعيمهم.
لقد اصبحنا في حالة ينفصل فيها القلب عنا وهو ينبض في داخلنا، ان تستنجد بداخلك لمن لا يقدر على الصمود المعيشي والصحي، وتضرب صدرك مرات ومرات مثل غوريلا مكلومة خائفة مرعوبة، وليظل يلازمك الخذلان والضياع من مستقبل لا نعرف ما مصيرنا فيه.
اجتمعت على البشرية الغفلة من كافة اطرافها، ولم يعد يفهم العبد في قلبه لا الحب الاحسان ولا الرأفة التي ابتعدت اميال فانتشرت الجريمة الاسرية والمجتمعية، وتقاتلت الدول فيما بينها، على من هو الاقوى ومن هو المهيمن والمسيطر والاكثر خطراً على الآخر.
ولتزاحم الحياة المعاصي وتستنزف الطاقات دون جدوى، وتزداد البطالة ويزداد الفقر ليخفي في الروح تفاصيل كثيرة، وستعفن كافة الحواس لان بشائر الخير قد غابت، وجفت شرايين الوعي ولتجف هرمونات السعادة التي وعدونا بها، وستنقطع الكهرباء عن القلب كمدينة منسية مظلمة، وسيتغير النوم والطعام والسلوك وحتى الاخلاق، ستبدل على انها تراكمات تعمي بصيرةالقلب، وقلوب لرؤساء دول عظمى ستصدأ من المعصية، وسيحشرون كافة في جولة نهائية امام الله سبحانه وتعالى، ليحاسب كل واحد منهم على ما اقترفوه بحق البشرية.