اليوروبا ليغ تفتح أبوابها لأسماك القرش الفاشلة في دوري الابطال!

شبكة الشرق الأوسط نيوز :  «أسماك القرش الفاشلة في دوري الأبطال ستصل، وستصل بشكل كبير، سيكون الأمر ممتعا، إنهم خصوم لا ينبغي أن يحضروا إلى الدوري الأوروبي، لكن هذا سيكون واقعا، بعد فشلهم في دوري أبطال أوروبا»، بهذه الكلمات التي تفوح منها رائحة الشماتة الكروية، توقع المثير للجدل جوزيه مورينيو، خروج عدد لا بأس به من عمالقة الدوريات الأوروبية الكبرى من دوري مجموعات الأبطال، وهو ما حدث في الجولة قبل الأخيرة، التي شهدت الهجرة الجماعية النادرة لهذا الكم من الكبار الفاشلين، الذين خيبوا آمال جماهيرهم، بالخروج المبكر من الكأس ذات الأذنين، والذهاب إلى غياهب اليوروبا ليغ وليالي الخميس المنسية.

القرش الأكبر

كان البعض من عشاق برشلونة، ينتظر حدوث معجزة في ملعب «جوسيبي مياتزا»، أن يتعرض صاحب الأرض الإنتر للهزيمة على يد ضيفه المتواضع فيكتوريا بلزن، لكن سرعان ما تبخرت أحلام اليقظة وقيلولة العصر، الشائعة في إسبانيا، والأمر لا يتعلق بانتصار الأفاعي الكاسح على الفريق التشيكي بالأربعة، بل للنسخة الباهتة، التي بدا عليها مشروع تشافي هيرنانديز، أمام الدابة السوداء بايرن ميونيخ، في سهرة «كامب نو»، التي انتهت بصورة شبه كربونية لمواجهات الفريقين في السنوات الماضية، بهزيمة جديدة بطعم العقلم، وصل قوامها لثلاثية نظيفة، كانت قابلة للزيادة للضعف، تماما كما حدث في آخر مناسبة جمعتهما على نفس الملعب في مرحلة مجموعات النسخة الماضية، التي انتهت هي الأخرى بنفس النتيجة تحت قيادة المدرب الهولندي السابق رونالد كومان، وهذا جعل بعض النقاد والمتابعين يسألون ويتساءلون، ماذا أضاف تشافي لبرشلونة؟ وماذا تغير في الفريق تحت قيادة المايسترو؟ وذلك بالمقارنة بين الأداء والنتائج أمام البايرن وباقي الكبار مع المدربين السابقين وبين الوضع الحالي مع تشافي، صحيح أسلافه كانوا محظوظين بالتسلح بالبرغوث ليونيل ميسي، قبل ذهابه إلى باريس سان جيرمان العام الماضي، لكنه يبقى «عراّب» المشروع الجديد، الذي كبد الخزينة أكثر من 150 مليون يورو، من أجل توفير «لبن العصفور» للمدرب، لكي ينتشل البلوغرانا من براثن الضياع، ويعيده سريعا إلى مكانته الطبيعية، كفريق يهابه الكبير قبل الصغير في كل أرجاء المعمورة، وفي رواية أخرى ملوك السحر ومدرسة «التيكي تاكا»، التي يُنظر إليها على أنها «النموذج المثالي» للأناقة والإبداع والخيال في عالم المركولة المجنونة.
لكن التجارب، وآخرها انتكاسة الأربعاء أمام زعيم الألمان، أثبتت أن أحلام وطموحات الرئيس الثوري خوان لابورتا، كانت وما زالت وستبقى في واد، وواقع وقواعد المستطيل الأخضر في واد آخر، أولا لحاجة المدرب تشافي نفسه، لاكتساب المزيد من الخبرات، من أجل التعامل مع هكذا مواعيد مصيرية، ويتجلى ذلك في إصراره على أسلوبه، الذي يغلب عليه التطرف الهجومي، منذ ظهور فلسفته التدريبية مع ناديه السابق السد القطري، ولعلنا لاحظنا تكرار نفس الأخطاء، التي أدت إلى ضياع أهم ثلاث نقاط أمام النيراتزوري في الجولة الرابعة، أبرزها البطء الشديد في عملية الارتداء من الحالة الهجومية إلى الدفاعية بعد فقدان الكرة، بالطريقة التي ضُرب بها خط الوسط والدفاع، بتمريرة واحدة من منتصف الملعب لساديو ماني، على إثرها لم يجد أدنى صعوبة في مغالطة، هيكتور بيليرين في سباق المسافات الطويلة، كأننا نشاهد نفس صولات وجولات هاكان وباريلا ولاوتارو مارتينيز في دفاعات البرسا في دراما التعادل 3-3، الفارق هذه المرة، أن فريق تشافي، اصطدم بمنافس أفضل من حيث الجودة وأكثر شراسة وعنفوان من الإنتر، وليس ذلك فحسب، بل في وقت أقل ما يُقال عنه في فترة «استجمام»، بعد تحسن النتائج والأداء في حملة الدفاع عن لقب البوندسليغا، بعد البداية البطيئة، والعكس بالنسبة للفريق الكتالوني، الذي عاد الى المربع صفر، بالمشاركة في اليوروبا ليغ للمرة الثانية على التوالي، في ما يعتبر أشبه بالموقف المحرج بالنسبة للنادي وجماهيره، خاصة بعد التعاقدات الباهظة، التي رفعت سقف الطموح، التي جعلت النجاح الفوري والعودة السريعة للألقاب أمرا ضروريا، وليس بالخروج المبكر من مجموعات الأبطال، والخسائر الفادحة جراء هذا الفشل، هذا بخلاف السمعة السيئة التي التصقت بمشروع تشافي، كفريق لا يقوى إلا على الفرق المتوسطة والصغيرة، فهل يصحح تشافي هذا الانطباع؟ هذا سيتوقف على مدى نجاحه في الاستفادة من دروس الخروج من المبكر من دوري مجموعات الأبطال، وإلا ستصدق صحة التقارير والاشاعات التي تشكك في بقائه مع الفريق لنهاية الموسم، في حال اتسع الفارق مع ريال مدريد في الصراع على لقب الليغا.

فشل وقبح

قبل 24 ساعة من مأساة برشلونة، قضى عشاق يوفنتوس ليلة أخرى للنسيان، بعد السقوط أمام بنفيكا بنتيجة 4-3، في مباراة بدت وكأنها غير متكافئة في أغلب أوقاتها، بتقدم الفريق البرتغالي بفارق 3 أهداف، إلى أن استيقظ عملاق الكرة الإيطالية في الدقائق الأخيرة، بعد مشاركة ثلاثي الشباب فابيو ميريتي وماتياس سولي وصمويل إيلينغ جونيور في الدقائق العشر الأخيرة، وأيضا بعد شعور أصحاب ملعب «النور»، أن المباراة قد قُتلت إكلينيكيا، ولم تعد بحاجة لبذل جهد أكبر، والمثير للدهشة والاستغراب، وفي نفس الوقت جعل الجماهير تشعر بما يفوق المصطلح الشائع «خيبة أمل»، ما قاله المدرب الإيطالي بعد المباراة، معتقدا بحسب تعبيره أن خروج السيدة العجوز من الدور الأول لدوري مجموعات أبطال أوروبا «ليس فشلا». والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: إذ لم يكن هذا فشلا؟ فما هو إذن مفهوم الفشل؟ بعد المقامرة بسمعة النادي العريق، باستقبال 3 أهداف للمرة الأولى في تاريخه في الكأس ذات الأذنين في الشوط الأول، مع الإقصاء المبكر للمرة الأولى منذ نسخة 2013-2014، وبنتائج وأرقام تندرج تحت مسمى «مهينة» في حق الكيان، بالاكتفاء بتحقيق انتصار واحد، على ما نسميه مجازا بـ«الفريق الرابع» في المجموعة الثامنة، التي تضم كذلك باريس سان جيرمان، كأسوأ وأقل حصيلة نقاط يجمعها اليوفي طوال مشاركاته في هذه المرحلة من البطولة، ومع ذلك، تُظهر المؤشرات وما يحدث على أرض الواقع، أن المدرب سيبقى في منصبه حتى إشعار آخر، لأسباب تتعلق بالمشاكل المالية، التي تعصف بالنادي، وتعيقه على دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد المدرب، ولنا أن نتخيل حدوث هذا الكم المخيف من الجرائم الكروية مع ناد آخر، أو بالأحرى مع إدارة ومسؤولين آخرين غير الرئيس أندريا أنييلي وباقي معاونيه، بنسبة تزيد على 99%، كان سيتسلم جواب الشكر والعرفان، قبل نهاية فضيحة الهزيمة أمام الفريق الرابع في المجموعة، لكن حفيد ملاك علامة «فيات»، يرفض حتى مجرد التفكير في استبدال المدرب، بعدما أيقن القاصي والداني، أن كبير الطليان على المستوى المحلي، لا يتقدم إلى الأمام تحت قيادة ميستر ماكس، بل يسير بسرعة الصاروخ إلى الوراء. ومع الإصرار على بقائه، فربما تسوء الأمور عما هي عليه الآن، خاصة إذا فشل في تأمين المركز الثالث المؤهل لليوروبا ليغ، وهذا لا يبدو مستبعدا، في حال تعثر في اللقاء الختامي أمام باريس سان جيرمان، وفي نفس الوقت خرج الفريق الرابع بأي نتيجة إيجابية في مباراته أمام بنفيكا،

وبالطبع، ستكون كارثة مالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة لإدارة يوفنتوس، بعد إنفاق ما يزيد عن 100 مليون يورو، لشراء لاعبين جدد، بجانب الالتزام بتجديد عقود القدامى، على أمل إعادة هيكلة الفريق، ليعود إلى فئة النخبة في القارة العجوز، بعد هبوط المنحنى في السنوات الماضية، التي اكتفى خلالها اليوفي بالوصول إلى دور الـ16، وقبلها غادر من الدور ربع النهائي على يد أياكس أمستردام، في أول موسم للأسطورة كريستيانو رونالدو في «يوفنتوس آرينا»، لكن من مباراة لأخرى، يُثبت أليغري، أنه لم يكن الرجل المناسب منذ البداية، ويتجلى ذلك في أفكاره وأسلوبه الكلاسيكي، الذي يُقال عنه «عفا عليه الزمن»، وليس في حجج المدرب، بأن ناديه لا يمكنه مقارعة جبابرة البريميرليغ والأندية المدعومة من حكومات دول مثل مانشستر سيتي ونيوكاسل يونايتد، وفي فرنسا باريس سان جيرمان وإلخ، ما يعني أنه مع استمرار أليغري في عناده وعدم اعترافه أو حتى إعلان تحمله مسؤولية النتائج الكارثية للفريق، في الغالب ستكون العواقب وخيمة، قد تصل إلى حد انهيار المؤسسة، نظرا لصعوبة تحمل الخسائر المحتملة مع استمرار الوضع المأساوي الحالي لنهاية الموسم، حيث يواجه خطر الخروج من أوروبا، بما في ذلك المشاركة الشرفية في اليوروبا ليغ، بجانب التأخر بعشر نقاط كاملة عن متصدر الدوري الإيطالي نابولي، ونفس الأمر ينطبق عن الجار الإسباني أتلتيكو مدريد، الذي يمكن اعتباره، ثالث وآخر القروش الكبيرة الفاشلة في دوري مجموعات أبطال أوروبا، بعد سقوطه في فخ التعادل أمام ضيفه الألماني باير ليفركوزن بنتيجة 2-2 في قلب «واندا متروبوليتانو»، ولأن الحظ لا يبتسم إلا للمجتهدين، أخفق يانيك كاراسكو في تسجيل الفوز والتشبث بأمل الذهاب إلى مراحل خروج المغلوب، والحديث عن دراما ركلة الجزاء المهدرة في الوقت المحتسب بدل من الضائع من الشوط الثاني، كنتيجة مستحقة لما يصفه الكثير من النقاد والمتابعين في إسبانيا «إفلاس» المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، الذي لا يُجيد فن تطوير المهاجمين والمواهب الصاعدة، متمسكا بأفكاره الدفاعية، التي تحولت إلى ما هو أشبه بالكتاب المحفوظ أمام خصومه المحليين والقاريين، رغم امتلاكه لأسماء بحجم وجودة غريزمان، موراتا، جواو فيليكس والبقية، ليصبح مهددا بالخروج من كافة البطولات الأوروبية قبل نهاية النصف الأول للموسم، إذا انحنى بعد غد الثلاثاء أمام بورتو في ملعب «دراغاو»، وفي نفس الوقت تمكن ليفركوزن من هزيمة متصدر المجموعة كلوب بروج البلجيكي، بينما في المجموعة الرابعة، سيطير توتنهام إلى ملعب «فيلودروم»، تحت شعار لا بديل عن العودة بنتيجة إيجابية أمام مارسيليا، حتى لا يكون رابع القروش الكبيرة الفاشلة المنتقلة من الأبطال إلى الدوري الأوروبي، وذلك بعد حسرة المدرب أنطونيو كونتي على ضياع الفوز على سبورتنغ لشبونة في الثواني الأخيرة، في الوقت الذي انتصر فيه آينتراخت فرانكفورت على مارسيليا بهدفين لهدف، لتبقى الفرص متساوية بين فرق المجموعة الرابعة حتى إطلاق صافرة نهاية المجموعات.

رهان خاسر ونحس

بعيدا عن القروش الفاشلة، لم تشهد الجولة الخامسة مفاجآت مدوية، الاستثناء الوحيد، كان تعرض ريال مدريد للهزيمة الأولى هذا الموسم، بعد سقوطه أمام لايبزيغ الألماني بنتيجة 2-3، في مباراة متقلبة تفوق خلالها الفريق الألماني في الشوط الأول، بتسجيل هدفين في أول 18 دقيقة، قبل أن يتحسن الأداء المدريدي في الشوط الثاني، بفضل الدفعة المعنوية بتسجيل هدف تقليص الفارق عن طريق فينيسيوس جونيور، بجانب التغييرات التي أجراها المدرب الإيطالي، لكن في الأخير، عرف ممثل شركة مشروبات الطاقة العالمية، من أين تؤكل الكتف، مستغلا الظرف الطارئ الذي يعيشه اللوس بلانكوس، بالغيابات المؤثرة في التشكيل الأساسي، في مقدمتهم القائد الهداف كريم بنزيما والمتوهج فيد فالفيردي، بجانب حالة الاسترخاء التي كان عليها أغلب اللاعبين، بنفس الطريقة، التي يتعامل بها الريال مع مباريات المجموعات بعد ضمان بطاقة الترشح، حيث اللجوء لما يُعرف باللعب الاقتصادي، للحفاظ على مجهود اللاعبين ولياقتهم البدنية لمباريات أخرى أكثر أهمية، لكن في كل الأحوال، سيتعين على أنشيلوتي ورجاله تحقيق الفوز في المباراة الختامية ضد سيلتك، لضمان صدارة المجموعة السادسة، بعد تقلص الفارق مع أصدقاء تيمو فيرنر لنقطة واحدة، قبل مباراتهم المصيرية أمام ثالث المجموعة شاختار دونيتسك الأوكراني، بينما على ملعب «سيغنال أيدونا بارك»، اكتفى مانشستر سيتي بنتيجة التعادل السلبي أمام مضيفه بوروسيا دورتموند، في ما عُرفت إعلاميا بليلة «نحس» رياض محرز، بعد إخفاقه في التسجيل من علامة الجزاء للمرة الثانية على التوالي، بعد إهدار ركلة جزاء في مباراة الجولة الرابعة أمام كوبنهاغن، والمفارقة أن كلا المباراتين انتهت على نتيجة البياض، ما قد يكلفه الخروج من قائمة منفذي ركلات الجزاء في المرحلة القادمة، كما ألمح مدربه بيب غوارديولا في حديثه مع الصحافيين بعد المباراة، استكمالا لمعاناة الميغا ستار الجزائري هذا الموسم، الذي سجل فيه هدفين بالإضافة إلى تمريرة واحدة حاسمة من مشاركته 15 مباراة في مختلف المسابقات.

لكن من حسن محرز، أن ضياع ركلة الجزاء، لم يؤثر على مكان الفريق في المجموعة ولا حتى الصدارة، التي ضمنها بشكل رسمي قبل مقارعة إشبيلية في اللقاء الختامي، والعكس بالنسبة للنجم المصري محمد صلاح، الذي حافظ على صحوته المتأخرة، بتسجيل هدفه السادس في الكأس ذات الأذنين، في ليلة إذلال أياكس أمستردام بالثلاثة، في ما كانت أشبه بمباراة «استشفاء» للاعبين، بعد السقوط المفاجئ أمام نوتنغهام فورست بهدف نظيف في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، منها تشبث الفرعون بمكانه في صدارة هدافي التشامبينز ليغ بالتساوي مع كيليان مبابي، ومنها أيضا أبقى الفريق على فرصه في اقتناص صدارة المجموعة من الحصان الأسود الجامح نابولي، بشرط رد الهزيمة النكراء في افتتاح «دييغو أرماندو مارادونا»، التي وصل قوامها لرباعية مقابل هدف، أما آخر الكبار، الذين وضعوا قدما في الأدوار الإقصائية قبل فوات الأوان، فكان حامل لقب السيري آ، والإشارة إلى ميلان بعد اكتساح دينامو زغرب برباعية بلا هوادة، ليرفع رصيده إلى سبع نقاط، محتلا وصافة المجموعة الثالثة، على بعد 3 نقاط فقط من المتصدر تشلسي، الذي تخطى ريد بول سالزبورغ بشق الأنفس بنتيجة 2-1، ليتبقى للروزونيري خطوة واحدة نحو التأهل لإقصائيات الأبطال للمرة الأولى منذ عام 2014، وتكمن في تحقيق أي نتيجة إيجابية أمام الفريق النمساوي في ختام «سان سيرو»، فهل يرافق أبناء جلدته نابولي وإنتر في دور الـ16؟ أم سيكون آخر القروش الكبيرة الفاشلة في مجموعات الأبطال؟ هذا ما سنعرفه بعد 48 ساعة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا