«مو شعار أحد»

إقبال الأحمد ….

 

لست في مكان الدفاع أو ‎التبرير لأي طرف في مجلس الأمة، بعد أول اجتماع بين رئيس المجلس ومكتب الرئاسة الجديدة في مجلس الأمة، وإعلانه تغيير شعار المجلس وإعادته الى ما كان عليه قبل فترة الرئاسة السابقة للمجلس.‎أحتفظ بحماسي لفوز هذا وخيبة أملي في ذاك لنفسي، ولا أفرضها على أحد، ‎ولكنني استغربت من روح التشفّي ومحاولات طمس كل ما قامت به الرئاسة السابقة ممثلة بالسيد مرزوق الغانم، لأن علينا التفريق بين الأمور المنطقية وغير المنطقية.

‎قد أجد العذر سواء كان باقتناع مني أو عدمه.. لبعض الأشخاص الذين يشعرون بكمّ من التشفي الذي ‏يبدو واضحاً في اسلوب كلامهم ونبرة صوتهم بعد فوزهم بأحد مناصب المجلس، ‎‏ولكن يجب التفريق بين العاجل من القضايا والأكثر أهمية لإعطائها أولوية الإنجاز خاصة في مكتب رئاسة مجلس الأمة.

‎من ضمن هذه الأمور قرار استبدال وإعادة الشعار القديم لمجلس الأمة بدلاً من الشعار الذي استُحدث خلال رئاسة السيد مرزوق الغانم.

‎شخصياً لدي رأي في هذا الموضوع من الجانب الفني أكثر منه من الجانب السياسي.

‎الشعار السابق الذي استُحدث في فترة رئاسة مرزوق الغانم أعطى استقلالية.. وخلق علاقة مع مجلس الأمة، من خلال صورة المبنى بألوان علم الكويت مما أضفى عليه الاستقلالية والروح العصرية مقارنة بالشعار الذي تمت إعادته والذي هو نسخة مكررة لشعار الدولة الرسمي التقليدي.

‎‏أقدر السيد مرزوق الغانم الرئيس السابق لمجلس الأمة التزامه الهدوء وعدم الرد على من أزبد وأرعد من جانب بعض معارضيه ومن يريد محو تاريخ بوعلي بالكامل.

‎أنا لست بمكان الدفاع عن السيد مرزوق الغانم ولا غيره.. لأن الله سبحانه حباه ملكة التحدث والرد وسرعة البديهة التي يشهد له بها الجميع من خلال التجربة التي مر بها كرئيس للبرلمان الكويتي بغض النظر عن مشاعرنا تجاهه.

‎ لا بد أن أنوه الى هذا الأمر، وان طالني ما سيطولني من رد فعل.. فإن الشعار القديم والذي يسميه البعض وللأسف «شعار مرزوق»، هو ليس كذلك.. إنه شعار مجلس الأمة بعد تحديثه وتطويره وربطه بمجلس الأمة بشكل فني أكثر من الشعار التقليدي. وقد جرى اختياره من خلال مسابقة عامة أعلنت، وفق ما وصلني، في فترة رئاسة الرئيس الأسبق جاسم الخرافي طيب الله ثراه، وانتهت في رئاسة مرزوق الغانم، وقد فاز بها مصمم كويتي بإشراف لجنة تحكيم فنية.

‏‎كنت في زيارة سياحية للأقصر، وكانت هناك بعض الكتابات والرسومات في جدران بعض المعابد والقبور المصرية القديمة، والتي كان واضحاً أن هناك من قام بطمسها عندما استولى على الحكم لاحقاً، من خلال محوها عن طريق إزالتها بالمطارق اليدوية لأنها كانت وسيلتهم المتاحة آنذاك.

‎‏أحترم كثيرا العم أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة.. واعتبرت عودته لرئاسة المجلس عودة جميلة تفخر بها الديموقراطية الكويتية، لأنه بالفعل يستحق أن يكون في هذا المكان.. بفضل شخصه الكريم، وأتمنى في الوقت نفسه، من كل قلبي أن تراعى أولويات التغيير وفق اهمية الموضوع وحاجة الوضع له.. وألا يغلب على بعضها أي شكل من أشكال التشفي والثأر.

‎كلي يقين أن العم أحمد السعدون أكثر منا كلنا يقينا بهذا الحانب.. وأن تأثيره في الآخرين أكبر بكثير من تأثيرهم فيه.. فهو السيد أحمد السعدون، نقطة على السطر.

إقبال الأحمد

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا